آخر الأخبارأخبار دولية

ميكائيل ليفي، شقيق رهينة لدى حركة حماس: “سأفعل أي شيء لأعيده”

موفدة فرانس24 إلى تل أبيب – على الرغم من مرور نحو ثلاثة أشهر على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لا تزال عائلات الرهائن الـ129 المحتجزين في قطاع غزة متشبثة بأمل تحريرهم في الأيام أو الأسابيع المقبلة. فمنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 عندما خطف شقيقه أور بمهرجان “سوبر نوفا”، ظل ميكائيل ليفي يتحرك ويسابق الزمن بهدف رؤيته مجددا.

نشرت في: 04/01/2024 – 12:35

5 دقائق

“أريدهم أن ينظروا إلى وجهه، إلى وجهي. أريدهم أن ينظروا إلي ويخبروني ماذا يفعلون لتحرير الرهائن”. يترقب ميكائيل ليفي الأخبار منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أي منذ نحو تسعين يوما… يتابع تطور الأحداث لمعرفة مصير شقيقه أور الذي اختطف أثناء حضوره مهرجان “سوبر نوفا”. وهو يتحرك ويقوم بما في وسعه لكي يتمكن “العبقري الصغير المزعج” كما يسميه، من استعادة حريته.

وهو يتحدث عن شقيقه ذلك الفتى الذي وهو في سن الثالثة من العمر كان “يهدم كل ما بيده قبل تصليحه”، يقول ميكائيل إنه كان “دوما بشوشا وسعيدا كما ترونه في هذه الصورة”. مشيرا إلى قميصه الذي يحمل صورة أخيه الأصغر. مضيفا: “تعلم البرمجة وحده قبل أن يصبح مهندسا معلوماتيا”.

أور ليفي إلى جانب زوجته إيناف وابنهما الموغ. © عن عائلة ليفي

يتكلم ميكائيل، الرجل الأربعيني، عن شقيقه أور وزوجته إيناف بشكل هادئ ومتزن، قائلا إنهما عقدا قرانهما قبل خمس سنوات وكانا يعرفان بعضهما منذ 14 عاما. ماذا حدث في 7 أكتوبر/تشرن الأول؟ “خرجا في الصباح الباكر متوجهَين لمهرجان “سوبر نوفا”. تركا ولدهما ألموغ في رعاية والدتنا. وصلا لعين المكان عند الساعة السادسة وعشرين دقيقة، أي قبل عشر دقائق من بداية الهجوم. لم تمر سوى بضع دقائق حتى بعث أور رسالة نصية للوالدة يخبرها فيها بأنهما كانا يختبئان في ملجأ قرب الطريق. ثم اتصل بها هاتفيا من داخل الملجأ، وكانت الساعة 7:39. بدا أور مرعوبا، وعندما استفسرت أمي عما يجري قال لها يا أمي لن تريدي معرفة ماذا يحدث هنا”.

“كيف تقول لطفل في الثانية من عمره أن أمه لن تعود”

عشر دقائق بعد هذه المكالمة الهاتفية، اقتحمت حماس الملجأ المضاد للصواريخ. واكتشف ميكائيل حجم الخسائر بعد أن شاهد فيديوهات بعد الحادث. “هاجموا بالقنابل اليدوية والرصاص، وكان في الملجأ 17 شخصا آخر في مساحة تساوي تقريبا مساحة هذه الغرفة”. لفهم ما حدث، تحدث ميكائيل من يومها مع ناجين، وتفقد المصابين في المستشفيات. وتحدث مع كل من يستطيع مساعدته على تجميع قطع لغز ما جرى في ذلك اليوم.

قضى ميكائيل أياما صعبة وليال من دون نوم، وهذا حتى نشر الجيش الإسرائيلي بيانا كشف فيه عدد (240) وهوية الرهائن المحتجزين وكان بينهم شقيقه. أما إيناف، زوجة أور، فقد تم العثور عليها جثة هامدة.

نزل الخبر كالصاعقة على عائلة ميكائيل، إلا أن الجميع أراد مواجهة التحدي والصمود أمام المأساة، والوقوف إلى جانب الطفل ألموغ.

ويروي ميكائيل متسائلا: “كيف تقول لطفل في الثانية من عمره أن أمه لن تعود وأن أباه في عداد المفقودين ونحن نبحث عنه؟ استشرنا أطباء مختصين فنصحونا بالكشف عن كل المعلومات التي بحوزتنا وإخباره، وهو ما قمنا به… منذ ذلك الحين، يسعى الطفل للاتصال بهما يوميا”.

ملصق فيه صورة أور ليفي بتل أبيب. 2 يناير/كانون الثاني 2024.

ملصق فيه صورة أور ليفي بتل أبيب. 2 يناير/كانون الثاني 2024. © آسيا حمزة/ فرانس24

من جانبه، يواجه ميكائيل هذه المأساة بشجاعة وثبات، ويرفض الانهيار أو الاستسلام لما يعتبره “معركة”، متعهدا بالصمود “حتى عودة المياه إلى مجراها الطبيعي”. وقد غمرته الفرحة في 24 نوفمبر/تشرين الثاني عندما اتفقت حماس وإسرائيل على تبادل رهائن مقابل معتقلين فلسطينيين. على الرغم من أن شقيقه لم يكن في قائمة الرهائن المفرج عنهم، لكنه كان سعيدا لأفراد “عائلته” الجديدة (أي عائلات الرهائن) الذين عادوا لذويهم.

“طبعا، سيعود”

تم إطلاق ما مجموعه 121 رهينة منذ 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ولا يزال 129 شخصا محتجزين حتى الآن لدى حماس. ويبقى ميكائيل مُركِزا على مهمته، وهي النجاح في “إعادة” شقيقه لعائلته، متجاهلا الأنباء المتضاربة حول الرهائن أو المفاوضات بشأنهم، مقتنعا بأنه لا “يتحكم في الأمور الخارجة” عن سيطرته.

وازدادت خشية عائلات الرهان على حياة أفرادها واشتد غضبها بعد أن قتل جندي إسرائيلي ثلاثة رهائن كانوا يرفعون العلم الأبيض في قطاع غزة. بالنسبة إلى ميكائيل، لا تزال المهمة متواصلة ما دام شقيقه رهن الاحتجاز. فقد سافر مرارا وبمختلف الاتجاهات، تحدث للسياسيين والدبلوماسيين والصحافيين و”لكل الذين كانوا مستعدين لمساعدتي لأجل ممارسة الضغط على الحكومة الإسرائيلية والحكومات الأجنبية (مثل قطر ومصر) وعلى حماس”.

بانتظار تحقق حلمه المنشود، يواصل ميكائيل مخاطبة أور من خلال أمواج الإذاعة، علما أن بعض الرهائن المفرج عنهم أكدوا له أنهم كانوا يتلقون الرسائل عبر البرامج الإذاعية. ورسالته لشقيقه: “أريده أن يعرف بأننا صامدون أمام هذه المأساة، ونحن هنا لأجل ألموغ، وأننا نسانده ونحبه، وأني سأبذل قصارى جهدي كي يعود بيننا مهما كلفني الثمن. طبعا، سيعود”.

 

النص الفرنسي آسيا حمزة/ النص العربي علاوة مزياني


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى