آخر الأخبارأخبار محلية

أيها الساهرون.. أتدرون ماذا تشربون؟ الكحول المغشوشة في كل مكان

كتب عبدالله عبد الصمد في” نداء الوطن”:

 

على مشارف سهرة رأس السنة، نشط التنافس وتسابقت الـ”سوبرماركت” والـ”ميني” والدكاكين على تقديم العروض والإغراءات الشرائية، غالباً ما تدفع حال الطفر إلى سوء الاختيار. فيشتري المستهلك الأرخص، من دون أن يدري إمكان أن يكون مشروبه مضروباً! أما ما يوجد خلف البارات فهو غير مضمون وغير مكفول والتنبّه واجب.

 

يؤكد مازن، صاحب متجر كبير متخصص ببيع المشروبات الروحيّة ولوازم التدخين في إحدى بلدات جبل لبنان، صحة الأخبار المتداولة عن وجود كميات من المشروبات الكحوليّة “المضروبة” في الأسواق، وهي تتنوّع بين الويسكي، والفودكا، والعرق والكونياك وربما غيرها. وهي على ثلاثة أنواع، الأول، نوعٌ رخيص الثمن معبأ في زجاجة من نوع فاخر. الثاني، مزيج غير آمن معبأ في زجاجة مقلّدة تشبه الأصليّة. أما الثالث، فهو مزيج لا يستوفي الشروط الصحيّة معبأ في زجاجات خاصة تحمل اسماً جديداً لنوع غير مرخّص وغير معروف، يسوّقه المجرمون على أنه مهرّب من أحد البلدان الأجنبيّة.

ففي تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية على موقها الرسمي emro.who.int (دون تدوين تاريخ النشر) أن “3.3 ملايين وفاة كلّ عام- على مستوى العالم- تنجم عن تعاطي الكحول على نحو ضارّ”. لتتكرر أخبار التسمّم الجماعي بالكحول المغشوش على وسائل الإعلام، حيث كان آخرها في شهر حزيران 2023 في روسيا، حين قضى أكثر من 30 شخصاً، وتسمم ما يزيد عن الستين، وقبلهم لقي 27 شخصاً في ولاية بيهار شرق الهند حتفهم في نيسان 2023. وغيرهما من الحوادث المتكرّرة والعديدة التي لا يتسع المجال لذكرها، وجميع الضحايا قضوا بتسمم جماعي من كحول مغشوش.

 

ومنذ سنة بالتمام والكمال، في كانون الأول الماضي، أنقذت القوى الأمنيّة اللبنانيّة المستهلكين بضبطها كمية كبيرة من الكحول المغشوش في قضاء المتن، وأوقفت عدداً من المتورطين.

 

في حالات السِّكر الخفيف، تنصح الدكتورة الصيدلانية آنا ماريا حنينة في حديث لـ”نداء الوطن”، بتناول الفيتامين B وبشكل خاص الفيتامين B1 المعروف بالثيامين Thiamine. أما إذا كانت العوارض متوسطة، فيجب الاتصال بطبيب والعمل بتوجيهاته. أما إذا تشابهت مع ما ذُكر أعلاه من عوارض، فيجب الإسراع الى أقرب مستشفى لتلقي العلاج اللازم، بحسب ما قالته الدكتورة آن ماري حنيني.

 

يختم مازن بالقول، إن المشروبات الكحولية المغشوشة ليست جديدة على الأسواق اللبنانيّة، لكن بيعها زاد بنسب كبيرة بعد استفحال الأزمة الاقتصاديّة. ثم أنها تنتشر أكثر في فترات الأعياد بسبب زيادة الطلب عليها بشكل عام. عادة ما تكون متعدّدة المصادر والموردين، لكنّ الشركات المعروفة وتجار الجملة الموثوقين لا يدخلونها الى مخازنهم. وبالتالي، تاجر التجزئة الذي يرضى بالربح المتعارف عليه يمكنه أن يتفاداها، وسرعان ما يكتشفها بمجرد انخفاض سعرها المعروض.

 

وينصح نقيب أصحاب السوبرماركت في لبنان، نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة في بيروت وجبل لبنان الدكتور نبيل فهد عبر “نداء الوطن”، تجار التجزئة باعتماد ثلاث خطوات أساسيّة لتفادي الوقوع في فخّ المشروبات المغشوشة. أولاً، التعامل مع الشركات أو المؤسسات التي تستوفي جميع الشروط القانونية، أو مع الوكلاء المعتمدين إذا كانت الأصناف مستوردة. ثانياً، الشراء من مصانع مرخصة وفق الأصول المفروضة، وحاصلة على شهادات من مختبرات رسميّة تؤكد سلامة منتجاتها. وأخيراً، المراقبة الدائمة لجودة المشتريات.

 

يمرّ الترخيص للشركات اللبنانية المنتجة للمشروبات الكحولية بعدّة مراحل، تجعلها مستوفية لشروط السلامة الغذائية. فالترخيص الأولي يعود لوزارة الصناعة، بعد ذلك، تخضع منتجاتها لاختبارات الملاءمة الصحيّة والسلامة الغذائية. وغالباً ما تشترك عدة وزارات للترخيص لشركة واحدة. لذلك نجد المنتجات الكحولية اللبنانية المرخصة مطابقة للمواصفات الصحيّة العالميّة، وتتمتّع بجودة عالية.

 

في العام 2019 طوّر علماء من جامعة غلايسكو في بريطانيا آلة فحص أسموها “لساناً”، وهو قادر على تمييز الكحول المغشوش من الصحيح بدقّة تصل الى أكثر من 99%. لكن الى أن يصبح هذا الاختراع متاحاً في لبنان، ما على المستهلك إلا الاقتداء بنصائح الخبراء، وإبلاغ السلطات المعنيّة عن أي محل تجزئة يبيع أصنافاً مقلّدة.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى