آخر الأخبارأخبار محلية

لا حرب في الجنوب ولا انتخاب رئيس!

كتبت روزانا بو منصف في” النهار”:باستثناء بعض المراجع الرسمية التي تبدو مطمئنة الى الانضباط وكذلك وزراء وسياسيين يدورون كلهم في فلك “حزب الله” وعدم احتمال انجرار الحزب الى الحرب لتشمل لبنان ككل، ربما استنادا الى طمأنة حاسمة من الحزب بالذات، فان مصادر ديبلوماسية اجنبية لا تبدو على هذا القدر من الاطمئنان بل اكثر حذرا في ما يمكن ان تقود اليه المناوشات في الجنوب او عبره وكذلك الاستهداف الاخير لمسؤول الحرس الثوري في سوريا رضي موسوي، على رغم البيان الهادىء وغير التصعيدي للحزب.

النوم الرسمي على حرير ان التصعيد مضبوط في الجنوب وسيبقى كذلك، امر يبقى جيدا للبنان بمقدار ما لا يزيد من مآسيه، ولو في ظل معادلة ان لا حرب شاملة بل تبقى محصورة في الجنوب، ولكن لا انتخابات رئاسية كذلك في الامد القريب. وبمقدار ما يرتبط عدم توسع الحرب على غزة بالضغوط الاميركية على اسرائيل من اجل عدم توسيع الحرب ككل، يعتقد سياسيون قريبون من الحزب ان الرئاسة الاولى تبقى مرتبطة ايضا بالاميركيين وان لكلمتهم الاخيرة وحدها الفاعلية والتأثير وامتلاك القدرة على المساومة، ولو زرع الفرنسيون مرحليا لبنان وبعض دول المنطقة جيئة وذهابا. فالرهان يبقى من جانب الحزب ومعه ايران على غض نظر على غرار ما حصل مع تأمين وصول ميشال عون الى الرئاسة في 2016 بفعل الاستراحة الاميركية بعد الاتفاق النووي بينها وبين ايران في 2015، وهي فرصة قد تتاح في سنة الانتخابات الرئاسية الاميركية كذلك، او ربما مساومة اميركية ما على خلفية انخراط ايران في المسعى لاحراز المكاسب من وراء العملية العسكرية لـ”حماس” في 7 تشرين الاول. ولذلك لم يبدل الحزب من موقفه الداخلي ولا يظهر استعجالا لبته على رغم اشارة الموفد الفرنسي في زيارتيه الاخيرتين لبيروت الى حتمية الانتقال الى خيار ثالث يقول العارفون انه ليس واردا في حسابات الحزب حتى الان على غير الانطباع الفرنسي، ولا استعدادا لتعديل موقفه من دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه المتمسك بترشيحه والمنخرط بفاعلية في اللعبة الداخلية على نحو معزز لوضعه ولادراكه اهمية المرحلة وحساسيتها كما حصل في موضوع التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون وكما سيحصل في استكمال التعيينات العسكرية على الارجح. وهذه النقطة بالذات تعزز الاقتناع بان لا رئاسة للجمهورية في المدى المنظور والمطلوب المحافظة على استقرار الحد الادنى امنيا في لبنان ليس اكثر ولا اقل حتى اشعار اخر ليس واضحا ما هي طبيعته، ولو ان البعض يربطه بانتهاء الحرب على غزة . في حين ان الرئاسة كانت مؤجلة حتى اشعار مجهول التوقيت حتى قبل الحرب على غزة ما يدحض التمسك بهذا الاعتبار وحده او التذرع به .

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى