نصيحة كولونا: عدم ربط الجنوب بغزة

والدول التي تسعى مع لبنان و»حزب الله» للتهدئة جنوباً تتسلح بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 كمرجعية يمكنها أن تضمن الهدوء، ونُقل عن كولونا دعوتها إلى «آلية لايجاد حل يكون مقدمة لترسيخ الاستقرار الدائم في الجنوب»، لكنها لم تطرح في بيروت تلك الآلية، التي يفترض أن تنبثق حكماً مما نص عليه القرار الدولي تمهيداً لتطبيقه. كما أنّ المعلومات الرسمية تفيد بأن كولونا لم تطرح ما تردد عن أن مطلب إسرائيل هو انسحاب قوات «حزب الله» ومعه أسلحته 10 كيلومترات أو أكثر عن الحدود. فتطبيق القرار الدولي نفسه واضح ويحظر وجود السلاح والمسلحين جنوب مجرى نهر الليطاني (المسافة المتعرجة بعيداً من الحدود تتراوح حسب خط مجرى النهر، بين 30 كيلومتراً وأقل من 10 كيلومترات في بعض الحالات).
سألت كولونا من التقتهم في بيروت: إذا أوقفت إسرائيل طلعاتها الجوية في سماء لبنان، وامتنعت عن خرق الحدود براً وبحراً، هل يسحب «حزب الله» مقاتليه وسلاحه إلى شمال نهر الليطاني؟
الرد اللبناني الرسمي كان مبدئياً، ولم يقدم جواباً بالنيابة عن»حزب الله»، مع اقتناعه بأن المطلوب سحبه لأسلحته الثقيلة من المناطق الحدودية، بل اكتفى بالتأكيد على التزام القرار نصاً وروحاً، وبأنه من المعروف أنّ المساحة بين الليطاني والحدود يجب أن تكون بعهدة الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة. تضمّن الجواب تشديداً على التزام اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949 مع إسرائيل. فهل التزام لبنان بها يقابله الجانب الإسرائيلي بوقف الخروقات وبحل النقاط الحدودية الست الباقية المختلف عليها على الحدود البرية المرسمة، وبالانسحاب من مزارع شبعا تطبيقاً للقرار 425؟ الموقف اللبناني الرسمي يرى أن إسرائيل بامتناعها عن تطبيق ما يتوجب عليها من التزامات وموجبات في نص القرار تقدم الذريعة لـ»الحزب»، كي يخرقه بدوره، وتتقصد ربط النزاع معه لإبقاء جبهة جنوب لبنان مفتوحة على الاحتمالات كافة.
في انتظار توضيح آلية تنفيذ الـ1701 لضمان العودة إلى التهدئة جنوباً، ليس هناك حتى الآن سوى الضغوط الأميركية على إسرائيل للامتناع عن إشعال الجبهة، التي تبقي لبنان بمنأى عن دخول أتون الحرب.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook