آخر الأخبارأخبار محلية

خدمة ضد القصف في لبنان.. من هم المستفيدون منها؟

خلال الإشتباكات المتواصلة بين “حزب الله” وإسرائيل عند الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة منذ 8 تشرين الأول الماضي، لم تسلَم أبراج الاتصالات في البلدين من القصف المتبادل بين الحزب والجيش الإسرائيلي.

ما يجري انعكس على كافة خدمات الأجهزة المحمولة، وبالتالي يمكن أن تكون منطقة الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، بمثابة منطقة معزولة في أيّ لحظة في حال انقطاع الاتصالات فيها.

ولكن هل هذا الأمر سيتحقّق فعلاً؟ ماذا يجري في الميدان داخل لبنان من أجل إبقاء الاتصالات والإنترنت للمواطنين؟

محطّات تحت القصف

الحادثة الأولى التي حصلت داخل لبنان كانت يوم 19 تشرين الثاني الماضي. حينها، أعلنت ألفا، وهي شركة للاتصالات الخليوية في لبنان، أنّ إسرائيل قصفت إحدى محطّاتها في مرجعيون، جنوب لبنان، ما أدى إلى انقطاع الخدمة عن مناطق جنوبية عدة.

الشركة لفتت إلى أن تلك المحطة قائمة في منطقة محيبيب وتغذي أكثر من محطة أخرى، وقد أدى قصفها إلى تعطل خدمات الاتصالات عن أكثر من منطقة في جنوب لبنان لاسيما ميس الجبل، حولا ومركبا.

الحادثة الثانية حصلت في لبنان أيضاً يوم 11 كانون الأول الجاري، وحينها تحدّثت وسائل إعلام لبنانية عن أنّ الجيش الإسرائيلي استهدف برج اتصالات في بلدة العديسة الجنوبية.

في المقابل، استهدف “حزب الله” في لبنان عدداً من أبراج الاتصالات القائمة في المواقع الإسرائيلية عند الحدود. الأمر هذا كان يعلنه الحزب في سلسلة بيانات يُصدرها، وأبرز استهدافاته في هذا الإطار كانت لأبراج اتصالات في مواقع بركة ريشا، برانيت.

ويوم 2 كانون الأول الجاري، ذكر تقرير نشرته صحيفة “الأخبار” أنّ الأخير استهدف منذ بدء المعارك مع إسرائيل في تشرين الأول الماضي، نحو 77 منظومة اتصالات، و35 منظومة استخبارات و47 راداراً و21 نظام تشويش.

بعد الاستهدافات.. هل بات جنوب لبنان بلا إتصالات؟

ما يبدو حتى الآن هو أنَّ معظم مناطق جنوب لبنان ما زالت مُغطاة بإرسال الشبكة الخليوية والإنترنت. “بلينكس” جالت على مختلف القرى والبلدات الجنوبية، ورصدت عبر أجهزة خليوية مدى قوة الإنترنت والاتصالات.

في مناطق حدوديّة لبنانية مثل عيتا الشعب، رامية، مروحين، ضهيرة، بيت ياحون وغيرها، تبيّن أن الاتصالات وخدمات الإنترنت ليست جيدة، وما ظهر هو أنّ الإرسال انقطع لأكثر من 10 دقائق أثناء التنقل.

أحد الصحافيين اللبنانيين المواكبين لأحداث الجنوب، تحدث لـ”بلينكس” شرط عدم الكشف عن هويته، مفنّداً المعاناة مع لحظات انقطاع الاتصالات والإنترنت على الحدود، وقال: “أحياناً جداً نكون بحاجة لإجراء اتصالات مع مؤسستنا أو لاستخدام تطبيق واتسآب”.

أضاف: “في بعض المناطق، لا نجد الإنترنت متوفراً، الأمر الذي يدفعنا للإنتقال إلى مناطق أخرى يمكن أن يكون الإنترنت أسرع. الأمر هذا يكبدنا مخاطر عديدة، لكن الإضطرارية تدفعنا إلى ذلك”.

خدمة “ضد القصف”

مصدر في شركة “ألفا” اللبنانية للاتصالات شرح لـ”بلينكس”، تفاصيل تقنية محدودة عن خطوات الشركة في جنوب لبنان وسط الأحداث الراهنة.

يقول المصدر إنّ ألفا تعمل على تأمين استمرارية خدماتها في المنطقة الحدودية الجنوبية بشكلٍ متواصل، موضحاً أنها تقوم بتزويد المحطات بمادة المازوت وسط تنسيقٍ كامل مع جهاتٍ لبنانية رسمية لاسيما الجيش اللبناني.

المصدر عينهُ كشف لـ”بلينكس” أنّ الشركة قامت بتفعيل ميزة “التجوال المحلّي- National Roaming”، وذلك بالتعاون مع شركة تاتش اللبنانية للاتصالات في بعض المناطق الحدودية.

بحسب المصدر، فإنّ هذه الخدمة تتيح لكافة المشتركين بخطوط الشركة، الاستفادة من تغطية شبكة مُشغّل آخر للاتصالات في مناطق محدّدة لا توجد فيها شبكة “ألفا” والعكس صحيح.

يقول المصدر أيضاً إنّ هذه الخدمة تتيح اتصالات صوتية حالياً، لكنها لا توفر أي اتصالات دولية كونها محلية فقط.

خطر يُهدّد المنازل

في مختلف المناطق اللبنانية لاسيما في الجنوب، تقوم شركات الاتصالات بنصبِ أبراجها فوق مبانٍ سكنية. الأمر هذا يعني أنه وفي حال أرادت إسرائيل قصفَ أبراج الاتصالات، عندها ستتعرض تلك المباني لأضرار جسيمة.

وكمثالٍ على ذلك، فإن بُرج الاتصالات الذي تعرّض للقصف في بلدة العديسة يوم 11 كانون الأول الجاري، كان قائماً فوق أحد المنازل الذي تعرّض لأضرار واضحة.

إضافة إلى ذلك، فإنّ محطات الاتصالات تحتاج إلى مولدات تكون بجوارها، وبالتالي فإن أي قصفٍ أو إطلاق نار باتجاه خزانات الوقود الخاصة بتلك المولدات، ستؤدي إلى إنفجارات واندلاع حرائق.

نُجابه الخطر

يتحدّث أحد العاملين في مجال صيانة شبكات الاتصالات لـ”بلينكس” عن مخاطر الذهاب إلى الجنوب في ظل التوتر الراهن.

خلال تصريحه، اشترط المتحدث عدم الكشف عن هويته نظراً لحساسية عمله، وقال: “وظيفتنا هي توصيل المازوت لمحطات الإرسال وتأمين سير عملها تقنياً في المناطق الحدودية. الأمر هذا من مسؤوليتنا ولا يمكننا أبداً التقاعس عن تلبية هذه الخدمة رغم القصف والخطر الذي نُجابهه يوماً”.

يلفت المصدر إنَّه في حال حصل أي عُطل في أي شبكة أو محطة، “يتوجب علينا التوجه فوراً إليها للكشف على أعطالها وأضرارها”، وبالتالي السعي لتأمين البدائل بالتنسيق مع شركتي الخليوي ألفا وتاتش، وفق قوله.

وفي تصريحٍ سابق لـ”بلينكس” أواخر شهر تشرين الأول الماضي، قال وزير الاتصالات جوني القرم إنَّ الدولة اللبنانية تسعى لتحصين قطاعي الاتصالات والإنترنت في حال نشوب أي حربٍ بين لبنان وإسرائيل. (بلينكس – blinx)


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى