سباق جنوبيبين المسارين الديبلوماسي والعسكري

Advertisement
ولا يغفل المراقبون الجهود الفرنسية الإضافية التي يقوم بها وفد فرنسي ديبلوماسي وأمني، قام اخيراً بجولات مكوكية بين بيروت وتل أبيب، للحديث عن مقترحات فرنسية تحاكي مستقبل الوضع على الحدود اللبنانية وإنهاء التوتر عليها، من باب المساعي المبذولة لتطبيق القرار 1701. وهو وفد يجمع كلاً من المدير العام للشؤون السياسية والأمنية في وزارة أوروبا والشؤون الخارجية فريدريك موندولي ومعه ضباط فرنسيون متخصّصون بالشؤون الحدودية، الذي زار بيروت بعد أيام من زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، والمهمّة السرّية لمدير المخابرات الفرنسية برنارد ايمييه.
وفي الوقت الذي تعدّدت السيناريوهات التي ارتبطت بمهمّتي هوكشتاين وموندولي، نفت المراجع العليمة ما تسرّب من مهمّتهما حتى هذه اللحظة. فالقول انّ هوكشتاين أبلغ الى نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب في لقائهما الأخير في دبي، أنّ عملية إظهار الحدود بين لبنان واسرائيل وتسوية الإشكالات على النقاط الـ 13 المختلف حولها، باتت ممكنة، لم تؤكّد اي مصادر انّ المحادثات ادّت الى هذه المرحلة المتقدّمة. وإن قيل ايضاً انّ مهمّة الوفد الفرنسي انتهت الى تفاهم على صيغة تنفيذية تفرض نشر مراقبين فرنسيين على الجانب اللبناني من الحدود، ومراقبين اميركيين على الجانب المحتل من الأراضي الفلسطينية تعرّضت للمصير عينه. لا بل فإنّ نفيها جاء من اكثر من جهة لبنانية وأميركية واسرائيلية، واعتبرت فكرة نُسبت الى مرجع مجهول الهوية يتقن السيناريوهات الوهمية.
وبناءً على ما تقدّم من روايات، فإنّ المراجع الديبلوماسية العليمة تؤكّد أنّ ما يجري من مفاوضات في الخفاء وبعيداً من الإعلام لا أساس له من الصحة، وانّ من الافضل انتظار ما يمكن ان تنتهي إليه المساعي المبذولة على اكثر من مستوى. واعتبرت أنّ الوقت غير ملائم للكشف عمّا يُتداول به من أفكار ومقترحات، قد يكون من بينها ما يمكن التوصل اليه، فإنّ اياً من سعاة الخير يدركون انّه وفي ظل غياب من يقرّر عن الجانب اللبناني الرسمي والشرعي، وتلهّي المسؤولين في السلطتين التشريعية والتنفيذية بـ “الحرتقات الداخلية”، فإنّ قيادة “حزب الله” لا تستسيغ البحث في أي منها، وقد لا يكون لها اي رأي نهائي فيها قبل التوصل الى تسوية خاصة بقطاع غزة، تثبت وقفاً للنار، فيه مخافة القول انّ هناك تفرّداً بـ “الجبهة اللبنانية” المساندة لـ “المقاومة الفلسطينية”، وقد تنازلت عن هذا الدور. كذلك لا يكفي في المقابل القول انّ اسرائيل إن ارادت معالجة الجانب الخاص بالجبهة الشمالية كافٍ للتوصل الى اي حل نهائي في شأنها. فيما المنطق يقول إنّ الترابط بين الجبهتين لم يؤد الى اي تفاهم جانبي حتى اليوم.
وقياساً على ما تقدّم، تنصح المراجع الديبلوماسية بالتريث في الحديث عن حلول شاملة ومنطقية تضع حداً للحرب على الجبهتين الشمالية والداخلية الاسرائيلية، لأنّها من الخطوات المستحيلة حتى اليوم. وهي تنصح برصد السباق القائم بين المسارين الديبلوماسي والسياسي البطيء والمتعثر لمصلحة المسار العسكري الدامي، الى ان تحين الساعة التي تكتفي بها الآلة العسكرية بما يمكن أن تحقّقه، بما يسمح للجانب الاميركي بالتوصل الى تثبيت وقف للنار وبدء مسار الحل السياسي، وهو أمر ما زال في علم الغيب ومن باب أمنيات ورغبات اطراف عدة، عجزت حتى اللحظة عن تحقيق ما يمكن تطبيقه من حلول ومخارج.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook