ماكرون يعود الى لبنان…كيف سيُوازي بين مواقفه المتناقضة؟
وتُمهّد زيارة كولونا، بالتالي لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثالثة الى لبنان بين 21 و23 كانون الأول الجاري التي جرى تأجيلها من العام الماضي، والتي لم تؤكّدها السفارة الفرنسية في لبنان حتى الآن.
بعد مسارعته أخيراً الى “تل أبيب” بعد عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول المنصرم، بات ماكرون بالنسبة الى اللبنانيين غير الرئيس المتعاطف مع الشباب الذين عرفوه وأعجبوا بمواقفه وبحماسه بعد 4 آب.. فمناصرة “إسرائيل” ودعمها في حربها على ما سمّاه الإرهاب، رغم علمه بأنّ حركة حماس هي حركة مقاومة تُدافع عن أرضها وحقوق الشعب الفلسطيني ولا تعتدي على حقوق الآخرين، على ما يفعل الإحتلال الإسرائيلي، لن تُعطي ماكرون في أي زيارة جديدة الى لبنان أي زخم، أو دور مستقبلي.
استبعدت مصادر سياسية متابعة، أن يقوم ماكرون بهذه الزيارة في ظلّ عدم وجود رئيس للجمهوربة في لبنان، رغم أنّه لن يأتي للقاء نظيره، وهو لا يُبدي اهتماماً بهذا الأمر أساساً، بقدر ما يهمّه المجيء لدعم الكتيبة الفرنسية العاملة في قوّات “اليونيفيل”، لما تعانيه من مخاطر على سلامة جنودها مع اشتعال الجبهة الجنوبية، كما ليعيّد مع أفرادها بعد أن وعدهم بالزيارة العام الماضي ومن ثمّ قام بتأجيلها.
وتسأل المصادر إذا التقى الرئيس الفرنسي خلال زيارته بعض المسؤولين اللبنانيين لمناقشة الملف الرئاسي، فما سيكون عليه موقفه من المبادرة الفرنسية التي تدعم وصول مرشح الثنائي الشيعي الوزير السابق سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية، وموقف الداعم “لإسرائيل” في حربها على حركة حماس التي تحوّلت الى حرب إبادة جماعية وتهجير جديد للفلسطينيين من قطاع غزّة؟
وترى المصادر أنّ فرنسا لا تزال، إن بزيارة رئيسها المرتقبة أو بموفديها، تُكرّر المواقف نفسها، وأبرزها:
1- إنّ عدم إمكانية تمرير الخيار الثالث على صعيد الملف الرئاسي، يُعيد الأمور الى نقطة الصفر أو الى المربع الأول. ولهذا فإنّ انتخاب رئيس الجمهورية لا يُمكن أن يحصل من دون الحوار والتوافق. ولهذا على الأحزاب والكتل النيابية العمل من أجل معالجة هذا الملف والوصول فيه الى خاتمة سعيدة.
2- ضرورة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون بالطرق القانونية والدستورية، لعدم ترك فراغ ثانٍ في البلاد الى جانب الشغور الرئاسي، الذي يبدو بحسب أداء المسؤولين والمعطيات في المنطقة، أنّه سيطول الى ما بعد انتهاء فترة ولاية قائد الجيش في 10 كانون الثاني المقبل.
3 – السعي الى تجنيب لبنان أي “حرب إسرائيلية” موسّعة عليه، لأنّها ستُدمّره ولن تنأى عنها دول المنطقة، في حين أنّ اللجنة الخماسية تقوم بالجهود المتواصلة لوقف حرب غزّة والذهاب الى تسوية سياسية، لحلّ القضية الفلسطينية وما يرتبط بها من صراع عربي- “إسرائيلي”، بهدف إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط. الأمر الذي يُمهّد الى تفجّر الغاز والنفط من البلوكات اللبنانية في ظلّ بحث الدول الأوروبية عن موارد جديدة لها في المنطقة من هذه الثروة النفطية
مصدر الخبر
للمزيد Facebook