ملف النزوح مجدداً على الطاولة في جنيف… وميقاتي يحذر من ازمة تتجاوز حدود لبنان
وعلى رغم الخرق الذي حققته زيارة بو حبيب إلى سوريا قبل نحو شهرين ولقائه نظيره السوري فيصل المقداد والمحادثات التي اجراها هناك، لم يسجل أي تطور إيجابي حتى الآن، ولم يتضح مصير اللجان المشتركة التي كان يفترض تشكيلها للبحث في ملف النازحين وامكانات تسهيل عودتهم إلى بلادهم. والسبب بسيط ويعود إلى ان دمشق لا ترغب في هذه العودة ولا تسهّل بالتالي حصولها، مقابل استمرار الموقف الأوروبي على حاله والداعم لبقاء هؤلاء في لبنان، مع كل ما يتطلبه ذلك من توفير مقومات هذا البقاء. لبنان وحده يعاني من تبعات النزوح الاقتصادية والاجتماعية على مجتمعه وبنيته التحتية التي لم تعد قادرة على تحمّل الاعباء والضغوط الناجمة عنها. وعليه، فإن التواصل مع سوريا لا يزال يدور في حال المراوحة والبطء. وقد جاءت حرب غزة والتهديدات الاسرائيلية المستمرة للبنان لتقلب الأوراق على نحو تراجع فيه التركيز على هذا الملف، وتسليط الضوء على المخاطر الوجودية التي تتهدد البلاد في حال نفّذت إسرائيل تهديداتها ووجهت ضرباتها إلى العمق اللبناني، الأمر الذي ستكون له ارتدادات كارثية على اللبنانيين، كما على السوريين الموجودين فيه.
يحمل ميقاتي إلى جنيف إلى جانب الموقف اللبناني الرسمي الداعي إلى دعوة المجتمع الدولي إلى المساعدة على وضح حد لهذه الأزمة التي تلقي بثقلها على الداخل اللبناني، وتفقد لبنان كل قدرة على التحمل، وهو الذي يتخبط تحت وطأة أسوأ ازمة اقتصادية ومالية شهدها، يحمل أيضاً بعض الاقتراحات المنبثقة من الخلاصات التي وصلت اليها اللجنة الوزارية المكلفة البحث في هذا الملف، إضافة الى نتائج محادثات بو حبيب في دمشق، علماً ان مشاركة وزير الخارجية في عِداد الوفد المرافق لميقاتي إلى مؤتمر جنيف من شأنها ان توسع دائرة البحث، سيما وان بو حبيب يتابع الموضوع مع الجانب السوري.
والمؤتمر الذي ينعقد في مركز باليكسبو في مدينة جنيف، يتزامن مع إقامة فعاليات أخرى مرتبطة به في اماكن متفرقة اعتباراً من يوم امس، وهو ينعقد كل أربع سنوات، وهو أكبر تجمّع دولي في العالم حول اللاجئين. ويهدف كما جاء في تعريف الامم المتحدة الى دعم التنفيذ العملي للأهداف المنصوص عليها في الميثاق العالمي في شأن اللاجئين والتي تتمثل بــ: تخفيف الضغوط على البلدان المضيفة، تعزيز اعتماد اللاجئين على أنفسهم، توسيع نطاق الوصول إلى حلول البلدان الثالثة، دعم ظروف بلدان الأصل من أجل العودة بأمان وكرامة. وهو يتيح الفرصة للدول وأصحاب المصلحة للإعلان عن تعهدات ومساهمات ملموسة وتسليط الضوء على التقدم المحرز وتبادل الممارسات الجيدة، إضافة إلى الوقوف على التحديات والفرص المقبلة.
وتشارك في عقد منتدى عام 2023 خمس دول هي: كولومبيا وفرنسا
واليابان والاردن وأوغندا، وتشترك في استضافته حكومة سويسرا ومفوضية اللاجئين. وسيحضره إلى جانب ميقاتي ملك الأردن عبد الله الثاني، والأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس.
وتؤكد اوساط ميقاتي ان رئيس الحكومة حرص على الحضور والمشاركة نظراً إلى اهمية المؤتمر الذي يعالج ازمة يعاني لبنان في شكل اساسي، وذلك حتى لا يغيب عن الطاولة ويكون ممثلاً لأنه معني مباشرة بهذا الموضوع، وربما هو اكثر الدول المعنية نظراً إلى الحجم الكبير للنازحين السوريين على ارضه. وتشير إلى ان ميقاتي الذي ستكون له كلمة في المؤتمر ، سيعيد التأكيد على موقف لبنان من هذا الملف والمخاطر التي تتهدده إذا لم يلجأ المجتمع الدولي إلى مساعدته، ذلك ان الأزمة ستتجاوز حدود لبنان لتنتقل مخاطرها إلى دول اخرى.
لا يعوّل لبنان الرسمي كثيراً على المؤتمر، ولكنه يحرص على عدم الغياب عن اي فعالية تطرح هذا الموضوع الهام والملحّ، حتى وانْ لم يكن يتوقع اي حلول سحرية!
مصدر الخبر
للمزيد Facebook