آخر الأخبارأخبار دولية

مع الإنويت.. عندما يذوب الجليد


نشرت في: 08/12/2023 – 18:11

في هذا العدد من برنامج “مراسلون”، نواصل تقديم سلسلة الحلقات التي نخصصها للتغير المناخي وتبعاته على نمط وأسلوب حياة الشعوب الأصلية عبر العالم. في حلقة اليوم، نرحل بكم إلى قرية إيتوكوتورميت في غرينلاند، حيث يعيش 350 شخصا. الإنويت، الذين يعتمدون على الصيد للعيش في ظروف مناخية قاسية، يعانون اليوم من تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة، ما أدى إلى ذوبان الجليد وتحول جذري لمحيطهم وبيئتهم.

قرية إتوكوتورميت، على الساحل الشرقي لجزيرة غرينلاند، أكبر جزيرة في العالم. هذه القرية هي آخر قرية مأهولة على الساحل الشرقي للجزيرة. هنا يعيش 350 شخصا كلهم من الإنويت، السكان الأصليون.

الإنويت هو شعب أصلي يقطن أقصى الشمال في الدائرة القطبية الشمالية، يتوزعون على عدة دول من بينها روسيا وكندا والولايات المتحدة (ألاسكا). في طقس بارد جدا، درجات الحرارة تنحدر أحيانا إلى دون الـ 40. يعتمد الإنويت على الصيد من أجل تأمين الأكل. يصطادون الدب القطبي والفقمة وثور البحر وحريش البحر ووحيد قرن البحر.

في هذه المنطقة وعلى رغم مناخها القاسي، فإن الحياة البرية غنية ومتنوعة. ولكن ارتفاع درجات الحرارة بدأ يؤثر بشكل مباشر على نمط حياة الإنسان والحيوان. فمنذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، تراجع مستوى البحر المتجمد بأكثر من 25 كيلومترا. بحسب اينوتا وهو صياد محترف، الحياة أصبحت سهلة مقارنة بالماضي. في السابق كان هذا الصياد يصطحب عائلته لمدة ثلاثة أسابيع للتخييم والصيد على حافة البحر المتجمد التي تبعد عن قرية إيتوكوتورميت بنحو ثلاثين كيلومترا. ولكن الوضع تغير في السنوات الأخيرة. يقود إينوتا مركبه الراسي ليصطاد على بعد بضعة أمتار من كوخه بين جبال الجليد، بحثا عن حيوان يصطاده.

الجليد هنا أصبح هشا مقارنة بسنوات مضت ما يسهل الملاحة لأهالي القرية. فالتغيرات المناخية التي عدلت من الحرارة والعواصف الثلجية بشكل أو بآخر، جعلت الإنويت يفكرون في الجوانب الإيجابية لهذه التغيرات. ففي فصل الصيف مثلا سيتمكن الإنويت من زراعة بعض الفواكه والخضروات. أمر لم يكن ممكنا أبدا في السابق.  فهذا الشعب لم ير شجرة في حياته.

ذوبان الجليد سمح أيضا بفك عزلة هؤلاء السكان. فمنذ فترة قررت السفن البحرية السياحية تأمين رحلات لزيارة المناطق المنعزلة والبعيدة. في البداية رحب الانويت بهذه الرحلات التي تجلب لهم بعض الأموال ولكن الأمر سرعان ما تغير. فمن عدد ضئيل من المسافرين يزورون المكان كل عام، إلى أكثر من 4 آلاف سائح في الصيف يزورون هذه القرية التي لا يتجاوز عدد سكانها 350 شخصا. اجتياح السياح لهذه القرية أصبح يهدد نمط حياة الانويت وتقاليدهم لدرجة أن بعض السكان أصبحوا ينادون بضرورة منع دخول هذه السفن السياحية إلى المضيق البحري حيث يعيش سكان إيتوكوتورميت.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى