لا ترسيم ولا منطقة عازلة قبل إنجاز وقف إطلاق النار
وفيما أصبح أكيداً اضطلاع باريس بهذه المهمة الجديدة وتكليف إيمييه على رأس وفد أمني بها، وفي عداده المدير العام للشؤون السياسية والأمنية في وزارة أوروبا والشؤون الخارجية فريديرك موندولوني والمديرة العامة للعلاقات الدولية والاستراتيجية في وزارة الجيوش الفرنسية أليس روفو، فإن السؤال المطروح في الأوساط السياسية اللبنانية، عما إن كانت هذه المهمة بتكليف من مجموعة الدول الخمس، ومنسقة مع الأميركيين أم هي تأتي في إطار مبادرة فرنسية بدأت من اسرائيل في اتجاه لبنان، وإذا نعم، فهل توافق واشنطن على تولي باريس التنسيق والتفاوض بين إسرائيل ولبنان؟
عزز هذه الانطباعات ما جرى تداوله أول من أمس على نطاق واسع عن فحوى اللقاء الذي جمع نائب رئيس المجلس إلياس بو صعب بالموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين في دبي قبل أيام، حيث نقلت معلومات تشير إلى أن المقاربة الأميركية تختلف عن المقاربة الفرنسية حيال تطبيق الـ١٧٠١، وأن الكلام الفرنسي عن تهديدات حيال عدم انسحاب “حزب الله” من جنوبي الليطاني ليس منسقاً مع الأميركيين، ما دفع إلى الاعتقاد بأن واشنطن تدفع في اتجاه تقليص الدور الفرنسي وربما إقصائه.
في استيضاح بو صعب الموجود في دبي حول صحة تلك المعلومات، قال “لا أدري ما هو الموقف الأميركي من التحرك الفرنسي، وهذا سؤال يجب أن يوجَّه إلى الأميركيين أنفسهم، ولا علم لي بأي إقصاء للدور الفرنسي”. ولدى سؤاله عما إن كان الفرنسيون مكلفين من الخماسية، يوضح أنه لم يلمس ذلك في النقاش في المواضيع المتصلة بملف الترسيم البري أو ما يتردد عن إنشاء منطقة عازلة، مؤكداً أن لا صحة لأيّ كلام عن وجود طلب رسمي لمنطقة عازلة، أقله حتى هذا التاريخ.
لا يتوقع بو صعب عودة قريبة للموفد الأميركي، لكن مصادر سياسية أكدت في المقابل أن عدم زيارة هوكشتاين في وقت قريب لا يعني أنه لن يأتي مع اقتراب انتهاء الحرب. وهذا الأمر ينسحب أيضاً على ملف الترسيم البري الذي يُفترض أن يكون في صلب مفاوضات هوكشتاين في بيروت، إذ تقول المصادر إنه لن يكون هناك أي كلام عن الترسيم قبل إنجاز وقف إطلاق النار. وبحسب مصادر أممية، فإن أي مفاوضات حول الترسيم البري لا بد من أن تنطلق من النقاط الـ١٣ موضع الخلاف، علماً بأنه جرت مناقشة ٧ منها ولا تزال هناك ٦ نقاط تحتاج إلى المزيد من النقاش.
الأكيد وفق المصادر السياسية أن مهمة هوكشتاين تركز على تثبيت الاستقرار في الجنوب، مشيرة إلى أنه لن يكون هناك أي نقاش حول تطبيق القرار الدولي قبل تثبيت وقف إطلاق النار. والأكيد أيضاً أن مهمة تنفيذ الـ١٧٠١ وترسيم الحدود البرية سيكون من حصة الأميركيين ولن يكون هناك تنازل في هذا الشأن لأي دولة أخرى، خصوصاً أن الأميركيين يمسكون جيداً بهذا الملف، كما أن إسرائيل تفضّل أن يكون التفاوض مع لبنان عبر الوساطة الأميركية لا الفرنسية أو غيرها، على غرار ما حصل في ملف الترسيم البحري
مصدر الخبر
للمزيد Facebook