شعرة بين دعم واشنطن السخي لتل ابيب او العكس؟!
Advertisement
وامام المعادلة الأميركية الجديدة التي سمحت بإعطاء الوساطة الاميركية زخماً جديداً لا تزال المراجع الديبلوماسية تُشكّك ببعض نياتها، ولكن بفوارق لا يمكن اخفاؤها عند التمعّن بها. وفي اقتناعها انّ العجز في تحقيق ايّ من هذه التعهدات يساوي الفشل من امكان تحقيقها، ذلك انّ النتيجة هي نفسها في الحالتين. فحديث واشنطن عن تفهّمها لقدرة إسرائيل على التمييز بين المدنيين والمسلحين بعد مسلسل الهدن سقط عندما أدّت عملياتها العسكرية في جنوب القطاع وشماله بعد توقف الهدن الانسانية الى مقتل اكثر من 1200 مدني فلسطيني في ثلاثة أيام، في كل من خان يونس والشجاعية ومدن اخرى في وسط القطاع وشماله. وحديثها عن إمكان إعلان حل الدولتين تسقطه اسرائيل يوميا بإعلانها الصريح بأنه لن يكون هناك مثل هذه الدولة الفلسطينية وحجتها انها ستكون “مقاطعة ايرانية”.
وإن كانت واشنطن تسابق تل ابيب في خطوتها إنهاء وجود “حماس” فهي لا تناقشها في الآلية الإجرامية المعتمدة، لأنها ترى فيها تعزيزاً لوجودها على حساب القوى الفلسطينية الاخرى ومنها السلطة نفسها التي تريد السلوك السلمي نحو الحل بدلاً من العمل العسكري. وإن توقّف المراقبون أمام برنامج العقوبات الاميركية الجديدة التي طاولت مسؤولين في المستوطنات اليهودية “بحجب التأشيرات عن المستوطنين المتورّطين في أعمال مُخلّة بالأمن والاستقرار في الضفة الغربية”، فإنها رأت فيها محاولة لتجنيب ازمة اسرائيلية داخلية وليس كرمى لعيون الفلسطينيين. فهي تعرف انّ القيادة الحكومية المتطرفة لن تحكم إسرائيل بعد الحرب وستُخلي مواقعها، وإن ذهب نتنياهو ومعه قادة المخابرات الى المحاكم فهم سينتقلون الى صفوف المعارضة. وعندها سيبدأ الامتحان الصعب والإختبار الذي ستخضع له الادارة الاميركية ان كانت جادّة بوقف “الدعم السخي” لإسرائيل، والسعي الى “قيام الدولتين”. وتنفيذ تعهداتها بإعمار غزة واعطاء الفلسطينيين شيئاً من حقوقهم تعزيزاً لمرحلة من السلام الدائم في المنطقة او العكس تماماً.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook