بعد موقفها الأخير.. فرنسا تعيد ترتيب علاقاتها في لبنان
تقول مصادر سياسية مطّلعة أن لدى باريس رغبة بإعادة تحسين علاقتها مع “حزب الله” الذي أوحى لمبعوثها لودريان خلال زيارته الأخيرة الى لبنان بأنّ تعامله مع فرنسا لن يكون كما كان عليه في مرحلة فائتة بل على العكس من ذلك سيجري التعامل معها على اعتبارها إحدى الدول التي دعت إلى قتال “الحزب” وتشكيل تحالف دولي ضدّه. لذلك فإن أحد أهم الأهداف الفرنسية يكمن في محاولة وصل ما انقطع مع “الحزب” وإعادة جذور العلاقة الى ما كانت عليه في السابق.
أما الهدف الثاني فهو تعزيز التواصل مع القوى المسيحية بعد أن كانت قد تراجعت هذه القوى عن علاقتها الوديّة مع فرنسا بسبب موقفها الأخير الذي كان، وللمفارقة الى جانب “حزب الله” في الملفّ الرئاسي. اما الهدف الثالث فيتركّز حول تثبيت دور فرنسا وحضورها في لبنان على اعتبار أن هذا الدور لا يمكن التخلّي عنه في المرحلة الحالية مهما بلغت الصعوبات، لأن خروج فرنسا من لبنان يعني حتماً خروجها بشكل كامل من الشرق الأوسط، وهذا ما بدا واضحاً في السنوات الماضية التي لم تكن خلالها باريس مشاركة أو مهتمّة بترتيب الأوضاع اللبنانية في حين أن عودتها بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب عام 2020 ساهمت في إعادة إنعاش دورها في المنطقة.
وأخيراً من الواضح أن باريس تعمل على نقل رسائل أميركية منسّقة الى لبنان بهدف منع “حزب الله” من الانزلاق الى حرب مع اسرائيل، وهذا بحدّ ذاته يمكن اعتباره دوراً لا بأس به في الملفّ الفرنسي تخدم من خلاله فرنسا الولايات المتحدة الاميركية من جهة وتستعيد من خلاله علاقة تواصل جديّة مع “الحزب” من جهة أخرى، وهذا كله مرتبط بكيفية تطور الاحداث في قطاع غزّة وجنوب لبنان، فإمّا أن تحفظ فرنسا دورها وتُعيد حضورها بعد أن سحب الدور القطري البساط من تحتها وإما أن تتراجع بشكل كبير على الساحة اللبنانية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook