آخر الأخبارأخبار محلية

اليوم العالمي للعمل التطوّعي: إيجابيّة على كلّ المستويات

ليست صور الجرحى والدمار وحدها من جابت العالم من غزّة، فمشاهد ولوج المسعفين والمتطوعين، في الهلال الأحمر والصليب الأحمر والدفاع المدني، الى قلب المناطق المنكوبة والمدمّرة طبعت في أذهاننا أيضاً. متطوّعون حلّوا أبطالاً ومنهم من ارتقى شهيداً في سبيل الرسالة الأسمى.. الإنسانية. العالم كله شهد على تضحيات ومساعي المتطوعين في منظمات المجتمع المدني الغزاوي، الذين كانوا في الصفوف الأمامية، لإنقاذ ما تمكّن من همجية القصف الإسرائيلي، في وقت عجزت فيه دول العالم عن إيقاف الحرب الأشرس والأكثر ضراوة في تاريخنا المعاصر.

Advertisement

 
ولأن العالم لم يغفل يوماً عن أهميّة العمل التطوعي، خصصت الأمم المتحدة الخامس من كانون الأول من كل عام للاحتفال بيوم التطوّع العالمي منذ عام 1985، عربون شكر وامتنان لأولئك الذين يقدمون مجهودهم ووقتهم بلا مقابل لمساعدة وخدمة المجتمع.
 
العمل التطوّعي.. إيجابيّة على كلّ المستويات  
تشددّ الاختصاصية بعلم النفس، كاندي أبو سرحال، في حديثها الى “لبنان 24” على أهميّة انخراط الأفراد في العمل التطوعي لما له من فوائد على المستوى المجتمعي والشخصي على حدّ سواء. فالمشقة والجهد اللذان يبذلهما المتطوّع في تقديم خدمة لمن يحتاجها وتحسين واقع مأسوي يعيشه الآخر، يمنحانه شعوراً بالنجاح والرضى لتحقيقه أهدافاً سامية وتخفيفه الأعباء عن كاهل الآخرين.
 
كذلك، يمنح العمل التطوعي الأفراد شعوراً بالثقة والفخر والاعتزاز بما يقدّمونه لمجتمعهم. فوفقاً لأبو سرحال، يكسب المتطوّع حب واحترام من حوله، ما يمنحه ثقة بنفسه ويحفّزه على تقديم المزيد وبالتالي على العمل لتحسين قدراته. كما أن تشجيع وتقدير الآخرين يعزّز إحساس المنخرط في العمل المجتمعي بالفخر والاعتزاز ويرفع منسوب الطاقة الإيجابية لديه.
هذا تذكر أبو سرحال أن “دراسات عدة أظهرت أنه بالرغم من الضغوط التي يمرون بها، الا أن العمل التطوعي يعطي شعوراً بالرضى والسكنية وتقدير الذات، كما يكسب نظرة إيجابية للنفس”.
 
أيضاً، يكبر المتطوّع وينمو ويتطوّر من خلال ما يقوم به، فالاحتكاك مع المتطوعين الآخرين يكسبه خبرة وينمّي مهاراته الجسدية والذهنية نتيجة تبادل الخبرات والتجارب. وتقول أبو سرحال: “يعتبر المتطوّع الناشط مسؤولاً أمام الآخرين وأي تصرف محسوب عليه لأنه بمثابة قدوة لمن حوله”، مضيفة: “القدرة القيادية تطوّر لدى المتطوع مهارات الحوار والتفاوض”.
 
 
ما سبب الاحتفال باليوم العالمي للمتطوعين؟
بتكليف من الجمعية العامة للأمم المتحدة، يحتفل العالم اليوم باليوم العالمي للمتطوعين من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية. هذا المهرجان الدولي الذي تقوم بتنظيمه المنظمات الأهلية غير الحكومية يوفّر فرصة لهذه المنظمات لتعزيز العمل التطوعي عبر تحفيز المزيد من الناس لتقديم خدماتهم كمتطوعين سواء في الداخل أو في الخارج، تشجيع الحكومات على دعم جهود التطوع والاعتراف بمساهمات المتطوعين في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستويات المحلية والوطنية والدولية. 
ويعدّ اليوم العالمي للتطوع أيضاً، فرصة لتعزيز مساهمة المتطوعين والمنظمات غير المدنية في التنمية على المستويات المحلية والوطنية والدولية، وذلك من خلال الجمع بين دعم الأمم المتحدة والتفويض على مستوى القاعدة. كما يمثل هذا اليوم فرصة فريدة للمنظمات التي يشارك فيها المتطوعون للعمل مع الوكالات الحكومية والمؤسسات غير الربحية والجماعات المجتمعية الأخرى والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص.
 
واقع التطوع حول العالم بالأرقام
وفقاً لأحدث تقرير للأمم المتحدة عن حالة التطوّع في العالم، يشارك 14.3 في المئة من سكان العالم في الأعمال التطوعية بشكل غير رسمي، بينما يشارك 6.5 في المئة من الأشخاص في سن العمل في كل أنحاء العالم في التطوع الرسمي عبر منظمة أو جمعية.
وفي حين يشير التقرير الى أن المتطوعين الرسميين هم في الغالب من الرجال، يرجّح أن يكون المتطوعون غير الرسميين من النساء.
أمّا عن الفئات العمرية، فبحسب الإحصاءات الأممية يبلغ العدد الشهري للمتطوعين الذين تبلغ أعمارهم 15 عامًا وما فوق 862.4 مليونًا في كلّ أنحاء العالم.
 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى