التيار يراعي حزب الله.. حفاظا على ما تبقى من التفاهم
يريد “التيار” الحفاظ على مستوى التحالف الحالي ولا يرغب بأن يستمر التدهور في العلاقة مع الضاحية الجنوبية وهو ما كان يحصل قبل المعركة بسبب الخلافات حول الاستحقاقات الدستورية الداخلية، اذ ان هدف “التيار” في الاصل من كل الخلاف السابق هو السيطرة على علاقته بالحزب وتمتينها وجعل نفسه اولوية سياسية لحليفه، وليس الطلاق الكامل كما كان يسعى بعض القياديين العونيين.
وبحسب مصادر مطلعة فإن باسيل يريد البناء على التقاطع الدائم في القضايا الاستراتيجية مع “حزب الله” لكي يستفيد منه في السياسة الداخلية، ولعل بروز استحقاق قيادة الجيش ساهم في دفع باسيل مجددا الى حضن الحزب لكي يتمكن من استمالته لعدم التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، وهذا ما قد يصل ايه باسيل من دون ان يكون الحزب جزءا من معركة باسيل لملء فراغ القيادة، لكون الحزب لديه رؤية مختلفة عن رؤية “التيار” في هذا الشأن.
وترى المصادر ان باسيل قام بجهد جدي لكي يقنع قياديي”التيار” بعدم مهاجمة الحزب، خصوصا وأن الجو العام داخل قيادة “التيار” يوحي بأن هناك معارضة حقيقية لمشاركة لبنان في المعارك دفاعا عن غزة، لكن تدخل الرئيس ميشال عون بشكل حاسم في اكثر من لقاء داخلي حسم التوجه العام للتيار، بالرغم من وجود بعض الاصوات المتمايزة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تزايد على مواقف جمهور الاحزاب المسيحية المعارضة للحزب.
وتقول المصادر ان “التيار” اليوم يعلم جيدا ان الحزب سيكون اقدر على فرض شروطه بعد انتهاء الحرب، وان كان لا يسعى الى الذهاب لمعركة كسر عظم، الا ان التفوق العسكري للحزب جنوب لبنان سيجعله اكثر قدرة على ايصال مرشح للرئاسة، لذا من مصلحة باسيل ان يكون جزءا من التسوية المقبلة، وان يصالح الحزب في هذه اللحظة الحساسة، لان مصالحته له في فترات الاستقرار ستبدو كأنها تنازل سياسي ضخم.
لا شك بأن المرحلة المقبلة ستعيد خلط التحالفات في لبنان خصوصا في ظل تقارب الحزب “التقدمي الاشتراكي” من “حزب الله”، وموقف غالبية النواب السنّة من المعركة القائمة الى جانب غزة وحماس ومن معها، لذلك فإن ما يقوم به باسيل من تثبيت لتموضعه السياسي سيكون له تبعات سياسية يستفيد منها الحزب ويحفظ فيها “التيار “حضوره داخل الادارة والمؤسسات الدستورية خلال العهد المقبل.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook