آخر الأخبارأخبار محلية

رغم الأزمات.. لبنان يرتدي حلة عيد الميلاد

ينتظر العالم شهر عيدي الميلاد ورأس السنّة طوال العام بفارغ الصّبر لما تحمله هذه الفترة من أجواء فرح وبهجة ولمّ شمل العائلات التي تجتمع للاحتفال ولتبادل الهدايا. وفي لبنان، على الرغم من الأزمة المعيشية الصعبة، يحرص اللبنانيون على الاحتفال بهذين العيدين على إعتبار أن الأعياد هي المناسبة الوحيدة التي يتفق الجميع على عيش أجواء الفرح فيها.

 

جرت العادة أن تكون الزينة باللون الأحمر والأخضر، لكن بعض الناس أصبحوا يدخلون ألوانا أخرى كالذهبي والفضي في الزينة، حتى ان بعضهم استغنى عن الشجرة الخضراء ولجأ للون الأبيض للدلالة على الثلج وبرودة الطقس. كما اعتادت بعض العائلات زرع القمح والعدس والحمص في صحون صغيرة في أواخر تشرين الثاني لتكون نابتة أثناء عيد الميلاد، وتوضع حول الشجرة وفي أرجاء المنزل للزينة.
 
 
يرفض قلب بيروت النابض، بأسواقها وشوارعها العريقة، الاستسلام للشلل الذي أصابها بسبب أزمات متراكمة في البلاد. واستعدادا للحدث المنتظر انتصبت اشجار عيد الميلاد في شوارع لبنان وعلقت الأضواء والزينة، وبدت العاصمة ام الدنيا ترقص فرحا بحلة العيد و”عجقة” الناس.

 

يتعالى اللبنانيون على جراحهم ومآسيهم، رغم الأزمات الكبيرة، وفترة التحضير لـ«الميلاد» و«رأس السنة»، خلعوا عنهم رداء الإحباط ليتحلوا بالعزيمة ويأخذوا فترة استراحة قسرية، مساهمة منهم في إيصال نفحة الأعياد وأجواء الفرح إلى الجميع.

 

لبنان بلا رئيس منذ أكثر من سنة، بسبب انقسامات سياسية داخلية، جراء عدم وجود مرشح قادر حتى اللحظة على حصد الأكثرية المطلوبة في البرلمان. ورغم أن عدم احترام المهل الدستورية شائع في لبنان، إلا أن الفراغ الرئاسي هذه المرة يأتي في ظل انهيار اقتصادي متسارع صنفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عقود.
ويعيش أربعة من خمسة لبنانيين حالياً تحت خط الفقر، وغالبية الناس عاجزون عن تأمين حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية وسط أزمة اقتصادية متفاقمة، حيث تتحمل الأسر ذات الدخل المحدود العبء الأكبر.

 

بدا واضحاً أن الغلاء الفاحش يضرب كل مستلزمات الاحتفال بالأعياد من جهة، فيما المواطن اللبناني يصر على الاحتفال من جهة أخرى، والبارز أن كلّ الازمة التي عصفت بلبنان غيّرت الكثير من نمط عيش مواطنيه لكنها لم تستطع أن تمحو عادات الميلاد ولو أنه في السابق كان يتم التحضير لعشاء فاخر جداً ولم يعد هذا بمقدور الكثيرين أو الاغلبية الساحقة. إلا أن هذا لم يمنع المواطنين من الاستمتاع بالأجواء الاحتفالية، الناس تريد أن تعيش، تحت أي ظروف.

 
لبنان بنفسه كنز، وفرحة الحياة لدى اللبنانيين معدية، على رغم الأزمة وكل شيء، خصوصاً خلال موسم الأعياد.

 

اللبنانيون ذوو طبيعة طيبة وأكثر من أي وقت مضى روح موسم الأعياد في قلب كل لبناني.

 

ومع قُرب حلول عيد الميلاد المجيد، يأمل اللبنانيون أن تعمَّ أجواءٌ من الفرح الذي افتقدوه بفعل الأزمات المتلاحقة التي شهدتها البلاد.

 

 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى