لا ضرورة للرئيس!
في زيارته الأخيرة جاء لودريان ليتفحص وضع الجثث فوجدها على حالها في وقت يتحرك فيه الاقليم على صفيح حرب ساخنة. لم يعد انتخاب الرئيس أولوية قصوى في عرف لودريان و»الخماسية» التي ينتمي إليها. في «الخماسية» وأبعد منها يطرحون السؤال الآتي: وماذا سيفعل أي رئيس يُعين الآن فيما تستمر حرب غزة و»محور المقاومة» يقرر مشاركة لبنان فيها، وكل جهابذة السياسة والاقتصاد يعجزون عن التقدم خطوة في إقرار برامج الإصلاح الاقتصادي والمالي، ومؤسسات البلاد الرئيسية مضروبة بالشلل، ومفروض عليها الموت الشتوي الطويل بانتظار الانتصار الحاسم في معركة طرد أميركا من غرب آسيا، وإزالة إسرائيل من الوجود، وإرساء الدولة الفلسطينية بعد استفتاء تطرحه إيران على سكان البلاد الأصليين!
جاء لودريان إلى لبنان في خضمّ هذا السواد العام لينصح ويحذر أكثر مما ليطرح افكاراً. غيره من الرسل سيفعل الشيء نفسه الآن. النصيحة الأولى: حافظوا على هدوء الحدود. واستطراداً إعملوا على تنفيذ القرار 1701 بحذافيره، لأنّ ما بعد غزّة لن يكون كما قبلها. النصيحة الثانية: إحفظوا الجيش قيادة ودوراً لعلاقته بأمن البلاد الداخلي ولمسؤوليته عن تنفيذ القرار الدولي بالتعاون مع قوات الأمم المتحدة. والنصيحة الثالثة التي لا تقال: أصمدوا حتى يحين الوقت من أجل تسوية تشملكم، فتنتخبون رئيساً طبيعياً يقود إعادة بناء المؤسسات. أما الآن فوجود الرئيس يساوي عدم وجوده…
مصدر الخبر
للمزيد Facebook