لا مؤشرات على تقدم جدي قريب
صدقت التوقعات، والهدنة لن تستمر طويلا وهذا ما كانت تعلمه القوى السياسية الداخلية، لذلك فإن تعاملها مع مبادرات الحل والتسوية التي تطل برأسها نحو لبنان عبر تحرك قطري وفرنسي، ليس على قدر المستوى او الآمال الدولية، لا بل ان هناك حالة من الاستخفاف الظاهرة لدى الغالبية العظمى من الاحزاب عندما يتعلق الامر بالنقاشات المرتبطة بالاستحقاقات الدستورية، وتحديدا الانتخابات الرئاسية.
تؤكد مصادر مطلعة ان هناك شبه اجماع بأن الحراك الفرنسي،وان تناول في احد جوانبه الاستحقاق الرئاسي، فهو لا يعدو كونه تمريرا للوقت او اثباتا للحضور، لان ما سيتم طرحه على المعنيين لن يكون سوى تكرار لما كانت فرنسا قد ناقشته في الاشهر السابقة ولم يصل الى خواتيم سعيدة، فكيف الحال اليوم في ظل اشتعال المنطقة، ان كان عبر التسويات والمفاوضات والبازارات السياسية او عبر المعارك والحروب.
وترى المصادر ان باريس تريد فقط ان تقول إنها لا تزال حاضرة وترغب في الوقت نفسه في جس نبض “حزب الله” حول امكانية استمرارها في لعب دور جدي بالتنسيق معه بعد موقفها الحاد من الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة ووقوفها العلني الى جانب تل ابيب، وعليه فإن ما يحمله المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان لم يتعد كونه مجرد محاولات لتأكيد موقف واشنطن في موضوع انزلاق لبنان الى الحرب.
وتشير المصادر الى ان الحراك القطري يرتبط فعليا بمسألة قيادة الجيش اكثر من ارتباطه بالملف الرئاسي الذي تعمل الدوحة عليه وفق استراتيجية تقطيع الوقت ورمي الاسماء لمعرفة ردود الفعل عليها وذلك قبل طرح المرشح الحقيقي والفعلي للجنة الخماسية والذي ستُخاض معركته بشكل واضح وعلني، لذلك فإن التعامل الجدي مع من تطرحهم الدوحة اليوم لا يتخطى الدائرة الاعلامية ولا يصل ابدا الى القوى السياسية.
وتعتبر المصادر ان لبنان ينتظر التطورات، وكل الاستحقاقات الاساسية ستكون مجمدة الى اليوم الذي تحسم فيه معركة غزة التي عادت واشتعلت ولا يمكن التنبؤ بنهايتها، هل سيكون عبر انتصار فعلي لاحد الطرفين او عبر تسوية شاملة او وقف اطلاق النار النهائي من دون تنسوية سياسية، من هنا يصبح كل الحديث اليوم عن اتصالات ومبادرات سياسية وديبلوماسية مجرد تمرير للوقت او ملء الفراغ بإنتظار عودة المعارك في غزة اولا وفي جنوب لبنان ثانيا.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook