آخر الأخبارأخبار محلية

مهمة لودريان الجديدة: تحذير من ثلاثة أخطار وتحريك رئاسي استعداداً لمفاوضات

يطل الأسبوع الجديد في الداخل على استعادة تحريك ملف الازمة الرئاسية المجمد منذ فترة طويلة نظرا الى الاستعدادات لعودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت منتصف الأسبوع سعيا إلى تحريك متجدد لمساعي بلاده في شأن الازمة اللبنانية .

وفيما بدا واضحا ان أي معطيات جادة ومثبتة حيال الأفكار الجديدة التي قد يحملها لودريان لم تتوافر بعد، فان الجديد المثبت حيال زيارته يتمثل في انه يضطلع هذه المرة بمهمة من شقين هما الشق الرئاسي الأساسي في مهمته والشق الطارئ المتصل بالضغط الفرنسي المتعاظم لمنع انزلاق لبنان نحو حرب مع إسرائيل. وهو امر سيجعل الترابط مؤكدا بين الجانبين الرئاسي والأمني
وعلمت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين ان المبعوث الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان سيتوجه الى السعودية قبل زيارته الى لبنان يوم الاربعاء. وقد قرر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ارسال لودريان في هذا التوقيت لانه مقتنع بان الضرورة الآن ملحة اكثر من اي وقت لكي تسرع القيادات اللبنانية الى ملء الفراغ الرئاسي لان ما بعد السابع من تشرين الاول وحرب غزة، فان الوضع القائم في جنوب لبنان لا يمكن ان يبقى على ما هو، اي في حالة ستاتيكو وان على لبنان ان يستعد لمفاوضات ستحصل بالتأكيد على القرار 1701 ولا يمكن ان يستمر الفراغ الرئاسي . فموضوع الجنوب اللبناني سيكون في وقت قريب مطروحا مع المفاوضات على الحدود البرية وعلى القرار 1701. وثمة خطر ان تقرر اسرائيل ايجاد حل بشكل او آخر لحدودها الشمالية ، وان ذلك يعني ان على المسؤولين اللبنانيين ان يستعدوا للتحضير لذلك. وكل ذلك يتوقف على ما يحصل حيال القضية الفلسطينية وعلى لبنان ان يستعد كي لا يكون خارج المفاوضات اذا حصلت.

الى ذلك فان فرنسا تواظب على البعث برسائل لـ”حزب الله” وايران حول عدم تصعيد الحرب على الجبهة اللبنانية ولكن الجديد ان باريس تعتبر ان قضية جنوب لبنان ستطرح قريبا للتفاوض.

ويزور ماكرون المنطقة بعد زيارته الى الامارات للمشاركة في COP28 وقد يزور السعودية لاجراء محادثات مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان . وتلتقي وزيرة خارجيته كاترين كولونا مع وزيري خارجية السعودية ومصر في برشلونه غدا، وهي اجرت اتصالا برئيس الحكومة القطري للافراج عن الرهائن مع “حماس” وادخال المساعدات الانسانية الى غزة وتمديد الهدنة في غزة والعمل بالتوازي من اجل وقف اطلاق نار ولو ان رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يعارض ذلك .

وكتبت” نداء الوطن” ان لودريان سيصل الى بيروت ناقلاً، وفق تعبير مصادر ديبلوماسية رسالة الى المسؤولين تنبّه من التورط في «حرب واسعة وشاملة تؤدي الى تدمير لبنان»، وداعياً بيروت الى «توقع الدخول في مفاوضات على وضع الجنوب سواء حصلت الحرب أم لم تحصل». وسيصل لودريان من الرياض حيث يجري محادثات مع المسؤولين السعوديين.
ووفق المصادر الديبلوماسية، تحمل زيارة المسؤول الفرنسي «طابعاً تذكيرياً بأنّ فرنسا ما زالت حريصة على انتخاب رئيس للجمهورية انطلاقاً من حرصها على لبنان واللبنانيين». وستفضي الى توجيه رسالة الى من سيلتقيهم بأنّ «اهتمام باريس ينصبّ على تجنيب لبنان حرباً واسعة وشاملة تؤدي الى تدميره». وسينبّه الى أنّ «بقاء لبنان من دون انتخابات رئاسية سيعرّضه لأخطار كبرى تنسحب على كل مؤسساته وتضعف موقفه في أي بحث في ترتيبات حدودية». وسيشدد على «تجميد أي مسعى يؤدي الى المسّ بالمؤسسة العسكرية في مرحلة الشغور الرئاسي».
وترى أوساط سياسية أن أساس زيارة لودريان «رئاسي بامتياز». 
وفي التفاصيل، أنّ لودريان يريد إكمال مهمته، وسيتواصل مع كل الأطراف، ومهّدت باريس لزيارته بإجراء اتصالات بالدول الخمس التي تتابع الشأن اللبناني، إضافة الى طهران، وبالتالي هناك حديث عن غطاء اقليمي ودولي للتحرك.
وتتحدث المعلومات عن «محاولة لودريان التوفيق بين القوى السياسية للاجتماع على اسم توافقي، لكن من دون تزكية أي مرشح، ولن تكرر غلطة تبنّي مرشح «حزب الله» أي النائب السابق سليمان فرنجية».
وتنظر بكركي بايجابية الى التحرك الفرنسي الجديد، علماً أنّ الراعي خلال وجوده في روما قبل اسابيع، تواصل مع الفرنسيين، فحصل تنسيق ثلاثي بين بكركي والفاتيكان وباريس لتحضير الأرضية لحراك رئاسي جديد. وفي الوقت نفسه، وعلى الرغم من تشجيع بكركي التحرك الفرنسي والتعامل معه بايجابية، إلا أنها لا ترى أي حل في الأفق. وتصرّ على قيام النواب بواجباتهم وعقد جلسات متتالية و»عدم انتظار الخارج، لأن الدول الخارجية لديها حسابات مغايرة لحساباتنا».
وفي خلاصة هذه المعطيات «أنّ الخيار الثالث رئاسياً ما زال يصطدم بموقف «حزب الله»، وأنّ لا مؤشرات الى انتخابات رئاسية قريباً»، لأنّ «الحزب» ما زال يضع اللبنانيين والفرنسيين وسائر الموفدين الخارجيين أمام المعادلة نفسها: «انتخاب مرشحه، أو لا انتخابات رئاسية». ويعتبر «حزب الله» أنه «لاحِق» على الخيار الثالث، لعل الحرب تقدّم له فرصة، علماً أنّ ميزان القوى الداخلي لم يتبدل قبل 7 تشرين الأول، ولن يتبدل بعد هذا التاريخ». وتنتهى الخلاصة الى «أنّ لودريان يأتي الى لبنان كالعادة كي يدق ناقوس الخطر في رسالة حضّ دراماتيكية للمسؤولين».
وبحسب معلومات «البناء» من مصادر مطلعة، فإن لودريان زار قطر والسعودية قبيل زيارته المنتظرة إلى لبنان، وهو على تواصل مستمر مع المسؤولين الأميركيين والمصريين، بهدف التشاور مع الدول المعنية بالأزمة في لبنان، مع ترجيح المصادر ان يحمل لودريان طروحات جديدة بعد تشاوره مع دول اللقاء الخماسي سوف يناقشها مع القيادات السياسية التي باشر السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو ترتيبها، بهدف إعادة إحياء ملف انتخاب رئيس للجمهورية وإنهاء الفراغ في أسرع وقت ممكن. وتقول المصادر إن فرنسا سوف تجدّد دعوتها لبنان لعدم الانجرار إلى الحرب، وإبعاد لبنان قدر الإمكان عن التوتر، وسط تأكيد المصادر نفسها أن فرنسا ستحاول أيضاً لجم تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن حركة حماس ومواقفه من الحرب.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن زيارة لودريان تتصل بشقين الأول التأكيد على أهمية تجنيب لبنان الدخول في الحرب والثاني رئاسي واستطلاع إمكانية تحريك الملف الرئاسي في حين أن لقاءاته المرتقبة من شأنها أن تعطي الجواب عما إذا كان الأفرقاء على استعداد لأستئناف البحث بالملف والتوجه نحو الحل، مع العلم أن لودريان لا يحمل معه أي معطى جديد أو أسماء للتداول بها، في حين يبقى طرح الخيار الثالث مستندا للبحث انطلاقا مما طرحه الموفد القطري قبل تطورات غزة والجنوب.
وقالت هذه المصادر أن مهمة لودريان الجديدة ان جاز القول  هي البداية وبناء على ما يسمعه يتمكن من تكوين فكرة عن مرحلة العمل المقبلة. 
إلى ذلك، رأت المصادر  أن الموفد الفرنسي لن يتدخل في موضوع قيادة الجيش لكنه قد يستفسر  عما يجري وأكدت أن التمديد للعماد جوزف عون هو الخيار الذي يتمسك به البطريرك الماروني بعدما قال كلمته في هذا الملف.
وفي المعلومات أن الموفد القطري جاسم آل ثاني (أبو الفهد) زار بيروت، وأجرى جولة أفق، تم عاد الى الدوحة، على أن يواصل السفير القطري في لبنان اتصالاته، تمهيداً لاستئناف الوساطة القطرية حول الرئيس العتيد.

وكتبت” الديار”: «ماذا يمكن ان يكون في جَعبة المبعوث الفرنسي الرئاسي جان ايف لودريان في خصوص انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟ فالفرنسيون عبر مبعوثهم لودريان سيحاولون مجددا الترويج لمرشح ثالث غير سليمان فرنجية وجهاد ازعور، لكنهم سيسمعون من حزب الله كلاما واضحا بخصوص عدم الاستعداد للتراجع عن خيار فرنجية لمصلحة اي مرشح آخر… ما يعني ان لودريان سيعود ادراجه وللمرة الرابعة خالي الوفاض».

وقالت مصادر ديبلوماسية لـ”الجمهورية” ان لودريان أعدّ ملفا موثقا يحصي فيه مواقف القوى اللبنانية مما قالت به المبادرة الفرنسية الداعية الى حوار بين اللبنانيين توصّلاً الى التفاهم على خوض العملية الانتخابية في ظل ترشيحات متعددة بعدما تراجعَ الجانب الفرنسي عن المعادلة السابقة التي قالت بطرح موضوعي رئيس الجمهورية والحكومة سلّة واحدة، معتبراً انّ تعطيلها لا يقع على مسؤولية الجانب الفرنسي إنما هذا هو قرار أكثرية القوى اللبنانية، مؤكداً ما قاله اكثر من مسؤول فرنسي بأنه ليس مجلس النواب الفرنسي هو من  ينتخب رئيس الجمهورية.
ولفتت المصادر الى انّ لودريان متيقّن من ان الاجوبة التي نالها على اسئلته التي طرحها على النواب منتصف آب الماضي ما زالت صالحة للمناقشة، وهي كانت وستبقى بما تحدثت عنه الإصلاحات المخرج للبنان من مسلسل أزماته وان التفاهم في شأنه ورسم خريطة الطريق الى تنفيذها يستلزمان انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية قبل القيام بأي خطوة أخرى، ولذلك فهو يسعى من أجل تحريك ملف الاستحقاق   الرئاسي بعد جمود مستمر منذ تشرين الثاني . 2022. الى ذلك وعلى رغم من عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من انقرة بعد زيارة رسمية امتدت ليومين، طار النصاب القانوني الحكومي مرة أخرى من أجل تلبية اي دعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء كما كان متوقعا اليوم، والأمر يعود الى انه مقابل اكتمال عقد الوزراء منذ عطلة نهاية الأسبوع غادر وزير الصناعة جورج بوشكيان الى النمسا صباح أمس لتمثيل لبنان في الدورة العشرين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، فطارَ النصاب مرة أخرى.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى