الكونسرفتوار الوطني أحيا ذكرى الاستقلال في قلعة راشيا
وشاء الكونسرفتوار الوطني أن يحتفي بهذه المناسبة الوطنية للمرة الأولى من منبت الاستقلال من قلعة راشيا، بمواكبة مباشرة عبر أثير المؤسسة اللبنانية للإرسال، ومن دون حضور وذلك مراعاة للظروف الصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة، بحضور الموسيقى عبر الأوركسترا الشرق عربية التي عزفت من الريبرتوار الموسيقي أغاني وطنية عن لبنان والجنوب رافقت ذاكرة اللبنانيين ووجدانهم، في خطوة تؤكد على دور المعهد الوطني في احتضان ومواكبة الأعياد الوطنية والمناسبات الكبيرة.
تزامن الحفل مع انطلاقة الأوركسترات الوطنية بعودتها الجديدة لأداء دورها الوطني الريادي في نشر الموسيقى، والذي اضطلع به الكونسرفتوار الوطني منذ تأسيسه. وكانت الأوركسترات الوطنية– الفلهارمونية والشرق عربية- قد انكفأت قسرا عن أداء هذا الدور بعد الأزمات المعروفة التي واجهها لبنان وكل مؤسساته منذ العام 2019. وها هي الآن تستعيد مبادرتها في عودتها الجديدة لتقدم خلالها الحفلات الموسيقية الدورية والمعتادة عبر موسمها الموسيقي والثقافي.
تحدثت في الاحتفال رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى هبة القواس، ممثلة الوزير المرتضى، وأكدت في كلمتها على معنى الاستقلال الحقيقي وأهمية الصمود عبر الموسيقى والثقافة، وقالت: “في الذكرى الثمانين للمناسبة الغالية على قلوب اللبنانيين، نطل مع الاستقلال اليوم من منبته وقلعته، قلعة راشيا التي أهدت للبنان هذا اليوم العظيم. ومن هذه القلعة التاريخ والعنفوان، ولأول مرة، يحيي المعهد الوطني العالي للموسيقى ذكرى الاستقلال بالموسيقى، مع الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق عربية، لنقول للعالم من هنا، من هذا المعلم الشامخ، إن الموسيقى هي الوجهة الحقيقية والوجه البهي للبنان الصمود. وللتأكيد على المسار التاريخي الذي انتهجه وطننا، لنبقى صامدين في هذه الأرض التي دفعت أثمانا غالية، ولنبقى متجذرين فيها بمواجهة أصعب المحن وأعتى الحروب، وآخرها آلة الدمار والقتل التي امتدت من غزة الحبيبة إلى جنوبنا الغالي. جنوب الصمود، السور المنيع في وجه أعداء الوطن”.
أضافت: “من هنا من هذه القلعة، أمثولة البطولة والصمود، رسالتنا إلى العالم تجسدها اليوم الموسيقى والثقافة وجه لبنان الحضاري، وجه لبنان وبصمته الفريدة في المنطقة والعالم، لبنان صانع الحياة والأمل، رغم الألم الذي يلف هذه المناسبة العزيزة، التي تعمدت بدم الصحافة اللبنانية، الشاهدة الأولى على استقلال لبنان والشهيدة الأكبر في سبيل لبنان. بحزن كبير نودع اليوم الإعلاميين فرح عمر وربيع معماري اللذين غدرهما العدو وروت دماؤهم أرض الجنوب وتراب الوطن. شهادة فرح وربيع لا تزيدنا إلا إصرارا على التجذر هنا، ولا تقدم إلا مثالا حيا على الوطنية التي وشمت جباه اللبنانيين. شهادة الشرف والمواجهة هي عنوان كل لبناني يؤمن بلبنان القضية، لبنان الرسالة، لبنان الصمود، لبنان الثقافة والحضارة والتاريخ، لبنان الموسيقى، التي يرفعها الكونسرفتوار اليوم راية مسكونة بالحرية والسلام والثقافة والفخر. راية ترفرف عاليا في سماء الأوطان المناضلة التي أثبتت للعالم أجمع أنها أقوى من كل العواصف”.
وختمت: “أنا اليوم أتشرف أن أمثل معالي وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى في هذه المناسبة العزيزة، وهو من ساهم في ترسيخ هذا الصمود، من خلال دعمه الدائم للكونسرفتوار الوطني، وعبر احتضانه بإصرار ومحبة لقضايانا الثقاقية التي يؤمن بأنها صورة لبنان الحقيقي، فلم يتوان يوما عن تقديم الدعم والسند، لتبقى شعلة الثقافة متقدة”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook