آخر الأخبارأخبار محلية

مشهد التهجير ذاته.. الفرق بين أيام النكبة واليوم جيل من الأطفال كبُر

سيدة تسحب أطفالها على عربة دون عجلات، وأخرى تساعد الأطفال على الصعود إلى الحافلات، رجل يبكي أطفاله الثلاثة الذين فقدهم جراء القصف. هذه بعض من مشاهد التهجير في غزة اليوم التي لا تختلف عن مشاهد التهجير والقتل في نكبة الـ 1948، سوى بالفارق الزمني، والشهود على المجازر التي تُرتكب بحق الفلسطينيين منذ 75 عاماً.

مشاهد القتل والتهجير تتكرر اليوم في غزة على غرار ما كان سابقاً قبل 75 عاماً، لكن الشاهد هنا يختلف، ليس مؤرخاً أو موثقاً كبُر ووثق تلك المشاهد، بل الشاهد اليوم العالم بأسره على هذه المجازر التي تُرتكب بحق الفلسطينيين، حيث باتت اليوم المليشيات الاسرائيلية دولة بسلاح متطور، تمارس الإبادة ذاتها بحق الفلسطينيين.  
مشهد المشي على الأقدام من شمال القطاع إلى جنوبه، وإخلاء الفلسطينيين منازلهم يعيد إلى الأذهان مشاهد التهجير قبل 75 عاماً في غزة، حيث تصدر المشهد السيدة الفلسطينية التي تسحب طفليها بالعربة لمدة 5 ساعات مشيا على الأقدام،أي ما يقارب لــ 18 كم، ذات المشهد أيام النكبة، لأسرة فلسطينية تغادر منازلها في بلدة ساحلية أصبحت فيما بعد ضمن منطقة تل أبيب الكبرى في إسرائيل، إذ لم يختلف شيئاً في المشهد سوى العربة.
مشاهد تتكرر
الحاج محمد إبراهيم عبد المعطي “83 عاماً” يروي لــ لبنان 24، أحداث النكبة عام 1948، التي تشبه اليوم أحداث غزة ولكن الطريقة مختلفة، يقول: “كان عمري 9 سنوات عندما حدثت نكبة 48، كان حينها الثوار الفلسطينيون يطلقون العمليات الفدائية ضد الميليشيات الصهيونية آنذاك، وكانت المعارك عبارة عن حرب شوارع في كل مكان وقرية، ثم احتدمت الاشتباكات في منطقة صفورية التي كانت معقل الثوار، كما يحدث الآن في قطاع غزة في باقي المناطق، ثم بدأ القصف الجوي بصاروخين لم نكن نعرف الصواريخ حينها، كان الصهاينة يرمون علينا البراميل “القازانات”.
يتابع عبد المعطي “راح حينها ضحايا كثر من النساء والأطفال، وكنا نهرب من قرية لقرية حتى وصلنا إلى الحدود اللبنانية عند قرية دير قاسم، ثم إلى مخيمات لبنان، وبتُّ اليوم أقيم في مخيم نهر البارد مع عائلتي وأطفالي، والكثير من الفلسطينيين هربوا إلى بلدان أخرى مثل الأردن وسوريا”.
مشهد الأم البطلة قبل 75 عاماً 
“عندما كان عمري 9 سنوات وكانت موجة النزوح كبيرة هناك مشهد لا يمكن أن أنساه، كانت الاشتباكات المندلعة بين الثوار الفلسطينيين والصهاينة، كنا في حديقة منزل نلعب على الأرجوحة وكان هناك طفل رضيع عندما بدأنا بالهروب، الأم أخذت الشرشف بدلاً من الطفل وهربت، وعندما عادت لتأخذ الطفل قُتلت قنصاً على يد الصهاينة، هذا المشهد لا زال عالقاً في ذاكرتي منذ ذلك الوقت”، يقول العم عبد المعطي لــ لبنان 24.
هذا المشهد يشبه اليوم مشهد السيدة الفلسطينية التي تسحب طفليها على عربتين نزوحاً إلى جنوبي القطاع، لمدة 5 ساعات أي ما يقارب مشيا حوالى 18 كلم، لم تلتفت السيدة إلى المصور الصحفي الذي التقط هذه اللحظات، ذات المشهد تكرر عام 1948 لعائلة فلسطينية،هربت من الأراضي الفلسطينية  لكن العربة تختلف فقط عن اليوم.    
ويتابع “لكن كل ما شهدناه أيام النكبة، لا يشبه المجازر التي ترتكب اليوم بحق أهالي قطاع غزة أبداً، من حيث الطريقة وأعداد الشهداء، ورغم وسائل التواصل والرأي العام، يبيد الإسرائيليون الفلسطينيين، ونشهد موجة اللجوء ذاتها ولكن لا نعلم إلى أين هذه المرة. لنا الله”.

روايات اكتملت اليوم
 لم تشمل الروايات التي وثقت المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، في مختلف المدن والقرى المهجرة عام 1948، على قساوة التفاصيل، كل ما ارتكبته العصابات الصهيونية، لكنها اليوم اكتملت أمام الرأي العام، رغم صمت أغلب الدول العربية، حيث بلغ عدد الشهداء اليوم أكثرمن 11 ألف شهيد في قطاع غزة.
ويطلق الفلسطينيون مصطلح ‘النكبة’ على عملية تهجيرهم من أراضيهم على يد ‘عصابات صهيونية مسلحة’، عام 1948، أفضت لقيام دولة إسرائيل، ويحيونها في 15 أيار من كل عام، بمسيرات احتجاجية وإقامة معارض تراثية تؤكد حقهم في العودة لأراضيهم، وارتباطهم بها، ولكن اليوم وبعد انتهاء الحرب ماذا سيطلق الفلسطينيون على المجازر التي تُرتب بحقهم منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول 2023؟


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى