آخر الأخبارأخبار محلية

مكاسب حزب الله الشعبية.. طيّ مرحلة الخلاف السنّي الشيعي

بالرغم من ان القوى السياسية والفصائل المسلحة في المنطقة تعمل على التحضير لمرحلة ما بعد الهدنة في غزة، في ظل عدم وجود أي ضمانات فعلية بتمديدها واستمرار صدور تصريحات وتهديدات من قبل المسؤولين الاسرائيليين بأن الحرب ستتجدد بعد انتهاء الايام الاربعة، الا ان التعامل العام في لبنان وفلسطين يعطي مؤشرات بأن الحرب انتهت وبدأت دراسة نتائجها العسكرية والسياسية، وهذا ليس مجرد استعداد للمرحلة المقبلة.

مكاسب كثيرة بات يمكن ملاحظة حصول القوى المتخاصمة عليها، وهذا يتعدى طبعاً الخبرات الميدانية الهائلة التي باتت في حوزة بعض الفصائل، كـ “حزب الله” على سبيل المثال، الذي استفاد بشكل لا يقاس من التجربة القتالية واعاد تعديل خطته وتكتيكاته بعد سنوات طويلة لم يخض فيها حربا مباشرة وطويلة مع الاسرائيليين، وهذا يمكن اعتباره احدى الفوائد من المعركة التي حصلت عند الحدود والتي من دونها كان الحزب سيدخل، لاحقا، أي حرب، من دون استعداد كامل.

لكن بمعزل عن المكتسبات الميدانية، شكلت المعركة الحقيقية نقلة نوعية بالمعنى الاستراتيجي، اذ ان فكرة وحدة الساحات التي سوّق لها محور المقاومة مطولاً، باتت امراً واقعا ودخلت فيها دول لم تكن في السنوات الماضية جزءا من المعركة ضد اسرائيل، مثل العراق واليمن، وهذا يمكن اعتباره اضافة استراتيجية قادرة على تغيير المعادلات السائدة، خصوصا لجهة قدرة هذه الدول على زيادة الضغط العام على حلفاء تل بيب، ان كان الولايات المتحدة الأميركية بشكل مباشر في العراق، او عبر البحر الاحمر والحراك اليمني.

كذلك فإن التحول الكبير الذي ستظهر نتائجه بشكل تدريجي هو انتهاء الصراع السنّي الشيعي، اذ ان ما بدأ  خلال معركة سيف القدس من إعادة التوازن للعلاقة السنّية الشيعية واعادة تصويب الصراع نحو الغرب بعد ان كان لسنوات صراعا داخليا داخل دول المنطقة، تكرس في معركة “طوفان الاقصى”، اذ يمكن القول بأن الصراع السنّي الشيعي الذي بدأ عام ٢٠٠٣ قد انتهى او اقله، سلك خطوة كبرى نحو طيّه.

استعاد الحزب جزءا من حاضنته العربية ولعل الشكر المتكرر من قبل قيادات حركة حماس، السياسية والعسكرية، والتي تتمتع بحاضنة سنّية كبرى في العالم العربي، اعاد وضع الحزب لدى الرأي العام العربي في خانة قوى المقاومة بعد سنوات من التباعد بسبب الحرب في سوريا والعراق، ما يعني ان القوة العسكرية الاكبر تتجه لتستعيد حاضنتها العربية بغطاء حماس، وهذا يعد إضافة نوعية استراتيجية يستطيع الحزب الاستفادة منها بشكل قياسي في المرحلة المقبلة.

لا يبحث “حزب الله” تحديدا عن مكاسب تكتيكية من المعركة الحالية، اي انه لا يرغب بأن “يقرّش” انتصاره بها داخليا، بل سيتقيد بالتوازنات الحالية وباللعبة اللبنانية التقليدية، وسيحاول الانتصار على خصومه وفق القواعد السابقة للمعركة، وعليه فإن التداعيات العملية للحرب المستمرة سيكون طابعها استراتيجي، اقله في ما يخص حارة حريك، ولن ترتبط بالزواريب الداخلية اللبنانية، خصوصا في ظل التعقيدات الحالية التي لن يتمكن الحزب من فكفكتها بسهولة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى