آخر الأخبارأخبار محلية

قلوبهم تبكي حسرة.. هكذا يتابع فلسطينيو لبنان حرب غزة!

تتسمّر حياة شحادة في مخيم للاجئين في لبنان أمام التلفاز كل يوم، عسى أن تسمع خبراً مفرحاً عن انتهاء الحرب.

وعائلة شحادة من بين 750 ألف فلسطيني اضطروا إلى مغادرة قراهم وبلدتهم خلال النكبة، خصوصاً بعد مجزرة قرية دير ياسين في نيسان 1948، وأودت بحياة أكثر من 100 من أهالي القرية القريبة من القدس. أما فاطمة فتخشى على عائلتها الكبيرة المؤلفة من 70 فرداً في غزة، دُمّرت بيوتهم جميعاً، ولا يزالون مهددين بالموت كل يوم. فما هي تفاصيل قصصهم؟

حياة: أبكي على ابنتي وكل أهالي غزة

في مخيّم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في لبنان لا تنفكّ حياة شحادة عن مشاهدة التلفاز، في حين تحمل هاتفها الخلوي متلهفة لتلقي رسالة من ابنتها العالقة مع أولادها الـ3 في قطاع غزة بعدما انقطعت أخبارهم لأسبوع.

في شقّتها المتواضعة في المخيم المكتظ في الضاحية الجنوبية لبيروت، تقول حياة (69 عاماً) لوكالة فرانس برس: “منذ أن بدأت الحرب في غزة وأنا في حالة قلق. أستيقظ عند الساعة 3 أو 5 فجراً، وأشغّل التلفاز”.

وتضيف: “أبكي، ليس على ابنتي فحسب، وإنما على أهالي غزة كلّهم”.

توزيع الأطفال لضمان حياة أحدهم

بصعوبة، تتمكّن شحادة من التواصل مع ابنتها، وجلّ ما تتمناه يومياً أن تصلها مجرد رسالة “نحن بخير”.

وتشرح السيدة بينما يلهو أحد أحفادها على الأرض قربها، “أتكلم معها أحياناً، تقول لي فقط إنها بخير”، إذ إنها لا تستطيع استخدام الهاتف مطولاً في ظل صعوبة شحن البطارية جراء انقطاع التيار الكهربائي في القطاع وعدم توفر الوقود للمولدات.

وفي ظل صعوبة التواصل، تحاول شحادة أن تتمالك نفسها، لكن خوفها على ابنتها يبدو واضحاً في صوتها المرتجف.

خلال حديثها، تروي السيدة بأسى كيف أن ابنتها، التي فضّلت عدم ذكر اسمها، وزّعت أطفالها على أقاربها، في محاولة لحمايتهم، وتوضح: “قبل أكثر من أسبوع، كانت تبكي وقالت لي وزّعت أولادي حتى إن مات أحدهم يبقى الآخر على قيد الحياة”.

كل البيوت تدمرت

من شقّتها المتواضعة، تتابع فاطمة الشواح (61 عاماً) الأخبار لحظة بلحظة، على أمل معرفة أخبار عن قرابة 70 فرداً من عائلتها يعيشون في القطاع، أكبرهم في السبعين وأصغرهم رضيع لم يبلغ عامه الأول.

وتقول الشواح، المتحدرة أساساً من الكابري في قضاء عكا: “بيوتهم كلّها دُمّرت، وبيوت أولادهم دُمّرت لأنها على خطوط التماس. لم يبق شيء”.

تحاول السيدة أن تتواصل مع أقاربها قدر الإمكان، ويحصل أن تسمع أحياناً صوت القصف حولهم أو صراخ الأطفال، وتضيف: “اليوم الذي لا يطمئنوننا عن حالهم، تغلي قلوبنا خوفاً عليهم”، وتنقل عنهم “إنهم مرعوبون وجياع، في حين الأطفال خائفون”. وتضيف: “يتقطّع قلبي عليهم”.

فاطمة: ليت غزة تعود كما كانت

تشعر الشواح أنها غير قادرة على تحمّل هذا الكم من المعاناة، وحتى سماع القصف والصراخ عبر الشاشة. وتقول: “يخفق قلبي بشدّة وأتوتر كثيراً”.

حين تتذكر زيارتها الأخيرة إلى قطاع غزة في تموز الماضي، تغرق عيناها بالدموع وتبتسم حين تستذكر صور أفراد عائلتها يستقبلونها بلهفة على وقع الطبل والزمر عند معبر رفح الحدودي مع مصر، وتقول: “ليتني لم أذهب يوماً إلى غزة، ولم أر الناس الطيبين” فيها.

وتضيف: “ليت غزة تعود كما كانت، لكن وإن كان الجميع يطالب بوقف إطلاق النار، فإن إسرائيل لا تسمع أحداً”.

كم عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان؟

يقيم 250 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، معظمهم موزعون على 12 مخيماً أقيمت تباعاً إثر النكبة الفلسطينية وقيام دولة إسرائيل في العام 1948.

ويشهد مخيم برج البراجنة، كما سائر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، كثافة سكانية عالية. وهناك، تلتصق المنازل والأبنية ببعضها ببعض، ويشكو قاطنوها من نقص في الخدمات الأساسية من شبكات مياه وصرف صحي، في حين تكاد أسلاك الكهرباء المعلقة عشوائياً أن تحجب الضوء في بعض الأزقة. (فرانس برس)


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى