قصف دام على المستشفى الإندونيسي والجهود متواصلة لإطلاق سراح رهائن
قالت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الإثنين إن 12 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في قصف إسرائيلي على المستشفى الإندونيسي بمدينة غزة، فيما وصل 29 طفلا خديجا من الذين تم إجلاؤهم من مستشفى الشفاء إلى مصر عبر معبر رفح، على وقع استمرار المعارك العنيفة في القطاع المحاصر. ومن جانبها، أعلنت إسرائيل اليوم “توسيع” عملياتها البرية في القطاع حيث يعيش السكان والنازحون أوضاعا مأساوية. وبالتوازي، تتواصل بعيدا عن الأضواء المباحثات الهادفة إلى الإفراج عن رهائن تحتجزهم حركة حماس مقابل هدنة في المعارك.
قتل 12 شخصا على الأقل في غارة للجيش الإسرائيلي على المستشفى الإندونيسي في مدينة غزة، وفق ما أفادت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الإثنين.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة إن الجيش الإسرائيلي “يحاصر” المستشفى، و”نخشى أن يكرّر ما فعله بمجمع الشفاء” الذي أخلي بعد دخول القوات الإسرائيلية إليه.
وأشار القدرة أيضا إلى وجود “نحو 700 شخص بين طواقم طبية وجرحى داخل المستشفى الإندونيسي”.
وتتصاعد المخاوف من تعرض المستشفى الإندونيسي للمصير نفسه، كمستشفى الشفاء.
هذا، ووصل الإثنين 29 طفلا خديجا تم إجلاؤهم من مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة إلى مصر عبر معبر رفح الحدودي، بحسب قناة “القاهرة نيوز” المصرية الإثنين.
وقد تم إجلاء الأطفال الخدج من الشفاء، أكبر مستشفيات قطاع غزة، بعدما أمر الجيش الإسرائيلي الذي اقتحمه وفتشه بدقة ودمر بعضا من أقسامه، وفق أطباء ومسؤولين كانوا بداخله، بإخلائه. وكان قد أكد مدير المستشفيات في قطاع غزة الأحد لوكالة الأنباء الفرنسية إجلاء 31 طفلا خديجا من المستشفى، لم يعرف بعد سبب وصول 29 منهم فقط الى مصر.
ومن جهتها، كانت قد أفادت الأحد منظمة الصحة العالمية التي شاركت في إجلاء الأطفال من مستشفى الشفاء في مدينة غزة في اتجاه المستشفى الإماراتي في رفح جنوب القطاع أن “11 طفلا في وضع حرج”، وجميعهم “يعانون من التهابات خطيرة”. وكان طفلان قد لقيا حتفهما السبت قبل تنفيذ عملية الإجلاء.
هذا، واقتحم الجيش الإسرائيلي منذ الأربعاء الماضي مستشفى الشفاء بعد معارك طاحنة في محيطه بينه وبين حركة حماس. إذ تتهم إسرائيل حماس باستخدام المستشفيات كمقار لها، والانطلاق منها في عملياتها وتخزين أسلحة فيها. وتنفي حماس هذه الاتهامات.
Table of Contents
“حرب ضد “الإرهاب” أم “ضد المستشفيات”
وقال الجيش الإسرائيلي الإثنين إنه يواصل “توسيع عملياته في مناطق جديدة بقطاع غزة”، خصوصا في قطاع جباليا. وقال الجيش إن عدد الجنود الذين قضوا في غزة منذ بداية الحرب وصل إلى 65.
وتتحدث إسرائيل عن وجود مراكز قيادية تابعة لحماس تحت مبنى المستشفى الإندونيسي، وهو ما تنفيه الحركة التي تقول إن إسرائيل تشن “حربا ضد المستشفيات”.
وإلى ذلك، عرض الجيش صورا عبر الأقمار الصناعية تظهر فيها قاعدة إطلاق صواريخ يقول إنها لحماس موجودة على بعد أقل من 100 متر من المستشفى.
ووفق الحركة، فإن عشرات الدبابات والآليات المدرعة منتشرة حول المستشفى وتطلق نيرانها باتجاه المنشأة الصحية.
ويذكر أنه سبق وأن تعرض محيط المستشفى أواخر الشهر الماضي وبعد أوامر إخلاء إسرائيلية، للقصف، وفقا للأمم المتحدة. وقالت حماس حينها إن القصف خلّف 30 قتيلا في المستشفى.
وبحسب منظمة الصحة العالمية التي أرسلت فريقا لتقييم الوضع في مستشفى الشفاء، لا يزال هناك 250 مريضا في المكان و20 من مقدمي الرعاية.
هذا، وأعلن الجيش مساء الأحد العثور على نفق طوله 55 مترًا يستخدم “من أجل الإرهاب” تحت مستشفى الشفاء.
كما شددت إسرائيل الحصار على قطاع غزة ومنعت إمدادات الوقود والمياه والكهرباء والمواد الغذائية. وتدخل عبر معبر رفح شاحنات مساعدات محدودة توافق إسرائيل مسبقا على حمولتها.
وضع “غير قابل للعيش”
ومن جهتم، أعلن مسؤولون في قطاع الصحة في غزة الإثنين وصول أول مستشفى ميداني أردني منذ بدء الحرب مع طاقم طبي لتقديم الخدمات إلى آلاف المصابين والمرضى في ظل خروج معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة بسبب الدمار أو انقطاع الوقود.
وأكد مدير المستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت أن المستشفى الميداني سيقام “في محيط مستشفى ناصر في خان يونس جنوب القطاع لاستقبال الجرحى والمصابين”. ودخلت 40 شاحنة محملة بمعدات وأجهزة طبية للمستشفى رفقة طاقم مؤلف من 17 شخصا. وقال زقوت “من المتوقع وصول مستشفيين ميدانيين من الإمارات وقطر”.
وخلال اليومين الماضيين، تساقطت أمطار غزيرة في قطاع غزة. ووصفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الوضع في أماكن النزوح بأنه “غير قابل للعيش”.
وقد نزح أكثر من 1,6 مليون فلسطيني داخل القطاع منذ بدء الحرب يتكدسون تحت خيم في الهواء الطلق أو في مدارس او مستشفيات، أو في شقق مكتظة. واتجه مئات آلاف النازحين جنوبا بعد إنذارات إسرائيلية بإخلاء الشمال. لكن مناطق جنوبية عدة تتعرض للقصف أيضا.
ردود فعل دولية
وفي بكين، أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي الإثنين أمام وفد يضم وزراء خارجية السلطة الفلسطينية وأربع دول عربية ومسلمة أن على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف “الكارثة الإنسانية” في غزة.
وقال وانغ “فلنعمل معا لتهدئة الوضع في غزة سريعا ولاستعادة السلام في الشرق الأوسط في أقرب وقت”.
ومن جانبه، رأى المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الأحد أن “الأحداث المروعة التي وقعت خلال الساعات الـ48 الماضية في غزة تفوق التصور”.
وحذر من أن “مقتل هذا العدد الكبير من الأشخاص في المدارس التي أصبحت ملاجئ، وفرار المئات للنجاة بحياتهم من مستشفى الشفاء، وسط استمرار نزوح مئات الآلاف إلى جنوب غزة، هي أفعال تتعارض مع الحماية الأساسية التي يجب توفيرها للمدنيين بموجب القانون الدولي”.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قال إن “عدد الضحايا المدنيين كبير جدا” في قطاع غزة، مذكرا إياه “بالضرورة المطلقة للتمييز بين الإرهابيين والسكان”، حسب ما أعلن قصر الإليزيه الأحد.
وفي عمان، دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال استقباله الإثنين مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى “العمل بشكل مكثف” من أجل “وقف الحرب” و”فك الحصار” و”ضمان إيصال الغذاء والدواء” إلى غزة، وفق ما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي. كما حذر الملك من “الآثار الكارثية جراء الحرب البشعة الدائرة التي يذهب ضحيتها الأبرياء من المدنيين العزل”.
ملف الرهائن.. تزايد الضغط في إسرائيل
وإلى ذلك، يتزايد الضغط في إسرائيل على الحكومة من أجل الإفراج عن قرابة 240 رهينة تحتجزهم حماس منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وترفض إسرائيل حتى الآن أي وقف لإطلاق النار وهو شرط من شروط حماس للإفراج عن رهائن. فيما ستلتقي الحكومة الإسرائيلية مساء الإثنين عائلات الرهائن.
ومن جهته، أكد رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني الأحد أن إنجاز اتفاق للإفراج عن رهائن تحتجزهم حماس يتوقف على قضايا “بسيطة” و”لوجستية”.
وتجدر الإشارة إلى أنه في الأيام الماضية، ربطت تصريحات لمسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، بين وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، والإفراج عن رهائن تحتجزهم حماس.
ففي لندن، قال توماس هاند لوكالة الأنباء الفرسية إن ابنته إميلي المحتجزة لدى حماس أتمّت عيد ميلادها التاسع السبت.
وقال الوالد الإيرلندي المولد “لم تكن تعرف حتى أنه كان عيد ميلادها. إنها لا تعرف اليوم ولا التاريخ”. وأضاف أن تركيزه الوحيد ينصب على “مواصلة المضي قدما لحين استعادتها”.
وقد اندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس عقب هجوم غير مسبوق شنته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص غالبيّتهم مدنيّون قضوا بمعظمهم في اليوم الأوّل للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية.
وتوعدت الدولة العبريّة بـ”القضاء” على حما، إذ تشنّ حملة قصف جوّي ومدفعي كثيف ردا على الهجوم، تسبّب بمقتل 13 ألف شخص في قطاع غزّة غالبيّتهم مدنيّون، وفق أرقام أدلت بها حكومة حماس مساء الأحد. وبين القتلى أكثر من 5500 طفل.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook