آخر الأخبارأخبار محلية

الشتاء يتغير في لبنان.. أقصر ومصحوباً بأمطار عنيفة وفيضانات

كتبت يمنى المقداد في “الديار”: يتكرّر السيناريو نفسه كلّ عام في لبنان مع أوّل “شتوة”، وأكثر المشاهد شيوعا هي طرقاتنا الغارقة في المياه وكذلك بعض البيوت، علما أنّ وزارة الأشغال العامة والنقل تنظم باستمرار حملات تنظيف لمصارف المياه وسواها من الإجراءات قبيل حلول فصل المطر.

وما “ما يزيد طين شتائنا بلّة”، ليس عدم جهوزية البنى التحتية في معظم مناطق لبنان، أو عدم توفرها في بعض العشوائيات، أو رمي النفايات عشوائيا من قبل بعض المواطنين فحسب، بل حجم الهطولات المطرية الضخمة في فترات قصيرة جدا، ما يعجز الأرض عن امتصاصها لتشكل مخزونا جوفيا يقينا الجفاف صيفا، وكذلك يعجز مصارف المياه عن استيعابها فتتحول طوفانا، وهذا ما شهدناه في إحدى “شتوات” الشهر الماضي.

وكلّما اقترب حلول فصل الشتاء، كلّما كثرت الأسئلة والهواجس عن ملامحه بمنخفضاته وحرارته وأمطاره وثلوجه، حيث يخشى اللبنانيون أن يحمل لهم المياه دفعة واحدة فتذهب هدرا نحو البحر، أو أن تكون حرارته مرتفعة ويذيب ثلوجهم باكرا وتذهب أيضا هدرا، عدا عن همّ الصقيع في ظلّ ارتفاع أسعار المحروقات، بالتزامن مع الوضع الأمني والسياسي الهش.

الحرارة ستتدنّى 6 درجات  والثلج ما دون 2000 متر

أشار رئيس قسم التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في مطار بيروت الدولي محمد كنج لـ”الديار”إلى أنّه نتيجة التغيّر المناخي والإحترار العالمي وظاهرة “النينيو”، يتطرّف المناخ وهذا ما حذرنا منه بداية هذه السنة، وأنّ الأمطار ستأتي على فترات قصيرة وهطولات عنيفة في وقت قصير، متسبّبة بجريان كبير في مجاري الأنهر أو انجرافات في التربة أو فيضانات فجائية سيعاني منها الناس، كما حدث يوم الإثنين 16 تشرين الاول، حيث تساقطت الأمطار بحدود 26 ملم خلال نصف ساعة فقط، وكانت عنيفة لم تستطع المجاري استيعابها، لافتا إلى أنّ هذا سيتكرّر وهكذا كانت الأمطار عنيفة امس الأحد، وغطت كافة المناطق في لبنان طيلة 24 ساعة، وكان هناك اشتداد في سرعة الهواء، ونتيجة دخول الكتلة الباردة تدنّت درجات الحرارة بحدود 6 درجات على الأقل، وكانت دون معدلاتها الموسمية، كما ستتساقط الثلوج لأول مرّة هذا العام دون 2000 متر، ويمكن أن تلامس 1800-1900 متر فجر يوم الإثنين.

عنف المطر!

وعما إذا كانت المنخفضات المبكرة المتلاحقة أمرا طبيعا، وحول ملامحها عدّة وعددا هذا الشتاء، اعتبر أنّ المنخفضات أمر طبيعي مع بداية فصل الشتاء، لافتا في المقابل إلى أنّ العنف في تساقط الأمطار هو الغير طبيعي، عازيا السبب إلى ارتفاع درجة حرارة سطح مياه البحر الأبيض المتوسط sea surface temperature S.S.T ، والتي تتراوح عادة ما بين 25 و26 درجة مئوية، فيما تسبّب قربنا من البحر الأبيض المتوسط بحرارته التي تجاوزت معدلها بدرجتين أو درجة ونصف الدرجة على الأقل، برطوبة مرتفعة جدا فوق سطحه، والتي تعدّ بمثابة “الفيول” لإنتاج الخلايا أو الغيوم الركامية والرعدية الضخمة، التي تتسبب عادة بكميات كبيرة من الأمطار في فترة قصيرة، وهي أيضا منتجة لحبّات البرد التي يمكن أن تتساقط بشكل كبير في هذا المنخفض لا سيّما أنّه بارد.

إلى ذلك، طمأن بأنّ كميات أمطار هذا الشتاء فاقت المعدلات العامة بحدود 50%، وبلغت ضعفي السنة الماضية لهذه الفترة الزمنية من الوقت، ما اعتبره أمرا جيدا باستثناء تساقطها في فترة قصيرة ، بخاصة أنّ الأرض لا تستطيع استيعابها باستثناء المناطق الداخلية (البقاع)، متمنيا أن يكون هناك تراكم للثلوج لأنها تعمّر أكثر في فصل الربيع والصيف، وتذوب ببطء وتغذي الينابيع الجوفية، مبشّرا بتراكم الثلوج في فترة مبكرة هذا العام.

ملامح الشتاء

وبحسب التوقعات الفصلية لشتاء لبنان هذا العام، كشف كنج أنّه سيكون هناك منخفضات سريعة وتدن كبير في درجات الحرارة التي تعود وترتفع بسرعة أيضا، ما يعني أنّ الشتاء سيكون باردا لفترات قصيرة، وستكون كمية المتساقطات في فترات أقصر، فيما الإتجاه العام هو أنّ الشتاء سيقصر مع مرور السنين.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى