الإلحاح الخارجي لانتخاب رئيس لم يعد ملحّاً
تخشى مصادر ديبلوماسية ان تكون غالبية القوى السياسية مستفيدة من استمرار الفراغ . وهي ترشح للمرتبة الاولى على هذا الصعيد فريق مسيحي اساسي هو “التيار الوطني الحر ” الذي يسعى رئيسه وفق ما ترى، الى توظيف الفراغ مقدار ما يمكنه ذلك الاستمرار فيه وحمل اللبنانيين على نسيان عهد عمه ميشال عون ، جنبا الى جنب مع اطاحة كل المرشحين المحتملين من امامه علما انها لا ترى كيف سيتيح له ذلك تأمين الدعم السياسي او حتى الدعم البرلماني المطلوب . وذلك انطلاقا من ما يفهم من سعيه الحثيث الى منع استمرار قائد الجيش العماد جوزف عون في موقعه وتعيين قائد جديد للجيش على نحو يناقض كل منطقه حول المحافظة على صلاحيات رئيس الجمهورية وحقوق المسيحيين ومنع الحكومة من ممارسة صلاحيات الرئاسة الاولى . ولكن حاجته الى دعم ” حزب الله” تحديدا لدعم مطلبه في مقابل موافقة كل القوى السياسية وفي مقدمهم الكنيسة المارونية على التمديد لقائد الجيش يجعل منه مستقويا بالحزب على بكركي من جهة وكاسرا لكلمتها على هذا الصعيد من جهة اخرى ، وهو امر للتيار العوني تاريخا في هذا الاطار اذ لطالما حاول استبعاد بكركي او منافستها على القرار السياسي حتى في ظل غياب القيادات المسيحية بعد العام 1990 بذريعة امتلاكه هو وحده هذا القرار . كما يجعل منه ، كما حصل بالنسبة الى تذكيره في حمأة خلافه مع الحزب ان الاخير من اتى له بكتلته النيابية الحالية بعددها، انه سيبقى رهنا بدعم الحزب من عدمه في تنفيذ اي اجندة له . فيما تعتقد هذه المصادر ان كلفة رئيس التيار العوني عالية جدا لكي يستطيع “حزب الله” تمريره في الداخل والخارج معا ولن يتخلى عن سليمان فرنجيه لمصلحة جبران باسيل فيما هو يسعى لا سيما بعد الحرب الاسرائيلية على غزة من اجل ان يحصل هو على الاثمان وليس ان يدفع اي منها . اذ ان الحزب ينافس التيار العوني في توظيف الفراغ الذي بات يصعب جدا ان يتم تركيز ملئه على رئاسة الجمهورية فحسب. فمع الشغور اللاحق بكل المراكز الاساسية لا سيما المارونية منها ، لم يعد الموضوع يتعلق بتسوية حول انتخاب رئيس للجمهورية فحسب بل غدا واكثر من اي وقت مضى في حاجة ملحة لان تحصل صفقة شاملة متكاملة تتناول كل المراكز والمناصب ومن ضمنها طبعا طبيعة الحكومة المقبلة وحتى بيانها الوزاري. وقبل الحرب على غزة كانت دعوة الحزب لخصومه تحت شعار الحوار تدور حول تمسكه بترشح رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه على ان يناقشهم في ما يريدونه في المقابل . وهذا الامر قد يكون اختلف راهنا في تعويله على الخارج ومدى شراكته في ايجاد الحلول للرهائن في غزة من اجل ان يحصل من هذا الخارج على ما يريده بغض النظر عن اعتراضات الداخل على اساس ان القوى السياسية ستسير حكما بذلك بحكم الامر الواقع وفقدان قدرة التاثير او تعطيل خياره .
وتكتسب مصلحة الحزب في ذلك الاولوية المطلقة قياسا الى استفراده بالقرار في البلد في هذه المرحلة في شكل خاص على نحو يحرره من اي قيد ولو شكلي في غياب رئيس لجمهورية وحكومة فاعلة بحيث يخشى كثر ان يدوم الامر حتى الانتخابات النيابية المقبلة ايا يكن الموعد الذي تستحضر فيه من اجل اعادة رسم خريطة اخرى للتوازنات السياسية في البلد .
مصدر الخبر
للمزيد Facebook