التدفئة تؤرق اللبنانيين: الشتوية مش مأمنة!

ككل سنة يتحضّر اللبنانيون لموسم شتاء قاس على الصعد كافة سواء السياسية أو الاقتصادية وحتى الأمنية، إذ إن شتاء عام 2024 سيكون بمثابة تحد كبير أمام معظم اللبنانيين، والأرقام هي خير دليل على ذلك.
معضلة الغاز والمازوت
وعلى خطّ تأمين التدفئة يبرز إلى الواجهة وضع المؤسسات والمدارس التي تعاني من كلفة تأمين مصادر الطاقة والتدفئة سواء الغاز أو المازوت وحتى الكهرباء. فعلى صعيد المدارس كان الأهالي هذا العام على موعدٍ مع زيادة جديدة قرّرت الإدارات فرضها لأجل تأمين التدفئة، وهذا ما انسحب على معظم المدارس الخاصة والمعاهد والحضانات والجامعات، تمامًا كالعديد من مؤسسات العمل التي قرّرت اقتطاع جزء من الراتب الشهري خلال موسم الشتاء لتأمين التدفئة لموظفيها خلال ساعات العمل. وعلى المقلب المقابل تؤكّد العديد من إدارات المدارس الرسمية أنها في السنة الفائتة حاولت تأمين المازوت من خلال الحصول على مساعدات من قبل الأهالي، إلا أنّها لا تعتبر أن هذا الحل عمليّ خاصةً وأن هذه السنة امتنع العديد من الأهالي عن تسجيل أولادهم في المدارس بسبب الكلفة المرتفعة، فمن أين ستُحصّل الأموال لتأمين التدفئة؟
الإعتداء على الطبيعة للبقاء
بالتوازي، وتهرّبًا من تأمين المازوت أو الغاز، قرّر الآلاف من المواطنين الاعتماد على الأحراج خاصةً في المناطق الجبلية، حيث تم القضاء على الآلاف من الأشجار المعمّرة والتي تعتبر مصدر دفءٍ “رخيص” لهؤلاء.
المؤسسات المتوقفة تعاني
بعيدًا عن تأمين موارد التدفئة، وُضع الآلاف من المواطنين اللبنانيين أمام مصيرهم مع اشتعال الجبهة الجنوبية، إذ إن المئات من المؤسسات تأثرت بشكل مباشر بتحذيرات الدول العربية والأجنبية التي عملت على سحب رعاياها، وحذّرت مواطنيها من التوجه إلى لبنان. فالأرقام توضح هول المصيبة، إذ إن مؤسسات السفر والسياحة دقّت ناقوس الخطر مع إلغاء ما يقارب 80% من الرحلات، وهذا ما انعكس سلبًا على عطلة الأعياد أولاً، وعلى عمل المؤسسات السياحية كالفنادق التي قلّصت فريق عملها بحدود 85% بظل نسبة شغور لا تتجاوز الـ 5% عند بعضها، وصولاً إلى المؤسسات التجارية التي أقفلت البعض منها أبوابها بعد عدم القدرة على تأمين بدل الإيجار، بعد ضياع الموسم السياحي الشتوي.
وتتخوف مصادر اقتصادية في حديث مع “لبنان24 “من امتداد هذا الأمر إلى ما بعد رأس السنة، وتحديدًا خلال موسم التزلج، الذي يعتبر مصدرًا أساسيًا للمؤسسات خلال الشتاء، هذا عدا عن القدرة التشغيلية الذي يؤمّنها، سواء من فرص عمل تعدّ بالآلاف، وصولاً إلى تأمين استمرارية عمل هذه المؤسسات التي تبقى عادةً صامدة حتى الموسم الصيفي بالاعتماد على إيرادات الموسم الشتوي السياحي، خاصةً وأن هذا الموسم يمتدُّ إلى ما يقارب الشهرين ونصف الشهر.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook