آخر الأخبارأخبار محلية

حزب الله لن ينجرّ إلى حرب واسعة تسعى إليها إسرائيل

أن يقول رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ما قاله عن أن “حزب الله” يتصرّف بوطنية عالية وبعقلانية، وهو العائد توًّا من المملكة العربية السعودية، حيث عُقدت القمة العربية – الإسلامية في عاصمتها الرياض، له وقع غير الوقع الذي يمكن أن يحدثه مثل هذا الكلام في غير توقيت. فهو أراد أن يوصل إلى جميع من يعنيهم الأمر رسائل مباشرة، وفيها أكثر من إشارة إلى أن لبنان ليس من هواة الحروب، وهو لا يسعى إليها. وهذا ما أكده في كلمته أمام قادة الدول العربية والاسلامية، ولكنه كان حريصًا في الوقت نفسه على التشديد على أن “حائط لبنان ليس واطيًا”، وهو يعرف كيف يدافع عن نفسه عندما يُعتدى عليه. فأرضه غير مستباحة وغير سائبة.  وهذا ما يجب أن يفهمه العدو قبل الصديق. 

Advertisement

وما قاله الرئيس ميقاتي في الاعلام قاله في لقاءاته على هامش قمة الرياض. وهو أراد من وراء ذلك إفهام الجميع بأن أي تطّور دراماتيكي على الجبهة الجنوبية تتحمّل مسؤوليته وتداعياته إسرائيل وحدها، وهي التي تعتدي على لبنان وليس العكس. وهذا ما قصده عن كلامه عن عقلانية “حزب الله”، الذي لا يزال يتصرّف في ردوده الدقيقة على الاعتداءات الإسرائيلية بحكمة ووعي، وهو الذي يدرك أن إسرائيل تسعى إلى توسيع نطاق اعتداءاتها لإجبار الحزب على الانخراط في حرب شاملة. وهي سياسة تعتمدها تل أبيب عندما تجد نفسها محشورة في الزوايا. ولم يعد خافيًا من أن سعي إسرائيل لتوسيع حربها ضد لبنان هو بهدف توريط الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية في حرب لا يريدونها.  
فما تسعى إليه إسرائيل يزيد المخاوف، خصوصًا أن استمرار الحرب في غزة بهذا الشكل الهمجي والوحشي سينعكس أجلًا أم عاجلًا على الوضع الجنوبي الآخذ في التمدّد تدريجيًا، على رغم حرص “حزب الله” على أن تكون ردوده ضمن ما يُعرف بـ “قواعد الاشتباك”، وألا يجد نفسه مضطّرًا لتوسيع نطاق عملياته، التي لا تزال محصورة حتى هذه اللحظة بأهداف مرئية. 
وما يزيد من غطرسة إسرائيل هذا الدعم الغربي غير المحدود، والذي بدأ يتراجع بفعل ما تلاقيه حكوماته من ضغط شعبي بدأ يأخذ موقعه الطبيعي في ضمائر الفئات الشبابية، ومن بينهم شباب يهود في الخارج، الذين يرفضون هذه المجازر التي ترتكبها إسرائيل في حق شعب خطيئته الوحيدة أنه يطالب بحقوقه المهدورة، وبأن يعيش في دولة معترف بها شرعيًا وشرعًا بكل حرية وكرامة وسيادة.  
في المقابل، يُلاحظ ما يعانيه العدو من حالات تضعضع واضحة من خلال حجم اعتداءاته المتوترة على قطاع غزة، وما يرافقه من تخبّط سياسي بدأ يطفو على صفيح الأحداث المتلاحقة، مع استمرار الصمود الغزاوي على رغم ما يتكبدّه المدنيون من خسائر، وما يعانونه نتيجة النقص الحاد في المستلزمات الأولية من دواء وغذاء ومأوى، خصوصًا أن الحرب، على ما يبدو، طويلة الأمد، وهي مستمرة بوتيرة متصاعدة تنذر بعواقب وخيمة، أقّله على المستوى الإنساني. 
أمّا على جبهة الجنوب، فإن متتبعي النمط التصعيدي، الذي يتبعه العدو، يلاحظون أن ثمة مخطّطا مرسومًا في كواليس الغرف السوداء، ويهدف إلى توسيع رقعة الاعتداءات في شكل متدرج ومتصاعد يومًا بعد يوم من أجل إجبار “حزب الله” على الردّ بما يتناسب مع حجم هذه الاعتداءات، التي بدأت تتخلّى تدريجيًا، وبطريقة ممنهجة، عن “قواعد الاشتباك”، التي لا يزال الحزب ملتزمًا بما تمليه عليه المصلحة اللبنانية، وعدم الإفساح في المجال أمام العدو لجرّ لبنان إلى حرب لا يريدها ولا يسعى إليها. 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى