الحرب في الجنوب: الكلفة أقل من خسارة غزّة
من الواضح ان عناصر الحزب باتوا يستهدفون أي هدف عسكري اسرائيلي يظهر أمامهم، ولم تعد هناك أي نوع من انواع التقنين في إنتقاء الأهداف على الجبهة، حتى ان الخسائر البشرية في الجيش الاسرائيلي لم تعد تخضع لقواعد الاشتباك، اي ان الرد على استشهاد عناصر الحزب لم يعد يتم بشكل مواز عددياً، وبات الحزب يحاول قتل اكبر عدد ممكن من الجنود من دون اي اعتبارات.
في خطابه الاخير، قال الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ان الكلمة ستكون للميدان، ومن الواضح أن الحزب اتخذ قرار برفع مستوى التصعيد بشكل لافت بعد حديث نصرالله على اعتبار ان الهجوم البري الاسرائيلي بات واسعا ولم يعد كما قيل في السابق عنه”عملية برية محدودة”، خصوصا ان نتنياهو وحكومته يوحيان بأن الهدف هو الاحتلال الكامل للقطاع..
يريد “حزب الله” تأكيد امرين، الاول أنه ليس مردوعاً، وانه جاهز للذهاب الى مواجهة حتى ولو ذهبت اسرائيل الى توجيه ضربات اكثر عمقاً، خصوصا ان تل ابيب حاولت في الايام الماضية كسر قواعد الاشتباك لصالحها من خلال استهداف آلية غير عسكرية في الزهراني ومن ثم استهداف عناصر الحزب في سوريا، وهذا ما كان يجب الرد عليه لمنع تكراره او اقله لاظهار القدرة على المواجهة ورفع مستوى التحدي.
اما الامر الثاني الذي يريد الحزب تأكيده فهو ان السقف الذي ظنت تل ابيب انه لن يتخطاه، هو سقف وضعه لنفسه وقادر متى يريد ان يتجاوزه، بمعنى آخر، بات هناك شعور في اسرائيل ان حزب الله لا يريد الذهاب الى حرب مهما كلف الامر، اي انه بات محيّدا عن الصراع، لذلك كان لا بد من اظهار صورة مغايرة تجعل تل ابيب تضع توسع الحزب مجددا على الطاولة كإحتمال وارد، خصوصا ان ذلك ترافق مع قصف المستوطنات.
سيترافق هذا التصعيد بشكل طبيعي مع تصعيد مماثل وان بنسب مختلفة، من الجبهات الاخرى، لان هذا ما حصل بعد الخطاب الاول لنصرالله وهذا ما سيحصل اليوم في ظل رغبة جدية بوقف الحرب على غزة ومنع اسرائيل من إخراج القطاع من المعادلة العسكرية والاستراتيجية، واذا كان الحزب لا يريد الحرب في هذه المرحلة، لكن كلفتها تبقى اقل من خسارة قطاع غزة بالكامل…
مصدر الخبر
للمزيد Facebook