مَنْ يوقع الآخر في الفخ… حماس ام اسرائيل؟
قبل خطاب الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، انتشرت صور وفيديوهات تظهر تقدم الجيش الاسرائيلي، وهذا يعني أن نصرالله سيكون أمام تحدي اللحظة، فهل سيعلن التصعيد العسكري وان ضمن حدود غير مفتوحة، أم سيكتفي بالسقف الذي وضعه لنفسه في الخطاب الاخير، والذي لم يرض الجمهور. اذ من الواضح ان نصرالله يمتلك معلومات دقيقة عن واقع المقاومة في غزة وقدرتها على الصمود وطبيعة التحدي الميداني الذي يواجهها.
هناك وجهة نظر عسكرية تقول ان التقدم الذي حققه الجيش الاسرائيلي في غزة هو تقدم مؤقت لن يوصل الى أي نتيجة حقيقية، اذ انه يحصل في أماكن فارغة غير مبنية ويتجنب التقدم او تحقيق اي انجاز في المناطق التي توجد فيها كثافة عمرانية، وهذا بحد ذاته يفقدها القدرة على تحويل التقدم الجغرافي الى انجاز ميداني، فما دام الهدف الاساسي أي القضاء على حماس غير منجز، فإن السيطرة على الجغرافيا ليست مفيدة.
وجهة النظر هذه تعتبر ان حماس تتيح للجيش الاسرائيلي التقدم نحو العمق، لان هذا الامر سيؤدي بشكل حاسم الى فتح مجالات اكبر للمقاومين لاستهداف الآليات والجنود ضمن تكتيكات حرب العصابات، خصوصا ان الانفاق الهجومية والاستراتيجية في غزة لا تزال سليمة ولم تستطع اسرائيل اصابتها أو إخراجها من الخدمة، من هنا يصبح دخول تل ابيب الى العمق فخاً ينصب لها.
دخول الجيش الاسرائيلي الى مستنقع غزة، سيحول اي عملية تصعيد عسكرية من ساحات اخرى الى عملية حصار ناري للجيش الاسرائيلي لن يستطيع بعدها تحقيق إنجازات هجومية، اذ سيكتفي بالدفاع عن اسرائيل من أكثر من ساحة، لكن هذا الامر ليس حتميا، اذ هناك آراء اخرى تعتبر ان دخول اسرائيل الى عمق القطاع واخراج الفلسطينيين من جزئه الشمالي سيؤدي حتما الى إضعاف المقاومة وإخراج غزة من وظيفتها الاستراتيجية.
مَن وقع في الفخ؟ هل اوقعت اسرائيل حماس وحلفاءها في فخ التصعيد بعد تقدمها في غزة وبالتالي سيتم اقحام الولايات المتحدة الاميركية في المعركة ما يخفف وقع الهزيمة على تل ابيب؟ ام ان الجيش الاسرائيلي هو من وقع في فخ المقاومة الفلسطينية وبات مكشوفا بشكل كامل ومعرضاً اكثر للهجمات، وهذا ما لا يمكن التراجع عنه اسرائيليا بالرغم من حجم الخسائر لانه سيعني هزيمة تل ابيب بالكامل، وكذلك لا يمكن الاستمرار فيه ايضاً، وهنا تكمن المعضلة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook