آخر الأخبارأخبار دولية

“لم أعد أتحمّل المشاهد التي أراها”… شهادة صحافي من داخل غزة


02:14

مدحت حجاج يواصل تغطية الأزمة الإنسانية في غزة في ظل القصف © فرانس 24 – مراقبون

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، اعتاد الصحافي مدحت حجاج إرسال شهادات ومقاطع فيديو من قطاع غزة إلى فريق تحرير “مراقبون”. وفي مقطع مصوّر أرسله لنا يوم الإثنين 6 نوفمبر/تشرين الثاني من داخل مستشفى دار الشفاء، بعد ليلة من القصف غير المسبوق، قال إن الناس “أصبحت تتشاجر على قطرة من الماء”. وتتهم السلطات الفلسطينية الجيش الإسرائيلي باستهداف المستشفيات والمخابز والمولدات الكهربائية وخزانات المياه.

كانت ليلة الأحد إلى الإثنين 6 نوفمبر/تشرين الثاني أعنف ليالي القصف على قطاع غزة منذ 7  أكتوبر/تشرين الأول.. هذا ماقاله الصحافي مدحت حجاج من سكان غزة في اتصال مع فريق تحرير “مراقبون”. مدحت حجاج اتخذ مستشفى دار الشفاء، أكبر مستشفى في غزة، مقرا له منذ بدء القصف الإسرائيلي، حيث يتسنى له تصوير المصابين وعمل الطواقم الطبية.

في البداية قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي في مؤتمر صحفي إنه سيتم قصف المستشفيات بشكل مباشر [هيئة التحرير: خلال مؤتمر صحفي عُقد في 5 نوفمبر/تشرين الثاني، بث المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي تسجيلا صوتيا أُرسل إلى سكان غزة يطلب فيه الجيش من المدنيين إخلاء المستشفيات، موضحا أن “جميع الأشخاص الذين يتواجدون في مكان قريب من الإرهابيين وقواعدهم يعرضون حياتهم للخطر”].

بعد ساعات قليلة تم قطع الاتصال الهاتفي والإنترنت، وبدأت المجازر في حق أهالينا في مدينة غزة وفي كل المناطق. سقطت منازل بشكل كامل على رؤوس ساكنيها. لا أحد يستطيع إنقاذ الجرحى  ولا إجلاء الموتى. 

حتى الإسعاف لم يتمكن من فعل أي شيء، لأن ليس هناك اتصالات وأي أحد يتحرك يتم استهدافه بشكل مباشر. لا أدري إذا كنت سأتمكن من تسجيل فيديو آخر بعد اليوم. 

أما على باقي الأصعدة، الماء والأكل تقريبا من المستحيل توفيرهم. الناس تصطف في طوابير للحصول على الماء في بعض المناطق التي يتوفر فيها ما يتيسر. 

كل المخابز مغلقة في مدينة غزة وشمال قطاع غزة، ذلك لسببين: قصف المخابز بشكل مباشر ونفاد  الوقود والغاز والكهرباء، ما يحول دون تشغيل هذه المخابز، حتى ولو وُجد الطحين. 

الآن الناس لا تأكل ثلاث وجبات، بالكاد يأكلون وجبة في اليوم، أو بعض البسكويت. الناس تتشاجر على قطرة ماء. بعض الناس قررت الصوم بسبب نقص الطعام. 

لم أعد أتحمّل المشاهد التي أراها، لم أعد أستطيع إكمال عملي الصحفي، لأنه أنا في الآخر بشر، فلم أعد أستطيع التحمل.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى