رغم تحذيره إسرائيل وأميركا… لماذا قد تندلع الحرب بمعزل عن حزب الله؟

Advertisement
وكان “حزب الله” في السابق، أيّ بعد تحرير الجنوب، وصولاً إلى العام 2006، مُسيطراً على الجبهة الجنوبيّة، أمّا حاليّاً، فدخلت الفصائل الفلسطينيّة، وبعض التيّارات اللبنانيّة على خطّ الإشتباكات مع العدوّ. وكما هو معلومٌ وواضح، فإنّ “المقاومة الإسلاميّة” تخوض معارك محدودة مع الإسرائيليين، وتستهدف مواقعه العسكريّة على الحدود.
وفي هذا السياق، يقول مراقبون ، إنّ “حزب الله” لم يستخدم حتّى اللحظة ترسانته الصاروخيّة لاستهداف المستوطنات وبشكل خاصّ المدن الإسرائيليّة الرئيسيّة، كحيفا وتل أبيب، ولديه “بنك” من الأهداف داخل العمق الإسرائيليّ، مثل المطارات المدنيّة والعسكريّة، وقواعد الجيش، والصناعات النوويّة، ومنصات التنقيب واستخراج الغاز. ويوضح المراقبون أنّ تصعيد “حزب الله” مرتبط بدخوله الحرب مباشرة مع إسرائيل، والآن، هو فقط يردّ عليها وفق ما يُسمّى بـ”قواعد الإشتباك”، أيّ أنّ “المقاومة” ليست في حربٍ بعد مع العدوّ، والمعارك لا تزال مضبوطة في جنوب لبنان، وقائمة على القصف المتبادل بين عناصر “الحزب” والجيش الإسرائيليّ.
ولكن، يتخوّف المراقبون من أمرٍ خطير قد يُدخل لبنان فجأة في الحرب مع إسرائيل، وهو ،على سبيل المثال، استهداف تجمع سكنيّ داخل فلسطين المحتلة، وسقوط العديد من القتلى والجرحى، ما سيُجبر العدوّ، طوعاً عنه، على توسيع رقعة الحرب، لتطال كافة الأراضي اللبنانيّة، تماماً كما جرى خلال عمليّة “طوفان الأقصى”. ويُشير المراقبون إلى أنّ “حزب الله” يُحدّد المواقع الإسرائيليّة التي يُريد ضربها، غير أنّ المشكلة تكمن في بقية المشاركين في المعارك، مثل “حماس” في لبنان، و”الجهاد الإسلامي” والجماعة الإسلاميّة، وبعض الأحزاب اليساريّة الأخرى، والفصائل الفلسطينيّة خصوصاً، التي تُطلق الصواريخ باتّجاه المستوطنات، وقد تُصيب أيّ هدف، الأمر الذي سيُفجّر المنطقة الحدوديّة الجنوبيّة.
إلى ذلك، فإنّ عدم تنسيق هذه التنظيمات لعملياتها مع “حزب الله”، سيكون له تداعيات سلبيّة، إذ يعتبر المراقبون أنّ الهجمات التي يشنّها هؤلاء غير مدروسة، والصواريخ قد تُصيب أيّ شيء، أو قد تسقط في مناطق مفتوحة، أو قد تعترضها إسرائيل. ويُضيف المراقبون أنّ البعض في الداخل اللبناني سارع إلى حثّ هؤلاء على التنسيق مع “المقاومة”، وعدم الخروج عن قراراتها، لعدم جرّ البلاد إلى الصراع بالقوّة، وانتظار ما ستؤول إليه المحادثات الدبلوماسيّة بين إسرائيل و”حماس”، التي تقودها بلدان عربيّة مثل قطر، وأخرى غربيّة.
من هنا، يُبدي أكثر من طرفٍ لبنانيّ خشيته من إستمرار المعارك في الجنوب، فهناك أيضاً ترقّب للقصف الإسرائيليّ، الذي بدأ يطال المنازل السكنيّة، وسبق وأنّ أصاب تجمّعاً صحافيّاً، ما تسبّب في استشهاد المصّور عصام خليفة، وإصابة 5 آخرين. ويقول المراقبون إنّ الردّ الإسرائيليّ سيُصبح أعنف يوماً بعد يوم، والخوف من أنّ يقوم العدوّ بمجزرة جديدة داخل لبنان، الأمر الذي سيدفع “حزب الله” إلى ردّ عنيف، وستدخل البلاد حكماً في الحرب.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook