الوكالة الوطنية للإعلام – الأخبار: هدف محور المقاومة وقف الحرب وضمان انتصار حماس | نصر الله للأميركيين: أعددنا العدّة لأساطيلكم
وطنية – كتبت “الأخبار” تقول: رأى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أنه لن «تكون هناك معركة كاملة الشرعية من الناحية الإنسانية والأخلاقية والدينية كمعركة قتال الصهاينة»، وأن «هذه المعركة هي من أوضح وأبين مصاديق القتال في سبيل الله».
وفي كلمته خلال الاحتفال التكريمي الذي نظّمه حزب الله لشهداء الحزب وكتائب القسام وسرايا القدس والمدنيين الذين سقطوا في جنوب لبنان، قال إن «المعركة هي معركة الصمود والصبر والتحمّل وتراكم الإنجازات ومنع العدو من تحقيق أهدافه، ونحن جميعاً يجب أن نعمل لوقف العدوان على غزة وأن تنتصر المقاومة فيها». وتناول نصر الله معاناة الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 75 عاماً، قائلاً إن «أوضاع السنوات الأخيرة كانت قاسية جداً، وخصوصاً مع هذه الحكومة الحمقاء والغبيّة والمتوحشة والمتطرفة التي عمدت الى التشديد على الأسرى ما جعل الوضع الإنساني سيئاً جداً».
ولفت إلى أن «عملية طوفان الأقصى العظيمة والمباركة كان قرارها وتنفيذها فلسطينياً مئة بالمئة، وأخفاها أصحابها عن الجميع حتى عن فصائل المقاومة في غزة، وأن سرّيّة العملية المطلقة هي التي ضمنت نجاحها الباهر من خلال عامل المفاجأة». وأكد أن «هذا الإخفاء لم يزعج أحداً في فصائل المقاومة على الإطلاق، بل أثنينا عليه جميعاً وليس له أي تأثير سلبي على أي قرار يتخذه فريق أو حركة مقاومة في محور المقاومة»، كما أن «هذا الأداء من الإخوة في حماس ثبّت الهوية الحقيقية للمعركة والأهداف وقطع الطريق على الأعداء لأن يزيّفوا، وخصوصاً عندما يتحدثون عن علاقات فصائل المقاومة الإقليمية». ورأى أن «عدم علم أحد بمعركة طوفان الأقصى يثبت أن هذه المعركة فلسطينية بالكامل من أجل شعب فلسطين»، مشدداً على أن «ما حصل في طوفان الأقصى يؤكد أن إيران لا تمارس أي وصاية على الإطلاق على فصائل المقاومة».
ولفت إلى أن «العمل الكبير والعظيم في طوفان الأقصى أدى إلى حدوث زلزال على مستوى الكيان الصهيوني، أمني وسياسي ونفسي ومعنوي، وكانت له تداعيات وجودية واستراتيجية وستترك آثارها على حاضر هذا الكيان ومستقبله. ومهما فعلت حكومة العدو فلن تستطيع أن تغيّر من آثار طوفان الأقصى الاستراتيجية على هذا الكيان»، وأضاف إن «العملية كشفت عن الوهن والضعف في الكيان، وإنه بحقّ أوهن من بيت العنكبوت».
وشدد على أن «هذه النتائج يجب أن تُشرح وتُبيّن لنعرف أن التضحيات القائمة الآن في غزة والضفة وفي كل مكان هي تضحيات مستحقة، وأن هذه النتائج أسست لمرحلة تاريخية جديدة لمصير دول المنطقة ولم يكن هناك خيار آخر، لذلك كان الخيار صائباً وحكيماً ومطلوباً وفي وقته الصحيح ويستحق كل هذه التضحيات».
ورأى نصر الله أن «ما يجري اليوم جرى في السابق في لبنان عام 2006 وفي حروب متكررة في غزة مع فارق كمّي ونوعي، وأن من أهم الأخطاء التي ارتكبها الإسرائيليون ولا يزالون هو طرح أهداف عالية لا يمكنهم أن يحققوها أو يصلوا إليها». ولفت إلى أن «حكومات العدو لا تستفيد من تجاربها على الإطلاق، وخصوصاً في حروبه مع المقاومة في فلسطين ولبنان»، مؤكداً أن «العدو لن يتمكن على الإطلاق من تحرير أسراه بدون عمليات تبادل».
وأضاف نصر الله: «عام 2006 وضعوا هدفاً يتمثل في سحق المقاومة في لبنان واستعادة الأسيرَين من دون تفاوض وتبادل، ولمدة 33 يوماً لم يحققوا أهدافهم، واليوم في غزة الوضع نفسه، لكن مع حجم أكبر من الجرائم والمجازر»، مشيراً إلى أن «يقوم به الإسرائيلي هو قتل الناس في غزة وتدمير الأحياء»، قائلاً «كلنا شاهدنا بأمّ العين بطولات المقاومين في غزة، فعندما يتقدم المقاوم ويضع العبوة على سطح الدبابة، فكيف سيتعامل العدو الإسرائيلي مع مقاتلين من هذا النوع»؟
عملية «طوفان الأقصى» فلسطينية مئة بالمئة، وإخفاؤها عن الجميع كان ضرورياً لنجاحها وهي أحدثت زلزالاً لإسرائيل
وأضاف نصر الله إن «أميركا هي المسؤولة بالكامل عن الحرب الدائرة في غزة، فأميركا هي التي تمنع وقف العدوان على غزة وترفض أي قرار لوقف إطلاق النار، والأميركي هو الذي يدير الحرب، لذلك أتى قرار المقاومة الإسلامية في العراق بمهاجمة قواعد الاحتلال الأميركية في العراق وسوريا، وهو قرار حكيم وشجاع».
وتوجّه نصر الله إلى الأميركيين، بالقول: «أساطيلكم في البحر المتوسط لا تُخيفنا ولن تخيفنا في يوم من الأيام، وأقول لكم إن أساطيلكم التي تُهدّدون بها، لقد أعددنا لها عُدّتها أيضاً. فالذين هزموكم في بداية الثمانينيات في لبنان لا يزالون على قيد الحياة، ومعهم اليوم أولادهم وأحفادهم».
وأكد أن «ما بعد عملية طوفان الأقصى ليس كما قبلها، وهذا ما يحتم على الجميع تحمل المسؤولية، مشيراً إلى أن «هناك هدفين يجب العمل عليهما: وقف العدوان على غزة أولاً، والهدف الثاني أن تنتصر حماس في غزة. فانتصار غزة يعني انتصار الشعب الفلسطيني، وانتصار الأسرى في فلسطين وكل فلسطين والقدس وكنيسة القيامة وشعوب المنطقة وخصوصاً دول الجوار»، كما أن «انتصار غزة هو مصلحة وطنية مصرية وأردنية وسورية، وأولًا وقبل كل الدول هو مصلحة وطنية لبنانية».
وأشار نصر الله إلى أن «المقاومة في لبنان دخلت معركة طوفان الأقصى منذ 8 تشرين الأول، وما يجري على الجبهة الجنوبية مهم ومؤثر جداً وهو غير مسبوق في تاريخ الكيان، ولن يتم الاكتفاء بما يجري على جبهتنا على كل حال». ولفت إلى أن «الجبهة اللبنانية خففت جزءاً كبيراً من القوات التي كانت ستسخّر للهجوم على غزة وأخذتها باتجاهنا، ولو كان موقفنا التضامن سياسياً والتظاهر لكان الإسرائيلي مرتاحاً عند الحدود الشمالية وكانت قواته ستذهب إلى غزة».
وتابع أن «جبهة لبنان استطاعت أن تجلب ثلث الجيش الإسرائيلي إلى الحدود مع لبنان، وأن جزءاً مهماً من القوات الصهيونية التي ذهبت إلى الجبهة الشمالية هي قوات نخبة، ونصف القدرات البحرية الإسرائيلية موجودة في البحر المتوسط مقابلنا ومقابل حيفا، وربع القوات الجوية مسخّرة باتجاه لبنان، وما يقارب نصف الدفاع الصاروخي موجّه باتجاه جبهة لبنان، ونزوح عشرات الآلاف من سكان المستعمرات، وهذه العمليات على الحدود أوجدت حالة من القلق والتوتر والذعر لدى قيادة العدو وأيضاً لدى الأميركيين». وأكد أن «العدو يقلق من إمكانية أن تذهب هذه الجبهة إلى تصعيد إضافي أو أن تتدحرج إلى حرب واسعة، وهذا احتمال واقعي ويمكن أن يحصل، وعلى العدو أن يحسب له الحساب»، مضيفاً «بكل شفافية وغموض بنّاء، إنّ كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة وإنّ كل الخيارات مطروحة ويُمكن أن نذهب إليها في أي وقت من الأوقات، ويجب أن نكون جميعاً جاهزين لكل الفرضيات المُقبلة».
الضاحية لغزة: حربك حربنا
وكانت جماهير المقاومة حبست أنفاسها منذ الإعلان قبل أيام عن موعد كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أمس. كثرة التحليلات والتكهنات لم تمنع أهل الضاحية من إفراغ الشوارع بشكل شبه تام والانتقال باكراً نحو «باحة عاشوراء». الساحة امتلأت باكراً قبل موعد الكلمة بساعات، وتظلّل الحضور بالأعلام للاحتماء من حرّ الشمس التي «لا يعدّ لهيبها شيئاً أمام ما يقع على غزة من أهوال». أما من لم يصل إلى الساحة، فقصد المقاهي الكثيرة في الشوارع المحيطة للاستماع إلى الخطاب. الإجراءات الأمنية التي ترافق احتفالات الحزب هي نفسها، من تفتيش وتوجيه لآلاف الزاحفين الى الساحة بأعلام فلسطين، فـ«المعركة معركتنا، ولن نترك فلسطين.
نحن والفلسطينيون معاناتنا واحدة، وعمليات المقاومة في غزة تذكّرنا بمشاهد تدمير الدبابات في وادي الحجير عام 2006»، يقول أحدهم. مشاعر مختلطة تخيم على الحاضرين. مزيج من قلق من القادم، والحزن على معاناة أهالي غزة، والفرح بإطلالة انتظروها بفارغ الصبر منذ السابع من الشهر الماضي، لأن «وحده السيد من يجعلنا نطمئن، فلا تعود تعني شيئاً الحشود العسكرية وحاملات الطائرات والتهديدات». «لن تعود النيوجيرسي»، قالها بثقة «الختيار»، بحسب ما عرّف عن نفسه مع دخول خطاب السيد نصر الله ربع الساعة الأخير، وإطلاقه تهديداً ضد البوارج الأميركية في البحر المتوسط. «الختيار»، يذكر تماماً أصوات مدافعها التي دكّت بيروت عام 83. ولكن، «تغيّر الزمن كثيراً، لن يقتربوا من شواطئنا وسيبقون في الأفق»،
«المعركة في غزة معركتنا». هذا ما أجمع عليه عدد من الحاضرين، و«النصر فيها محتوم، ولا نقاش فيه، وإلا فتكون مقدمةً لتصفية المقاومة في لبنان». ومع نهاية خطاب الأمين العام لحزب الله حسمت الضاحية نصرها في الحرب النفسية، فـ«مصيرنا المواجهة من دون شك، وننتظر الحرب ولا نخشاها»، و«الشهداء الـ 57 هم الطليعة فقط».
مصدر الخبر
للمزيد Facebook