الوكالة الوطنية للإعلام – الجمهورية: بايدن لتمويل النازحين من غزة .. ونصرالله يُجدِّد الثوابت اليوم
وطنية – كتبت صحيفة “الجمهورية”: عشيّة خطاب الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله عصر اليوم وما سيتضمنه من مواقف سيُبنى عليها لاستكشاف ما يمكن ان تؤول إليه حرب غزة والمواجهات الجارية على حدود لبنان الجنوبية بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي، لاحَت في الافق مواقف دولية خصوصاً للدول الداعمة لإسرائيل في حربها التدميرية على غزة تدعو الى هدنة واقامة ممرات لإدخال المساعدات الانسانية اليها، من مثل ما ذهبَ اليه وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن لدى صعوده الى الطائرة متوجهاً الى اسرائيل اليوم.
وقالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” ان هذه المواقف الدولية الداعية الى هدنة انسانية والمحذرة من توسّع نطاق الحرب، يهدف اصحابها منها الى رمي “طوق نجاة” لإسرائيل نتيجة فشل محاولاتها المتكررة لاجتياح غزة براً حيث انها تتكبد خسائر فادحة نتيجة تصدي المقاومين الفلسطينيين لها وإيقاعهم قتلى وجرحى في صفوف جنودها فضلاً عن تدمير دبابات وآليات، على ان تؤول هذه الهدنة المرجوة الى وقف لإطلاق نار قريباً يمهّد لتبادل الاسرى والبحث في حل سياسي للقضية الفلسطينية.
واشارت هذه المصادر الى ان الهجمات المكثفة التي شنتها المقاومة في الجنوب امس بمسيّرات انتحارية على مواقع قوات الاحتلال الاسرائيلي في مزارع شبعا فضلاً عن مهاجمتها 19 موقعاً اسرائيلياً، شكلت عشيّة خطاب السيد نصرالله “رسل القوم اليكم”، بحسب قول المصادر، التي اكدت ان هذه الهجمات تندرج في مناخ هذا الخطاب ومضمونه الذي سيكون جزءا اساسيا من الضغط لوقف العدوان الاسرائيلي والمجازر التي يرتكبها بحق الفلسطينيين في غزة.
واكدت المصادر “ان مجرد حصول وقف لإطلاق النار سيشكل إيذاناً بانتصار حركة حماس واخواتها وفشل مشروع اسرائيلي غربي كبير كان يحضّر له للاجهاز على القضية الفلسطينية عبر تدمير غزة وتهجير اهلها، مقدمة لمشروع آخر يهدف الى الاجهاز على المقاومة في لبنان وعلى “حزب الله” تحديداً”.
بايدن
وكان البيت الابيض قد نشر على موقعه الالكتروني وثيقة نشرتها بعض مواقع التواصل الاجتماعي، وهي عبارة عن رسالة بعث بها الرئيس الاميركي جو بايدن الى الكونغرس الاميركي في 20 تشرين الاول الماضي، اي اثناء العدوان الاسرائيلي على غزة والمستمر منذ السابع من الشهر نفسه، يطلب فيها تمويلاً اضافياً لأجل اوكرانيا واسرائيل تحت عنوان “الهجرة ومساعدة اللاجئين” وذلك بقيمة 3,495,000,000 دولار. والسبّب كما حددت الوثيقة، “التعامل مع احتياجات انسانية ولمساعدة اللاجئين من اوكرانيا، ولمساعدة لاجئين بسبب الوضع الحالي في اسرائيل والمناطق المتأثرة بالوضع في اسرائيل”.
وفي الجزء المتعلق منها بفلسطين المحتلة تقول الوثيقة: “التمويل سوف يوفر مساعدات انسانية تحفظ الحياة في اسرائيل وفي مناطق متأثرة بالوضع فيها، وهذه الموارد المالية سوف تدعم النازحين والاشخاص المتأثرين بالنزاع، أي أنها ستدعم اللاجئين الفلسطييون في غزة والضفة الغربية، وستتعامل مع احتمالات نزوح الغزيين الى دول مجاورة”.
وتخلص الوثيقة الى القول: “هذه الازمة من المرجح ان تقود الى نزوح عبر الحدود وان تقود الى احتياجات انسانية اقليمية، وبالتالي فإن التمويل المطلوب قد يتم استخدامه لبرامج خارج غزة”.
“خطوات ملموسة”
وكان بلينكن قد اكد امس أنه سيطلب من إسرائيل “خطوات ملموسة” لتقليل الأذى اللاحق بالمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة. وقال للصحافيين في قاعدة أندروز الجوية قبل توجّهه إلى الشرق الأوسط: “سنتحدث عن خطوات ملموسة يمكن وينبغي اتخاذها لتقليل الأذى الذي يلحق بالرجال والنساء والأطفال في غزة” مؤكداً “هذا أمر تلتزم به الولايات المتحدة”.
وكرر بلينكن أن بلاده تؤمن بأن إسرائيل “لها الحق بالدفاع عن نفسها” بعد هجوم حركة “حماس”.
لكن، تماشياً مع تحول خفيف في لهجة الرئيس جو بايدن، قال بلينكن إنه “يشعر بالحزن إزاء مقتل فلسطينيين، وهو أمر يثير غضب كثيرين في العالم العربي”. وقال: “عندما أرى طفلا فلسطينيا – صبيا أم فتاة – ينتشل من تحت أنقاض مبنى منهار، فهذا يؤلمني مثلما أشعر عند رؤية طفل في إسرائيل أو أي مكان آخر”.
واشنطن تنتظر نصرالله
وعشيّة خطاب السيد نصرالله عصر اليوم وما يمكن ان يطلق خلاله من مواقف تتصل بمستقبل الاوضاع السائدة في غزة وجنوب لبنان، اعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أنّ “الضباط الأميركيين الذين قدموا المشورة لإسرائيل عادوا إلى الولايات المتحدة”، لافتاً الى “أننا “سننتظر ما سيقوله الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله غدا (اليوم) ورسالتنا له ولأي جانب آخر بأن عليه أن لا يوسّع النزاع”.
وفي هذا السياق قال رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره انّ قرار التصعيد على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة عند الإسرائيلي، لا في لبنان، فما تقوم به المقاومة على الحدود يأتي في سياق طبيعي لوجود أراض لبنانية محتلة، يتم استهداف العدو فيها، حتى وإن كان الأمر مرتبطاً بعملية طوفان الأقصى، والحرب على غزة”. واكد “أن كل العمليات تأتي ضمن قواعد الاشتباك، وفي حال أراد الاسرائيلي توسيع العملية فنحن جاهزون لذلك”. واعتبر بري “أن ما يحاول الاسرائيلي القيام به خطير جداً، ومشروعه، الذي يحمله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قديم يهدف اليوم الى تحقيق التغيير في الشرق الأوسط. لذلك فالمعركة في غزة أساسية وحساسة، اما على الجبهة الجنوبية فالأمور عندهم؛ والتدهور أمر وارد في هذه المرحلة”.
في غضون ذلك أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع، في حديث منلفز مساء امس، أنّ “الحرب لا يجب أن تصل إلى لبنان لأنّها ستقضي على البلد، ولن تفيد القضية الفلسطينية التي لطالما تاجروا بها، ويجب القيام بكلّ ما أمكَن لمنعها من الوصول”. وأشار الى أنّ “قرار الحرب والسلم مخطوف من قبل “حزب الله” وإيران، ولكن هذا القرار بحسب الدستور اللبناني يجب أن يكون بيد الحكومة اللبنانية، ولذلك على حكومة تصريف الأعمال التي تمثّل الشعب، أقلّه اتخاذ الترتيبات اللازمة لإخراج لبنان الرّسمي من كلّ المعمعة الحاصلة، والمطالبة بتطبيق القرار 1701 كما يجب”. وشدّد على أنّ “القضية الفلسطينية شيء وكلّ المتاجرين بها شيء آخر”، متسائلًا: “ماذا فعل محور الممانعة للقضيّة الفلسطينيّة؟ ماذا فعلوا منذ 80 سنة حتّى الآن؟ القضيّة الفلسطينيّة “مش بالحكي”، وأرى أنّها تتمثّل بإعادة الحقوق للشعب الفلسطيني”.
وأعلن “أنّنا قلبًا وقالبًا مع القضيّة الفلسطينيّة، أي أنه يصح للشعب الفلسطينيّ دولة، وأن يعيش بكرامة وحماية وحرّيّة وسيادة”. واعتبر أنّ “القوّة لا تواجَه فقط بقوّة أخرى، إنّما بقوّة تأتي نتيجة”، متسائلًا: “بماذا استفاد الفلسطيني اليوم من الحرب سوى مواجهة الفقر والموت؟”. ورأى أنّ “ما حصل في 7 تشرين الأوّل بطولة كبيرة، ولكنّه انقلب بشكل غير مباشر لدعم الحكومة الإسرائيليّة والوقوف إلى جانبها، بعد أن كانت تواجه معارضة كبيرة من الدّاخل والخارج”، مشيرا إلى أن “لا أحد ضليع في القضية الفلسطينية أكثر من الرّئيس الفلطسيني الرّاحل ياسر عرفات، ولقد وصل إلى اقتناع بأنه يجب الذهاب في “الطّريق الآخر”.
وزير الجيوش
وفي إطار الهجمة العسكرية والديبلوماسية على المنطقة بعد عملية “طوفان الاقصى” وصل الى لبنان أمس وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو في إطار جولة استهلّها بزيارة تفقدية الى مقر الكتيبة الفرنسية في قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) المتمركزة في بلدة دير كيفا، والتي تقع في القطاع الوسط من جنوب لبنان.
وعن الوضع في لبنان لفتَ لوكورنو الى أنه “بغنى عن حرب مع اسرائيل، هذا أقل ما يمكن أن نقوله”. وهي التي تخوض نزاعاً مع حركة حماس الفلسطينية في غزة، محذّراً من خطر التصعيد في الإقليم. وأضاف: “ناهيك عن أن هذه الحرب يمكن أن يكون لها آثار تصعيدية كبيرة على المنطقة بأكملها”. واعتبر أنه في مواجهة التوترات الحالية، لا أحد لديه مصلحة في “توقّف” مهمة اليونيفيل، معتبراً أن الأخيرة تمثّل “الحل”. و”إذا كان من وقت نحتاج فيه إلى المراقبة والردع لتجنّب التصعيد، فهو الآن”.
وفي نهاية تصريحاته أعربَ عن أسفه لسماع “من هنا وهناك أن اليونيفيل يجب أن توقف دورياتها”، من دون أن يحدد الطرف الذي يقصده.
والتقى لوكورنو وزير الدفاع الوطني العميد موريس سليم الذي اكد “حرص لبنان على الاستقرار في المنطقة والالتزام بالقرارات الدولية”، مشدداً على أهمية قيام المجتمع الدولي ببذل أقصى الجهود لإيجاد حل سياسي للنزاع القائم على قاعدة القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وإرساء العدل وإحقاق الحق”. وقال: “إن اعتداءات إسرائيل على المدنيين في جنوب لبنان وتدمير المنازل واحراق الغابات والبساتين واستخدامها للأسلحة المحرّمة دولياً، هي اعتداءات تشكل انتهاكاً لكل ما تنصّ عليه القوانين والمواثيق الدولية”.
والتقى لوكورنو قائد الجيش العماد جوزف عون، على ان يلتقي في التاسعة صباح اليوم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ثم يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري.
الوضع الميداني
ميدانياً، أعلن “حزب الله” أنه قصف 19 موقعا إسرائيليا “في وقت واحد”، لتعلن إسرائيل الرد بقصف “واسع النطاق” في جنوب لبنان أوقعَ خمسة شهداء.
وسبق هذه الهجمات توتر كان على أشده مساء وعصرا، فيما أعلنت “كتائب عز الدين القسام” الذراع العسكرية لحركة “حماس” في لبنان، أنها أطلقت 12 صاروخا في اتجاه مستوطنة كريات شمونة “ردا على مجازر الاحتلال بحق أهلنا في غزة”. ما أدى إلى إصابة شخصين في هذه المستوطنة، بحسب خدمات الطوارئ الإسرائيلية.
من جانبه اعلن “حزب الله”، في بيان، ان “المقاومة الإسلامية هاجمت في وقتٍ واحد 19 موقعاً ونقطة عسكرية صهيونية بالصواريخ الموجهة والقذائف المدفعية والأسلحة المباشرة”.
وقال إن هذه الهجمات جاءت بالتزامن مع هجوم غير مسبوق على ثكنة إسرائيلية باستخدام “طائرتين مسيّرتين محملتين بكمية كبيرة من المتفجرات” في منطقة مزارع شبعا. فيما أعلن الجيش الإسرائيلي انه رَدّ بتنفيذ “ضربة واسعة النطاق” على أهداف عسكرية لـ”حزب الله”.
وفي وقت سابق امس، قال الحزب إنه أسقط طائرة إسرائيلية من دون طيار فوق الأراضي اللبنانية بصاروخ أرض جو، للمرة الثانية منذ الأحد.
وعثرَ الجيش اللبناني صباح امس على جثتي راعيين يبلغان من العمر 20 و22 عاماً قُتلا بنيران إسرائيلية، كان قد تم الإبلاغ عن اختفائهما امس الاول الأربعاء أثناء رَعيهما بالقرب من قرية الوزاني الحدودية.
=========
مصدر الخبر
للمزيد Facebook