آخر الأخبارأخبار محلية

إجراءات للجيش لمنع التفلُّت جنوباً.. ونصرالله يتّجه إلى التصعيد

بقي الوضع الميداني جنوبا محافظا على قدر عال من السخونة والتصعيد وعاود الجيش الإسرائيلي تهديداته بان “كل خلية يرسلها حزب الله إلى السياج الأمني أو تطلق الصواريخ ستتم تصفيتها”.

وكتبت” اللواء”: يمضي حزب الله في تكتيكه الحربي في الجنوب، لجهة استهداف المواقع المعادية، وإلحاق الخسائر بصفوفه، والحرص على عدم توسع الاشتباك باتجاه المدنيين، والحد من الخسائر البشرية.

وفي السياق كشفت مصادر قريبة من اليونيفل والجيش اللبناني، ان اجراءات يقوم بها الجيش لمنع التفلت جنوباً.

 

وقالت المصادر ان الوحدات العسكرية لا تألو جهداً في مسح مواقع اطلاق الصواريخ وتفكيكها، نظراً لمخاطر ذلك على اهالي الجنوب، الذين يصرون على عدم تفويت الزراعات الموسمية، وقطاف الزيتون وتسليم التبغ.

 

وأكدت أوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن المخاوف من استدراج لبنان إلى الحرب لا تزال على حالها ولذلك اطلقت قيادات سياسية وكتل نيابية نداءات بشأن هذه المخاوف، وإن اتصالات تولاها مقربون من حزب الله لمنع الانزلاق إلى هذه الحرب التي يشنها العدو الإسرائيلي،مشيرة إلى أن التوجه المرتقب للحزب يتظهّر من كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في حين أن أي تأجيل لها سيكون له مدلولاته.

وافادت معلومات «نداء الوطن»، ان الكلمة المرتقبة لنصرالله، ستتضمّن»موقفاً واضحاً من الحشود العسكرية الأميركية في شرق المتوسط، ومن التدخل العسكري المباشر في الحرب الدائرة في غزة، كما الدور العسكري الأميركي في ما يحصل على الحدود الجنوبية».كذلك سيوجّه نصرالله «رسائل متعددة الى الجانب الأميركي، ولن يكون موقفه تهدوياً، بل تصعيدياً، كما أنه سيتحدث باسم كل المحور وليس باسم «حزب الله» فقط.وتحضيراً لكلمة الأمين العام نشر موقع «العهد» الالكتروني التابع لـ»الحزب» شريطاً استعاد فيه مواقف سابقة لنصرالله تتماهى والظروف الراهنة. وجاء فيه: «اسرائيل هزمناها عام 2000 وهزمها أهل غزة مرات عدة، واسرائيل اللي هزمناها في الـ 2006، واسرائيل اللي هزمناها بالأمس، هي أوهى من بيت العنكبوت، ولن تكون غير ذلك… نحن لا نخاف الحرب ولا نخشاها ولا نتردد في مواجهتها وسنواجهها إذا فرضت علينا، وسننتصر فيها إن شاء الله».

ولفتت المصادر لـ«البناء» الى أن «مستجدّات أملت على السيد نصرالله الظهور على الإعلام لمخاطبة الرأي العام اللبناني ووضعه بآخر التطورات لا سيما بعد أن أصبح حزب الله شريكاً أساسياً في المعركة ويقاتل على جبهة طويلة وأساسية وهامة على طول الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة التي تتعدّى مساحتها المئة كلم»، مشيرة إلى أن «السيد نصرالله سيضع النقاط على الحروف وسيشرح ماذا يجري على جبهة الجنوب ووقائع ضربة 7 تشرين وأبعادها الاستراتيجية وتأثيرها على القضية الفلسطينية ومجريات الحرب في غزة، كما سيوجه رسائل الى الإسرائيليين والأميركيين والأنظمة العربية .وتوقع الخبراء أن يوسّع الحزب بعد خطاب السيد نصرالله «عملياته العسكرية ضد الاحتلال الاسرائيلي وقد تكون هناك مفاجآت على هذا الصعيد، ملاحظين أن الحزب خلال الأيام القليلة الماضية تجاوز حدود العمليات السابقة، لجهة المدى حيث وصلت صواريخ الحزب الى نهاريا 10 كلم عمق، ولجهة نوع السلاح حيث أطلق صواريخ جديدة وأسقط مسيرات اسرائيلية». ولوحِظ أمس تراجع عدد المسيرات أمس في الأجواء اللبنانية إلى حدٍ كبير.

 

وكتبت ميسم رزق في” الاخبار”: الفرنسيون بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة كانوا الأكثر قلقاً من ردّة فعلٍ من قبل حزب الله. وتصرّفوا بعِدائية، وهم ينقلون الرسائل التحذيرية. وكانت الذروة على لسان وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، التي أبلغت المسؤولين اللبنانيين «إن عليهم الحؤول دون انجرار لبنان إلى دوّامة لن يخرج منها سالماً». وتبيّن أن كولونا حملت رسالة إضافية تقول فيها إن «لبنان سيكون مستهدفاً من شماله الى جنوبه، أي أنّ الردّ الإسرائيلي على أيّ تدخل للحزب لن يستثني أيّ بقعة». وقال دبلوماسيون من فرنسا لأصدقائهم في لبنان إن «كولونا ذكرت في تقريرها الى الرئيس ماكرون أنها عادت من جولتها بصورة أكثر تشاؤماً، ونحن أمام حرب شاملة ولا حلول في الأفق. وفي حديثها عن لبنان، ذكرت أنها سمعت من الإسرائيليين أنهم سيضربون في كل مناطق لبنان من دون اسثتناء».

 

في السنوات الثلاث الماضية، كان الجميع يعلم بأن إدارة باريس للملف الرئاسي كانت نتيجة الانشغال الأميركي عن لبنان والإهمال السعودي له. وقد بالغت باريس بـحجم «التفويض» المعطى لها، وصارت تتعامل مع الجميع كأنها تملك نفوذاً خاصاً على القوى السياسية في لبنان، وضمناً حزب الله. لكن فات فرنسا أن الأمور الآن صارت في مكان آخر، وهي ليست في موقع من يوجّه النصيحة. حتى إن فريقها الديبلوماسي والأمني أصيب بالخيبة، جراء عدم حصوله على إشارة أو جواب عن مئات الأسئلة المكررة ذاتها عما ينوي حزب الله فعله، وما هي الخطوط الحمر التي ستدفعه الى الدخول الكامل في الحرب.

 

خسِرت باريس محاولاتها في أن تكون طرفاً استثنائياً، والإيحاء بأن في استطاعتها تحقيق خطوة نوعية في زمن «الحرب». لعل ذلك ما يفسّر التراجع الذي سجّلته قوى سياسية على تواصل مع المسؤولين الفرنسيين في كلامهم عن لبنان، وصارت الرسائل التي تصل أخيراً محصورة باستفسارات، وخاصة أن حزب الله أكد أنه غير معنيّ بتلقّي أيّ رسائل تهديد.وعليه، ارتسمت علامات الاستفهام حول موقع باريس في لبنان، وعما إذا كان حزب الله يراها «صديقة». والحزب يدرك كما الجميع أن السياسة الفرنسية تشهد تخبّطاً وارتجالية، الى الحدّ الذي يسمح للرئيس الفرنسي بالوقوف على منبر صهيوني والمطالبة بتشكيل تحالف دولي ضدّ «حماس» على صورة ذلك الذي أُنشئ ضدّ «داعش»، بشكل فاجأ الجميع وفي مقدّمهم الدوائر الديبلوماسية الفرنسية. ويرى الحزب كما الجميع أن ما يفعله ماكرون الآن يرتكز على أوهام عودة فرنسا الاستعمارية، تماماً كما فعل قبل سنوات من بيروت.

 

وكتب يوسف دياب في” الشرق الاوسط”:يوضح مصدر مقرّب من حركة «حماس»، أن «مشاركة (كتائب عز الدين القسام) بقصف مواقع إسرائيلية انطلاقاً من لبنان، يأتي لتوجيه رسالة للعدو لوقف العنف والإرهاب ضدّ المدنيين في غزّة، ولكبح جماح حكومة الاحتلال حتى لا تتمادى في مجازرها ضدّ الشعب الفلسطيني». ويؤكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «المقاومة الفلسطينية ستمارس حقّ الدفاع عن شعبها من كلّ الأمكنة، على أساس أن القضية الفلسطينية قضية واحدة، وهذا يطمئن الفلسطينيين في الداخل خصوصاً في قطاع غزّة، بأن جميع قوى المقاومة بما فيها (حزب الله) معهم في المواجهة».
ولا يستبعد المصدر أن «يتطوّر العمل العسكري انطلاقاً من لبنان، لكنّ ذلك يبقى مرتبطاً بتطوّر المعركة مع الإسرائيلي سواء في غزّة أو الضفة الغربية».

 

 

واكدت مصادر سياسية مسؤولة لـ»الجمهورية» استبعادها احتمال تطور الامور على الجبهة الجنوبية الى حدود حرب واسعة، وقالت: الحدود أصلاً في حالة حرب، والوقائع العسكرية التي تجري على الجانبين تبدو انها السقف الاعلى للمواجهات، ولا شيء اكثر من ذلك. والملاحظ في هذا السياق ان عمليات «حزب الله» دقيقة ومدروسة، وفي المقابل لا تبدو اسرائيل راغبة بحرب قاسية على الجبهة اللبنانية، ومستوياتها السياسية والعسكرية تعتبرها حرباً اصعب عليها أضعاف المرات من الحرب مع «حماس». اضافة الى ان كل الموفدين الغربيين الذين يزوروننا يبدأون حديثهم معنا بأن اسرائيل لا ترغب بالحرب مع لبنان.

 

ولفتت المصادر الى أن عمليات «حزب الله» ومنذ اليوم الأول لانطلاقها جاءت لتؤكد لإسرائيل جهوزيته الكاملة لمواجهة اي طارىء على الحدود، وليس من موقع المبادر الى فتح جبهة الجنوب، وقد تحمّلَ الكثير من سقوط عشرات الشهداء في صفوفه، وحافظَ على وتيرة العمليات التي بدأها من دون ان يطور الامور الى مواجهة اعنف واوسع، لسبب اكيد وهو تجنيب المدنيين اي ضرر سواء في البلدات القريبة من الحدود او في مناطق اخرى. ثم انّ مسار الامور في غزة لا يبدو انه يستدعي فتح جبهة جديدة، فكما نرى جميعا انه رغم ضراوة القصف الذي تلقيه إسرائيل على غزة لم تحقق شيئا سوى اغتيال الاطفال والنساء وهدم الابنية، بل انها تعجز عن القيام بالعملية البرية التي هددت بها. بما يُفاقم مأزقها مع حماس، وبما يعمّق اكثر ما يسود في الداخل الاسرائيلي من انقسامات ومشاحنات وارباكات جراء عملية طوفان الاقصى والعدد الهائل من القتلى الاسرائيليين وكذلك الاسرى لدى حماس. في النهاية تستطيع اسرائيل ان تقصف وتهدم بالطائرات، إنما على الارض لن تحقق شيئاً.

 

وبحسب معلومات «الجمهورية» انّ وفد «حماس» الذي جالَ على بعض الشخصيات السياسية في الايام الاخيرة، قدّم صورة عن الواقع في غزة، والمجازر الفظيعة التي ارتبكتها اسرائيل في القطاع. امّا من الناحية العسكرية، فجزم الوفد بأنّ كل عمليات القصف من البرّ والبحر والجوّ على القطاع لم تؤثر على جهوزية المقاومة الفلسطينية واستعداداتها ومعنوياتها وقدراتها. العدو يريد ان يقضي علينا، وينهي قضية الشعب الفلسطيني، لكن غزة عصيّة عليه، وقرار المقاومة ان تجعل غزة مقبرة للاسرائيليين، ولديها من المفاجآت ما يذهل العدو، وهو يعرف ذلك، ولذلك يحارب الابنية ويَستقوي على المدنيين ويُجزّر بالاطفال.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى