آخر الأخبارأخبار محلية

نصرالله الجمعة: غير المُقال المهم

كتب نقولا ناصيف في” الاخبار”: ليست قليلة الشأن او غير ذات معنى الطريقة التي وُجهت بها الدعوة الى الاستماع الى نصرالله الجمعة ولا مألوفة في حالات مشابهة: حُددت اربع مناطق هي الضاحية الجنوبية والنبطية ودير قانون النهر وبعلبك. بذلك يُستنفر المجتمع الشيعي برمته حيال ما سيدلي به الامين العام للحزب. لكن كذلك بازاء ما هو اهم من ذلك: الدفاع عن خيار المقاومة حيثما اختارت وكيفما اختارت.

لم يتردد الحزب في نعي شهدائه واحداً تلو آخر، يوماً بيوم، وأدار تشييعهم بمهابة لاضفاء معنى مختلفاً لم يُلحظ كذلك في حرب تموز 2006. لم يكتم ايضاً سقوطهم خشية تأثر مقاتليه ومجتمعه بخسائر ليست قليلة الاهمية في ثلاثة اسابيع فقط في حرب لا تُخاض ضد الحزب بالذات، بل يخوضها هو دفاعاً عن مقاومة اخرى ومحور عقائدي برمته. الاهم في مسارعته الى نعيهم تأكيده انه يدفع ثمن عدم فتح جبهة من المفترض ان الانتماء العقائدي والواجب الديني يدعوانه اليها على عجل بلا تردد.
تأكيد المؤكد في موقف حزب الله وهو عدم السماح بخسارة «محور المقاومة» بما تعنيه الحرب الحالية مع اسرائيل على انها توطئة لما قد يليها. منذ اليوم الاول للحرب رام، وهو مغزى إشغاله الجبهة الشمالية لاسرائيل، انهاء حرب غزة بطريقة مطابقة لحرب تموز: وقف النار يثبّت القوى والاحجام والمعادلات. يكرّس بقاء حماس وان ضعيفة على نحو مماثل لما خبره حزب الله بالذات في حرب تموز 2006. خرج منها منهكاً قبل ان يعيد بناء قوته الذاتية ويمسي مذذاك جزءاً لا يتجزأ من معادلة النزاعات الاقليمية، دونما اقتصاره على ثنائية صراعه مع الدولة العبرية.

اما ما لن يقوله نصرالله لكنه يدخل في صلب ظهوره الاعلامي، فأمران اثنان على الاقل: الاول عدم علمه المسبق بتوقيت هجوم حماس على غلاف غزة رغم الاتفاق والتفاهم معها على رد فعل ما حيال ما تتعرض اليه غزة من حصار واستهداف اسرائيليين. في نهاية المطاف لم يكن ما حدث في 7 تشرين الاول «مؤامرة» اعدها محور الممانعة، وهو اكثر المعنيين بتسليح حماس وتدريبها ومدها بالخبرات وتنظيم عقلها، لخوض حرب تحرير شاملة للاراضي المحتلة. في لحظة اشتعال الحرب، كأي حرب، تهبط المفاجآت والحسابات غير المدروسة تماماً والاخطاء الصغيرة والمفارقات والمصادفات ونزق النشوة.
اما الثاني فالتدرج المدروس لحزب الله في المواجهة مع اسرائيل بدءاً بمزارع شبعا في القطاع الاوسط، ثم تمددها الى القطاعين الاوسط والغربي وصولاً الى إشعال جانبي الخط الازرق وتسهيل ما كان يحظره قبلاً وهو اطلاق فصائل فلسطينية صواريخ الى الاراضي المحتلة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى