وسط سياق إقليمي ودولي متوتر.. تركيا تحيي مئوية الجمهورية وأردوغان يسعى لمنافسة أتاتورك
وسط سياق إقليمي ودولي موسوم بالعنف والحروب، تحتفل تركيا الأحد بمئوية جمهوريتها، في وقت يسعى فيه الرئيس رجب طيب أردوغان لترك بصمته على مسار البلاد، وتثبيت رؤيته السياسية والقيمية المناقضة تماما لتلك التي تبناها مؤسسها مصطفى كمال أتاتورك. وعشية هذه الذكرى التاريخية، انضم أردوغان السبت إلى تجمع ضخم نظمه حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه “دعما لفلسطين” في مطار أتاتورك القديم في إسطنبول، وصف خلاله إسرائيل بـ “المحتل” ودعا إلى “التضامن مع سكان غزة”.
نشرت في: 29/10/2023 – 13:42
4 دقائق
في ظل الحرب المتواصلة بين إسرائيل وحركة حماس بقطاع غزة، تستعد تركيا للاحتفاء الأحد بمئوية تأسيس الجمهورية. ويتضمن برنامج الاحتفالات الذي كشف عنه قبل أسبوع فقط من الذكرى، عرض ألعاب نارية وعرضا بحريا على البوسفور وطلعات مسيرات في سماء اسطنبول وإضاءة معالم تاريخية مثل مسجد آيا صوفيا وموقع إفسوس الإغريقي والتشكيلات الصخرية في كابادوكيا.
غير أن تحفظ الحكومة والحزب الإسلامي المحافظ الحاكم على الاحتفال بمرور قرن على قيام ن الجمهورية العلمانية لا يمنع الأتراك من رفع الأعلام الوطنية فوق سياراتهم وعلى واجهات المتاجر وأمام المباني العامة والخاصة.
وتختلط الأعلام الحمراء بصور مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك “أبي الأتراك” الذي سيكرّمه الرئيس رجب طيب أردوغان صباح الأحد بوضع إكليل من الزهر عند ضريحه في أنقرة.
وستجري عروض عسكرية أمام الجمعية الوطنية في العاصمة وفي إسطنبول، يليها عرض بحري على البوسفور. ويلقي أردوغان كلمة في الساعة 19,23، في توقيت يذكر بسنة تأسيس الجمهورية عام 1923، قبل عروض ألعاب نارية وطلعات مسيّرات.
وعشية هذه الذكرى التاريخية، انضم أردوغان السبت إلى تجمع ضخم نظمه حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه “دعما لفلسطين” في مطار أتاتورك القديم في إسطنبول.
وألقى خطابا ناريا أمام حشد بشري غفير قدره هو نفسه بمليون ونصف مليون شخص كانوا يلوّحون بأعلام تركية وفلسطينية، فندد بالغرب الذي اتهمه بأنه “المذنب الرئيسي في مجازر غزة” وبأنه يسعى لتوفير “جو جديد من الحملات الصليبية”.
وقال: “بكيتم على الأطفال في أوكرانيا، لمَ هذا الصمت إزاء الأطفال القتلى في غزة؟”، حاملا على إسرائيل بالقول “أنتم محتلون وغزاة”.
“إبادة جماعية”
وفي اليوم الثاني والعشرين من القصف الإسرائيلي المدمر على قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق لحركة حماس على الأراضي الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، قال أردوغان متوجها إلى الدولة العبرية “نعلن أمام العالم بأسره أنك مجرمة حرب”.
ولفت بيرم بالجي الباحث في معهد العلوم السياسية في باريس إلى أن شدة النبرة هذه تتعارض مع اكتفاء أردوغان بالدعوة إلى ضبط النفس في الأيام الأولى من الحرب، في وقت كانت تركيا عاودت للتو علاقاتها مع إسرائيل.
ورأى بالجي أن “حياده بات مستحيلا بسبب الموقف التقليدي لأنقرة ولحزبه حزب العدالة والتنمية المؤيد للقضية الفلسطينية” مذكرا بقرب الحزب الرئاسي من جماعة الإخوان المسلمين التي انبثقت عنها حركة حماس عند تأسيسها، وعلاقات تركيا التاريخية بالقدس التي ظلت على مدى أربعة قرون تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية.
كذلك اتهم أردوغان إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” بعد القصف على مستشفى الأهلي العربي في غزة الذي أوقع مئات القتلى ونسبه على غرار حكومة حماس في القطاع إلى الدولة العبرية، فيما نفت إسرائيل مسؤوليتها مؤكدة أن الضربة ناتجة عن صاروخ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي وحاد عن مساره.
وتساءل سولي أوزيل أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قادر هاس في إسطنبول “ألم يكن بإمكان (التجمع) الانتظار حتى الأسبوع المقبل؟ المئوية تحل مرة كل قرن”.
ورأى الأستاذ الجامعي في هذا التوقيت إرادة واضحة لدى الرئيس في صرف الأنظار قليلا عن تكريم مصطفى كمال أتاتورك الذي يعمل على تقويض إرثه العلماني شيئا فشيئا.
وأعلنت شبكة “تي آر تي” التلفزيونية العامة إلغاء كل برامجها الترفيهية المقررة بسبب الحرب في غزة.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook