آخر الأخبارأخبار محلية

من يحسم السباق بين طوفان الأقصى والسيوف الحديدية؟

كتب جورج شاهين في” الجمهورية”: قياساً على حجم الاصطفاف الدولي، فُرزت المواقف بين المحورين في مواجهة لا يُعرف مداها من اليوم، وما يمكن ان تقود اليه. فالدعم العسكري والديبلوماسي والمادي لإسرائيل الذي تجاوز ما يمكن تصوره، لم يقابله المحور الآخر الداعم للجانب الفلسطيني بما يمكن ان يحافظ على الحدّ الأدنى من موازين القوى في المواجهة الدائرة في غزة وغلافها والضفة الغربية، امتداداً الى المناطق الحدودية مع الدول المجاورة لإسرائيل، باستثناء تلك التي تحكم اتفاقيات السلام كل أشكال العلاقة في ما بينها.

على هذه الخلفيات، تستبعد المراجع الديبلوماسية إمكان التوصل الى اي خطوة ديبلوماسية تضع حداً للآلة العسكرية لألف سبب وسبب. فأي حل لمثل النزاع الناشئ منذ ثلاثة أسابيع لا يمكن ان يبدأ سوى بوقف لإطلاق النار بمعزل عن مسلسل الشروط المتلازمة له، وهو أمر مستحيل بعد سقوط سلسلة المبادرات التي اتُخذت على اكثر من مستوى. وان طُلب إحصاؤها فهي يمكن ان تبدأ بمبادرة النقاط العشر التي بقيت طي الكتمان بعد إلغاء الزيارة التي كانت مقرّرة للرئيس الاميركي إلى الاردن للمشاركة في قمّة رباعية كانت ستجمعه مع العاهل الأردني والرئيس المصري والفلسطيني، وصولاً الى «قمّة القاهرة للسلام» التي جمعت ممثلين عن 31 دولة عربية وغربية وإفريقية، والتي سعى الداعي اليها الى ترتيب وقف للنار يمهّد للبحث في عدد من الأفكار المتداولة، والتي أسقطتها عبارات معدودة للرئيس الاميركي جو بايدن ترجمها بقوله: «انّ أي وقف للنار يخدم «حماس» في هذه المرحلة».
ولا بدّ من الإشارة الى أنّ مجريات المعركة توحي – بما لا يرقى اليه شك – الى فقدان الوسيط الدولي الذي يمكنه ان يقود طرفي النزاع بوجهيه المحدود في غزة بين اسرائيل و«حماس»، والدولي الأوسع بين المحورين الدوليين، الى محطة تقع في منتصف الطريق توصلاً الى وقف للنار تمهيداً للبحث في ما تليه من خطوات. وما يزيد في الطين بلّة أن ليس لدى طرفي النزاع أي مشروع قابل للتحقيق. فما وضعته اسرائيل من أهداف لعملية «السلاسل الحديدية» لجهة تدمير «حماس» دونه عقبات، فيما يبدو انّ الهدف من «طوفان الأقصى» صعباً جداً بالنظر إلى سوريالته في الوقت الراهن، لمجرد الدعوة إلى «إقامة الدولة الفلسطينية» وعاصمتها «القدس» وتصفير السجون الاسرائيلية من المعتقلين. ولذلك فإنّ السباق ما زال قائماً بين المشروعين بلا أفق والى أجل غير محدّد، ما لم تطرأ مفاجآت تبدو مستبعدة إن لم تكن مستحيلة في المدى المنظور.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى