المعركة طويلة.. القوى السياسية تتأقلم مع الوضع الجديد
لذلك فإن تدخل “حزب الله” الشامل في الحرب، ان كان مرتبطا بلحظة إنشغال اسرائيل وغرقها في وحول غزة البرية، او بضعف وتراجع قدرات حركة حماس، لن يكون قريباً بل بإنتظار التطورات العملية في الحرب الاسرائيلية، وحتى ذلك الحين سيظل الحزب يقوم بعمليات عسكرية يومية ضد الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان مع ما تتضمنه مثل هذه المعارك من مخاطر قد تؤدي الى حصول خطأ في الحسابات وتدحرج سريع الى الحرب الكبرى.
أمام هذا المشهد، بدأت الحياة السياسية في لبنان تستعيد جزءا من حراكها، اذ ومع إلتفاف جميع القوى والاحزاب حول الحكومة الحالية، بات العمل والنقاش والتواصل مرتبطا بالتطورات الميدانية وكيفية التعايش معها والذهاب الى إتمام الاستحقاقات الدستورية لتمتين الجبهة الداخلية، كما سوّق رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل خلال جولته على القوى السياسية في اليومين الماضيين.
أكثر الناشطين سياسيا هو النائب السابق وليد جنبلاط الذي بات يتعامل مع المشهد اللبناني بواقعية كبيرة، ويتابع يوميا استعدادات حزبه للمرحلة الصعبة في حال تطورت الامور الى حرب شاملة، من خلال خلايا عمل شاملة تهتم بكل التفاصيل التي من الممكن أن تكون حاجة للمهجرين خلال الحرب، ويواكب جنبلاط هذا التوجه بلقاءات سياسية واطلالات اعلامية لقيادات اشتراكية بهدف تحضير وتمهيد الارضية الشعبية لاي تطور.
كما أن رئيس “التيار الوطني الحر”النائب جبران باسيل يقوم بخطوات مشابهة لخطوات جنبلاط، اذ بدأ جولاته السياسية بلقاءات شملت كل خصومه، من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وصولا الى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وهذا يوحي بأن باسيل يرغب بأن يكون جزءاً من الجبهة السياسية التي تواكب التطورات وتستعد لها، خصوصا انه يريد استغلال اللحظة لترميم علاقته بـ”حزب الله”.
تحاول القوى السياسية التعايش مع الحدث، على اعتبار انه قد يطول لاشهر عديدة، كما انه سيحدث تغييرات لم تحدثها الحروب السابقة، لذلك لا بد من قيام الاحزاب والقوى بإعادة تموضع سياسية للحصول على هوامش مناورة اوسع من السابق، والا ستبقى خارج سياق الأحداث المتسارعة. لذا، ستتحول الحياة السياسية في لبنان الى شكلها الجديد، حيث ستكون أشبه بحالة طوارئ عامة وان عادت اليها عناوين تفصيلية مثل رئاسة الجمهورية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook