الوكالة الوطنية للإعلام – النهار: ليف تزور لبنان ورصد ديبلوماسي لترابط الجبهتين
وطنية – كتبت صحيفة “النهار”: اختلطت الاهتمامات والمتابعات الرسمية والسياسية بين الواقع الميداني عند الحدود الجنوبية مع إسرائيل وعودة اثارة ملفات داخلية في مقدمها ملف ملء الشغور المحتمل في قيادة الجيش في مطلع كانون الثاني المقبل وهو الملف الذي تداخلت فيه كل عوامل التناقضات السياسية نظرا الى ارتباطه الوثيق بمعركة رئاسة الجمهورية. ومع ان أي جديد بارز لم يطرأ على المشهد الميداني جنوبا كما على المشهد السياسي داخليا، فان اوساطا ديبلوماسية معنية بمتابعة المعطيات التي يجري تداولها في شأن الوضع الناشئ على الحدود الجنوبية مع إسرائيل لفتت الى ان الأسبوع المقبل قد يحمل دلالات مهمة وبارزة لجهة تبين تطور مسار المواجهات التي تشهدها الحدود الجنوبية على امتداد الخط الأزرق بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي ومدى تأثرها المباشر بحركة ديبلوماسية غير مسبوقة تضغط بكل الاتجاهات لمنع انفجار حرب واسعة على هذه الجبهة. وإذ بدت الأوساط نفسها شديدة الحذر في ايراد أي توقعات مسبقة غير مضمونة الصدقية نظرا الى استمرار الخطورة الميدانية في مستويات عالية جدا، فان ذلك لم يحجب ملاحظتها بان التاخير المتعمد الثابت في الاجتياح الإسرائيلي البري لغزة يبدو عاملا مهما لتبريد ولو نسبي في المواجهات الجارية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية ولو انه لا يركن لموجات التبريد والتسخين التي غالبا ما ترتبط بعوامل ميدانية. ومع ذلك تتحدث هذه الأوساط عن جلاء متوقع للغبار الميداني والديبلوماسي الكثيف المتعلق بمسار حرب غزة الأسبوع المقبل سينعكس حتما على تصويب الرؤية للمواجهات على الجبهة الجنوبية التي قد تشهد انحسارا مماثلا لما حصل امس.
في أي حال فان الحركة الديبلوماسية الساخنة المتصلة بالوضع في غزة ولبنان تبدو الى تصاعد. وفي معلومات لـ”النهار” في هذا السياق ان مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربارا ليف ستزور بيروت في الأسبوع المقبل وقد ادرج على جدول لقاءاتها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون. وعلم ان ليف ستركز على ضرورة عدم دخول لبنان في حرب مع إسرائيل مع التشديد على التزام لبنان تطبيق القرار 1701 . وتاتي زيارة ليف للبنان ضمن جولة إقليمية تشمل الامارات العربية المتحدة والأردن ومصر وإسرائيل .
الوضع جنوباً
وامس ساد هدؤ حذر الحدود الجنوبية بعد ليلٍ هادئ نسبياً لم تشهد فيه القرى والبلدات الحدودية تطورات أمنية لافتة. وحلّق الطيران الاستطلاعي والحربي الإسرائيلي لأكثر من مرة واشتعلت الحرائق في محيط عيتا الشعب بفعل القصف الاسرائيلي بالقذائف الفوسفورية وهدد المنازل. واستهدفت مدفعية الجيش الاسرائيلي خراج بلدة بليدا محلة غاصونا بقذيقتين عيار 155 ملم بهدف إرهاب المزارعين الذي يقطفون الزيتون بالقرب من الشريط الحدودي. وبعد الظهر، شنت مسيرة للجيش الاسرائيلي غارة على أطراف بلدة عيتا الشعب من دون التسبب بخسائر بشرية.
ومساء استهدف الجيش الاسرائيلي برج مراقبة للجيش اللبناني في رأس الناقورة بقذيفة مباشرة ما أدى إلى تدميره بالكامل .
بري وميقاتي
اما في المشهد الداخلي وغداة بروز الخلاف حول ملف التعيينات في الشواغر العسكرية، وضع هذا الملف في غرفة العناية المركزة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اللذين اجتمعا امس في عين التينة وتداولا وفق المعلومات التي وزعت عن اللقاء “كل العناوين والقضايا والمستجدات ومن بينها موضوع المؤسسة العسكرية التي كل أنظار اللبنانيين تتجه نحوها لجهة تعزيزها والحفاظ عليها بإعتبارها المؤسسة الوطنية الجامعة والحاضنة لتطلعات اللبنانيين في أمنهم وحفظ سيادة وطنهم. وأكدا أن موضوع المؤسسة العسكرية يجب مقاربته بهدوء وروية ويمكن الوصول الى النتائج المرجوة”.
وشكل موضوع تمسك لبنان بقوة “اليونيفيل” محور لقاء بين ميقاتي وسفيرة إيطاليا نيكوليتا بومباردييري التي أكدت “أن ايطاليا تدعم الجهود التي تقوم بها الحكومة اللبنانية للحفاظ على الامن في جنوب لبنان”. وحيّت زيارة رئيس الحكومة الى الجنوب ولا سيما الى قيادة اليونيفيل، “لكونها تشكل رسالة دعم قوية لقوات الامم المتحدة”. وشددت على”أن ايطاليا حريصة على حماية قوات اليونيفيل وقيامها بالمهام المطلوبة منها”.
القوى المسيحية
وسط هذه الأجواء تصاعد “الرصد” السياسي الداخلي على مواقف القوى المسيحية سواء في ما يتصل بالمواجهات الحدودية جنوبا بحيث يرتفع صوت المعارضة بالتحذير من الانزلاق الى حرب ام بخصوص هذا الوضع والملفات الداخلية التي جاءت الجولة “المنقوصة” لرئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل والتي انتهت الى لقائه وخصمه الإساسي رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لتعيد نفض الغبار عنها واولها ملف الشغور الرئاسي علما ان تركيزا إعلاميا وسياسيا برز على تصوير لقاء بنشعي من زاوية أساسية هي اعلاء ركنيه تأييدهما “للمقاومة والسيد حسن نصرالله”.
وغداة جولته المحدودة، طرح باسيل في مؤتمر صحافي خمسة أفكار “بغية التوصّل الى تفاهم وطني حولها” تتلخص بـ”الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني وحقَّه في دولته ومقاومته في وجه آلة القتل والتدمير الاسرائيلية، والمطالبة بفتح تحقيق دولي حول احداث غزّة وخاصةً بمحاسبة اسرائيل على جرائم الحرب والإبادة الجماعية ، وتأكيد حق لبنان بالدفاع عن نفسٍه بوجه اي اعتداء تقوم به اسرائيل، وضرورة حماية لبنان ومنع استخدام الأراضي اللبنانية كمنصّة لشن هجمات تجرّ لبنان الى الحرب، ومنع انزلاق لبنان اليها ، والإسراع في اعادة تكوين السلطة تحت عنوان التوافق الوطني، وذلك عبر انتخاب رئيس اصلاحي جامع بالتفاهم والاّ بالانتخاب في جلسة مفتوحة، وتسمية رئيس حكومة مع حكومة وحدة وطنية ، واعتبار ملف النزوح السوري امراً ملحّاً والتعاطي معه كعنصر تفجير للبلد خاصةً في مرحلة التوتر العالي الراهنة”. وقال أن “التيّار الوطني الحرّ مستعّد للقيام بأي جهد مطلوب لتحقيق هذا التفاهم الوطني، وهو منفتح على اي مبادرة او حوار منتج ينهي الفراغ في المؤسسات ويعيد للدولة حضورَها وهيبتَها ودورَها، ويوفّر شروط الوحدة الوطنية كضامن اساسي في مواجهة الأحداث والأخطار من حولِنا”.
في المقابل أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “لا هيئات طوارئ وطنية ولا خلايا ازمات ولا اجتماعات طارئة من شأنها ان تفرمل الخطر الوجودي المُندفع بسرعة قياسية نحو لبنان، بل حل وحيد أوحد مفتاحه في يدي الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، ان كانا جديين في رغبتهما بتجنيب البلاد الطامة الكبرى، إقران القول بالفعل، بعدما اعلنا التزام لبنان القرار1701. فإما ان يدعو رئيس حكومة تصريف الاعمال مجلس الوزراء الى جلسة عاجلة تحت عنوان الخطر الداهم على لبنان، لتتخذ قرارا بنشر الجيش جديا على الحدود وتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته ، او يوجه الرئيس بري دعوة لنواب الامة الى جلسة تخصص لاصدار توصية بالاكثرية للحكومة في هذا الخصوص ويرسلها الى الحكومة وينتشر الجيش فورا وقبل فوات الآوان”. واضاف: “غير صحيح ان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يدرك حراجة الوضع وخطورته وتداعياته على لبنان كما يُشاع ، فلبنان اليوم في حالة حرب وان كانت لا تزال محصورة جنوباً. اكثر من خمسين شهيدا سقطوا. قصف متبادل يوميا وبوتيرة متصاعدة غير معروفة لحظة تمدده على مساحة الوطن. حتى الحرب المحدودة هذه، كانت لها انعكاسات خطيرة شلت البلاد على المستويات كافة، وباتت تنتظر لحظة الانفجار”.
بدوره، اعتبر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل أن” لبنان لا يملك كلمة حيال ما يجري من أحداث لأنه رهينة في يد حزب الله الذي يتلقى أوامره من إيران، وعليه فنحن ننتظر بلورة الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة لمعرفة في أي اتجاه ستذهب الأمور وهذه مأساة حقيقية، لأن اللبنانيين يشعرون بعجز كلي تجاه مصيرهم، فهم أسرى ميليشيا مسلّحة تنفذ مصالحها وقد استولت على البلد”. ولفت الى أن “الأحداث محصورة على حدود لبنان الجنوبية إلى حين تقرّر إيران أو إسرائيل عكس ذلك، فنشهد عندها انزلاق لبنان إلى حرب سيدفع ثمنها اللبنانيون غاليًا والطريقة الوحيدة لمنعها هي بضغط يمارسه المجتمع الدولي على إيران لأنها هي من تدرّب وتموّل حماس وحزب الله”.
====
مصدر الخبر
للمزيد Facebook