آخر الأخبارأخبار محلية

عوامل مُؤثّرة منها حزب الله… هل تُؤجّل إسرائيل إجتياح غزة؟

رغم تهديدها منذ اليوم الأوّل لإطلاق عمليّة “طوفان الأقصى” برغبتها بالقضاء على حركة “حماس”، لم تبدأ إسرائيل بعد هجومها البريّ على غزة، بعد التحذيرات الغربيّة التي أتتها، وخصوصاً من الولايات المتّحدة الأميركيّة، من أنّ الدخول إلى القطاع الفلسطينيّ سيفتح جبهات أخرى على تل أبيب، من جنوب لبنان إلى سوريا.

Advertisement

 
ووفق محللين ومراقبين، فإنّ العقبة التي تقف أمام إسرائيل في إطلاق عمليّاتها العسكريّة البريّة في غزة، هي “حزب الله”، فجبهة الجنوب ستكون أكثر قسوة عليها من تلك الجبهة المفتوحة في فلسطين. إلى ذلك، فإنّ شرارة الحرب بدأت تمتدّ أيضاً إلى اليمن، حيث أطلق الحوثيون قبل أيّام قليلة صواريخ باتّجاه تل أبيب، اعترضتها أميركا.
 
وأيضاً، فإنّ واشنطن تتخوّف بعد إرسالها حاملات طائرات ومدمّرة لحماية إسرائيل، من أنّ تُدخلها لصالح الأخيرة في صراعٍ مع الفصائل المقاومة في المنطقة، يعرّض مصالحها مع الدول العربيّة والخليجيّة للخطر، إقتصاديّاً وسياسيّاً، ويفرّمل إتّفاقيات التطبيع مع تل أبيب. وتجدر الإشارة إلى أنّ قواعد أميركيّة تُستهدف بمسيّرات في الأردن وسوريا، وهنا نتحدث عن قاعدة عين الأسد والتنف، وتبنّت “المقاومة الإسلاميّة” في العراق هذه العمليّات، في دلالة على أنّ إيران تُوسّع حركة إستهدافها للقوّات الأميركيّة والإسرائيليّة، بالتزامن مع إستمرار العدوان على غزة.
 
وتتواصل المساعي الدبلوماسيّة لحثّ إسرائيل على تأجيل هجومها على غزة، لأنّها ليست مستعدّة كما تُوحي، لمواجهة “حزب الله” في جنوب لبنان. لذا، فهي وفق مراقبين، تردّ على “الحزب” بطريقة محدودة، عبر قصف متقطع، رغم أنّها في الماضي كانت تستغلّ هكذا عمليّات لتدمير البنى التحتيّة في لبنان، ما يدلّ على أنّها لا تُريد حرباً بتاتاً مع “المقاومة”، لكنّ لا مهرب منها إنّ أوعزت لقواتها بغزو غزة.
 
ومن المؤشرات الأخرى التي فرملت الإندفاعة الإسرائيليّة في بدء الحرب البريّة، المشاهد الدمويّة التي خلفها القصف الإسرائيليّ على غزة، ونقل العديد من وسائل الإعلام في الغرب لتلك الصور، الأمر الذي خلق رأياً عامّاً دوليّاً عبر التظاهرات التي ملأت شوارع العواصم الأوروبيّة، مُطالبة بوقف إراقة دماء الفلسطينيين، ووقف الحرب، على الرغم من أنّ حكومات هذه البلاد داعمة لإسرائيل.
 
وفي السياق عينه، يرى المراقبون أنّ فتح معبر رفح الحدوديّ بين مصر وفلسطين، وإدخال شاحنات المساعدات للنازحين من غزة، هو خير دليلٍ على أنّ التصعيد الإسرائيليّ بدأ يتراجع، بعدما لوّحت تل أبيب سابقاً برغبتها باستهداف أيّ قافلة تحمل مساعدات للفلسطينيين، وبعدما فرضت حصاراً قاسيّاً عليهم، بريّاً وجويّاً وبحريّاً.
 
ويتّضح أيضاً أنّ هناك معارضة قويّة في داخل إسرائيل لسياسة بنيامين نتنياهو، وطريقة إدارته للحرب، فالبعض يعتبر في تل أبيب أنّهم غير قادرين على الهجوم على غزة، وسط إستنفار “حزب الله” في جنوب لبنان، وفصائل أخرى في سوريا واليمن والعراق لدخول الحرب. ويُشير المراقبون إلى أنّ إسرائيل تخسر يوميّاً الكثير بسبب الحرب على غزة، وهي تستنزف القطاعات الإقتصاديّة كافة، عبر إستدعاء الإحتياط للمشاركة في أيّ عملٍ حربيٍّ. وفي هذا الصدد، فإنّ معارضي نتنياهو يُحمّلونه مسؤوليّة هجوم “طوفان الأقصى”، بسبب سياسته المتشدّدة ضدّ الفلسطينيين في غزة، وتطرّفه في التعامل معهم.
 
ورغم أنّ الغرب لا يزال يعمل على التهدئة بين لبنان وإسرائيل، وهو يحثّ تل أبيب على عدم غزو غزة، يرى المراقبون أنّه لا يُمكن أنّ يتراجع نتنياهو عن خطّته العسكريّة، إنّ لم يصله الدعم الكافي من أميركا، التي هي في مشكلة تتمثّل في عدم قدرتها على دعم أوكرانيا وإسرائيل معاً. ويعتبر المراقبون أنّ توجيه ضربة لـ”حماس”، عبر قتل البعض من قياداتها البارزة، وتدمير مخازن أسلحة وأنفاق للحركة، يُمكن أنّ يكون بديلاً عن الهجوم البريّ على غزة، وخصوصاً وأنّ الجيش الإسرائيليّ غير متحمّس لهكذا خطوة، وتزداد الإنقسامات في صفوفه، بين مُؤيّدٍ ومعارضٍ.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى