آخر الأخبارأخبار محلية

لماذا حزب الله أكثر المعنيين بحرب غزة؟

لا يزال هناك إنقسام في لبنان وفي خارجه، حول تحييد “حزب الله” عن الحرب الدائرة في غزة، رغم ما يشهده القطاع الفلسطينيّ من مجازر يوميّة، كان آخرها مأساة مستشفى المعمداني ليل الثلاثاء. ولكن ما لا يفهمه الكثيرون، هو أنّ قرار القضاء على “حماس” أُخِذَ من قبل الإدارتين الأميركيّة والإسرائيليّة، وهذا ما يُحاول في الوقت الحالي العديد من قادة الغرب ترويجه، عبر القول إنّ الحركة لا تُمثّل الشعب الفلسطينيّ، ولا تُعبّر عن رأيه. وقد وضعت الولايات المتّحدة الأميركيّة امكاناتها العسكريّة بتصرّف تل أبيب، لحمايتها من أيّ هجوم أخطر من عمليّة “طوفان الأقصى”، إنّ قرّرت إجتياح غزة، لإلغاء المقاومة الفلسطينيّة هناك.

Advertisement

 
والسؤال المهمّ الذي يُطرح الآن: ماذا لو قرّرت إسرائيل والغرب إنهاء دور “حماس”، ومن هو التالي؟ أهو “حزب الله”؟ لقد أشار الرئيس الأميركيّ جو بايدن خلال تصريحٍ في الأيّام الماضيّة، إلى أنّه يجب “القضاء” على كلٍّ من “حماس” و”حزب الله”، لكن في المقابل، تعمل واشنطن على تحييد لبنان عن الصراع الحاليّ، بالتزامن مع إستمرار “المقاومة الإسلاميّة” بشنّ عمليّات عسكريّة على حدود لبنان مع فلسطين المحتلة، ضدّ مواقع وآليات إسرائيليّة.
 
ويوضح مراقبون في هذا الإطار، أنّ أهميّة “حماس” كبيرة بالنسبة لـ”حزب الله” وإيران، فالحركة الفلسطينيّة أمست أقوى من قبل، واستطاعت توجيه ضربة غير متوقّعة لإسرائيل، وبادرت بالهجوم واختراق العمق الإسرائيليّ. كذلك، فإنّ القضاء على “حماس” يعني خسارة استراتيجيّة لمحور المقاومة في المنطقة، بعدما وحّدت طهران الساحات المقاومة من اليمن والعراق وصولاً إلى سوريا ولبنان وفلسطين.
 
وتُدرك إيران جيّداً أنّه إذا استطاعت إسرائيل مدعومة من أميركا والدول الغربيّة، القضاء على “حماس”، هذا الأمر يعني حكماً أنّ “حزب الله” سيكون تاليّاً. وتجدر الإشارة في هذا السياق، إلى أنّ تل أبيب وواشنطن حاولتا في العام 2006، تدمير إمكانيّات “الحزب”، من بنية تحتية وعسكريّة، لكنّه خرج أقوى من “حرب تموز”، وزاد من قدراته القتاليّة، وهو أصبح يُقدّم المعونة لحلفاء المقاومة في المنطقة.
 
ويعلم “حزب الله” أنّ الحلم الأميركيّ – الإسرائيليّ بإلغائه لم ينتهِ، لكن هذا الأمر صعب في الوقت الراهن، لذا، تعمد أميركا إلى التضييق عليه عبر فرض العقوبات على المقربين منه، وبشكل خاصّ على مموّليه وداعميه في لبنان، وفي خارجه، لتقليص وصول الأموال إليه، ما سيُؤثّر سلبيّاً على شراء الأسلحة ودفع الرواتب لعناصره.
 
ويقول المراقبون إنّ حركتيّ المقاومة المتبقيتين في منطقة البحر المتوسط هما “حزب الله” و”حركة حماس”، وهما يُحيطان بإسرائيل، ويُشكّلان مصدر قلقٍ لها، وأيّ تعاظم لنفوذهما يعني صعوبة في القضاء عليهما. إضافة إلى ذلك، فاجأت “حماس” تل أبيب وواشنطن من تطوّر قدراتها العسكريّة، ومن الهجوم الذي شنّته في 7 تشرين الأوّل، ويرى المراقبون أنّ التساهل معها كما حصل مع “الحزب” في جنوب لبنان، سيُؤديّ إلى زيادة عديد عناصرها وصواريخها، ونوعيّة أسلحتها في المستقبل.
 
وبعد المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، ومضايقاتها للشعب الفلسطينيّ في الضفة الغربيّة، سترتفع الأعداد المُؤيّدة لـ”حماس” أكثر، وستكون في موقع أقوى، وخصوصاً في قيادة المقاومة في فلسطين، الأمر الذي سيُؤثّر أيضاً على الإنتخابات، أيّ أنّ نفوذ الحركة سيكون كما “حزب الله” سياسيّ وعسكريّ. وقد خرجت تظاهرات بعد مجزرة مستشفى المعمداني في الضفة الغربيّة، تدعو إلى إستقالة الرئيس محمود عباس، وهذا التطوّر السياسيّ لافت في موقع نفوذ “حركة فتح”.
 
من هذا المنطلق، فإنّ إيران و”حزب الله” يترقّبان دخول إسرائيل غزة، لفتح جبهة جنوب لبنان، ويقول المراقبون إنّهما لن يسمحا بالقضاء على “حماس”، تماماً كما أنّهما لم يسمحا سابقاً بإنهاء دور الرئيس السوريّ بشار الأسد، إذ إنّ هدف الحركات المقاومة في المنطقة أنّ تُحافظ على إستمراريتها عسكريّاً وسياسيّاً، في وجه العدوّ الإسرائيليّ والمطامع الأميركيّة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى