رغم تحذيرها حزب الله… لماذا لا تُريد أميركا توسيع رقعة الحرب؟
Advertisement
ولعلّ تحذير بايدن لإسرائيل بعدم إجتياح غزة برّياً، يُعبّر عن مخاوف أميركيّة من تمدّد الفشل الإستخباراتيّ في كشف مُخطّطات عمليّة “طوفان الأقصى”، إلى نكسة جديدة، تتمثّل في عدم قدرة تل أبيب في القضاء على كافة الأنفاق التابعة لـ”حماس”. وبحسب مراقبين، فإنّ الحرب التي تعتمدها الفصائل الفلسطينيّة هي معارك شوارع، وقد تُكبّد إسرائيل هزيمة عسكريّة، تُضاف إلى خسائرها البشريّة والإقتصاديّة.
وأيضاً، يُعاني الإقتصاد الأميركيّ والأوروبيّ من تبعات الحرب الروسيّة – الأوكرانيّة، وهناك رغبة من الدول الغربيّة بتوجيه ضربة قويّة لـ”حماس”، للحدّ من قدراتها العسكريّة مستقبلاً. وفي هذا الصدد، لا يُمكن لهذه البلدان الداعمة لتل أبيب، أنّ تمدّها بالمساعدات على المدى الطويل، لأنّ التضخّم أنهكها، ولدى العديد منها قوّات عاملة ضمن “اليونيفيل” في جنوب لبنان، ومن شأن أيّ حربٍ بين “حزب الله” وإسرائيل، أنّ تطال القوّات الدوليّة، وسط التوتّر السائد بين البيئة الحاضنة لـ”المقاومة”، وعناصر حفظ السلام الأمميّ.
وفي هذا السياق، فإنّ “حماس” تُعلن أنّ الضربات الإسرائيليّة على غزة تقتل رهائن، وقد تعهّد بايدن أمام الأميركيين بالعمل على تحريرهم، وخصوصاً من يحملون الجنسيّة الأميركيّة، في الوقت الذي يخوض فيه السباق الإنتخابيّ مع سلفه دونالد ترامب، الذي يتقدّم بالأرقام على غيره من المرشّحين، وهو واثقٌ من فوزه مرّة جديدة.
أمّا بالعودة إلى جنوب لبنان، فإنّ “حزب الله” لا يزال يُهاجم مواقع عسكريّة إسرائيليّة على الحدود. ويتوقّع المراقبون أنّ تبقى عمليّات “المقاومة” مستمرّة، إنّ لم تتنهِ الحرب في غزة، ويقولون إنّ الإشتباكات بين “الحزب” والعدوّ لن تهدأ، لأنّ الجبهة الجنوبيّة أصبحت أساساً في معادلة توحيد الساحات، وهناك محاولات أيضاً لاستخدام الأراضي السوريّة للضغط على إسرائيل، لكنّ ردّ تل أبيب على لبنان، يختلف عن ذلك في سوريا، حيث تُقصف المطارات في دمشق، إذ بحسب المراقبين، إسرائيل ليست في حالة حرب مع لبنان بعد، وهي تكتفي بالردّ على مصادر إطلاق الصواريخ أو النار من الجنوب، بقذائف صاروخيّة أو غارات جويّة.
ويبقى وفق المراقبين قرار الحرب في الجنوب بيد إيران، فقد أبدى وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان إستعداد “المقاومة” للحرب إنّ لم تُوقف إسرائيل عدوانها على غزة، وقتلها الأبرياء. ويبدو أنّ إستراتيجيّة “حزب الله” و”حماس” باتت قائمة على الأنفاق، حيث يتمّ تخزين الأسلحة وتجهيز وتخبئة العناصر العسكريّة. ويصعب على العدوّ إكتشاف هذه المواقع القائمة تحت الأرض، من دون إجتياحٍ بريّ، وقذائف وصواريخ فائقة الدقّة، قد تُكلّف خزائنه مبالغ ماليّة طائلة.
وقد رمى بايدن كرة الدخول إلى غزة في ملعب إسرائيل، التي يُشير المراقبون إلى أنّها لا تزال تُماطل في اجتياح مناطق نفوذ “حماس”، لوجود إنقسام كبير حول الموضوع، دوليّاً وفي داخل تل أبيب، من أنّ الحرب البريّة قد لا يُكتب لها النجاح، وستتوسّع حكماً لتطال “حزب الله” في جنوب لبنان، الذي تعتبره الدول الداعمة لإسرائيل أنّه خصمٌ عسكريّ خطير على حليفتها في الشرق الأوسط، وقد يُضيّق الخناق كثيراً عليها، ما يُعرّضها لهزيمة مزدوجة في غزة وفي الجنوب، في الوقت الذي ترى فيه حركات “المقاومة” في المنطقة أنّها أمست قويّة، وهي تتمتّع بالثقة، وتستطيع أنّ تُهاجم تل أبيب، ونقل الحرب إلى داخل العمق الإسرائيليّ، تماماً كما جرى في 7 تشرين الأوّل، في عمليّة “طوفان الأقصى”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook