آخر الأخبارأخبار محلية

مواقف باسيل الجديدة: مراهنة بمصيره السياسي وتحدي الغرب والأوروبيين

كتبت غادة حلاوي في”نداء الوطن”: كان لافتاً موقف رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل الذي آزر «حزب الله»، لكنّه حذّر من السماح للفلسطينيين بالعودة إلى تاريخ تعاملهم القديم مع ساحة الجنوب. ركّز باسيل على الموقف المسيحي من الحرب التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة، متوجهاً إلى مَن يسأل عن «علاقة لبنان بكل ما يجري لنقحِمَه ضد إسرائيل؟»، وذكّر «بأنّنا أصحاب حقوق مغتصبة وأرض محتلّة، لنا في الأقصى وفي كنيسة القيامة، والقدس وبيت لحم جذور دياناتنا وثقافاتنا وايماننا، ناهيك عن أننا معنيون بقضية لاجئين على أرضِنا لهم حقّ العودة إلى أرضِهم». كلام يعيد التأكيد على خيارات «التيار» الكبرى التي بدأت مع اتفاق مار مخايل وصولاً إلى حرب تموز. موقف يصدر للمرة الأولى ليشكل خطاً جديداً لدى المسيحيين، سبق وتمّ التعبير عنه سابقاً في مواقف الرئيس السابق إميل لحود، لكن من دون قاعدة شعبية، كما هي حال «التيار» اليوم.حاول باسيل الموازنة بين مراعاة مشاعر المسيحيين، ومؤازرة المقاومة. رفض «فتح لاند» جديدة، أو تجسيد وحدة الساحات بمعنى استخدام الفلسطينيين الجنوب ساحة، وقال لحليفه: «بقدر ما نملك دفاعاً مشتركاً وتصدياً لإسرائيل بقدر ما نرفض أن يحوّل الدفاع عن فلسطين لبنان إلى ساحة كفاح مسلح أمام الفلسطينيين، كما في الماضي، ولا سيما في ظل إقفال بقية الساحات». ومثل هذا الموقف لا يعكس رأياً عاماً مسيحياً فحسب، بل هناك بين المسلمين من يرفض نظرية عودة الساحات واستباحتها من قبل الفلسطينيين لتكون متنفس اسرائيل الوحيد لتنفيذ اعتداءاتها.ينقسم المزاج المسيحي حيال «حزب الله» إلى جبهتين: واحدة تقول ممنوع على «حزب الله» الانخراط في الحرب، وعبّر عنها بيان «القوات اللبنانية» ونواب المعارضة، وثانية تقول لا نريد استدراج الحرب، لكن إذا وقعت فحكماً سنكون إلى جانب حزب الله»، ولكن نرفض إعادة الجنوب ليكون ساحة للعمل الفلسطيني المسلح، وعبّر عنه رئيس «التيار»، وهذا هو موقف لبنان منذ تاريخ أول حوار ترأسه رئيس مجلس النواب نبيه بري.أعاد باسيل المسيحيين إلى خيار الموقف العربي من اسرائيل ليكون طرفاً في المواجهة بين اسرائيل والفلسطينيين داخل فلسطين، وليؤكد جذور المسيحيين في الداخل الفلسطيني، مؤيداً قضية الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني، وبما يمثل خطاب استعادة الدور الريادي للموارنة بالتزام قضايا المنطقة، وتحديداً القضية الفلسطينية. تقول مصادر رئيس «التيار» «إنّه تقصّد ألا يذهب إلى الحياد، بل إلى التحييد، فهو بالموقف ليس على الحياد ومع الضحية ضد الجلاد». أعاد باسيل المسيحيين إلى الخيار المشرقي والعربي وأظهر واقعاً شبيهاً بحرب تموز يوم أمّن الغطاء لـ»حزب الله» على مواجهته إسرائيل جراء اعتدائها على لبنان. مراهنة جديدة بمصيره السياسي ومواقف جديدة تتحدى الغرب والأوروبيين. هي ساعات صعبة يعيشها الجميع بمن فيهم «حزب الله» على وقع لهب ساحة غزة والجنوب تسبق مفاوضات على تسوية يستلزم نجاحها وقتاً فنكون في سباق بين تدهور يهدّد المنطقة بأسرها أو هدوء لن يغيّر إن حصل واقع إسرائيل المأزوم من الداخل.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى