سلاحٌ مُحرّم دولياً تستخدمهُ إسرائيل ضدّ لبنان.. ما هو وماذا نعرف عنه؟

منذ يوم 7 تشرين الأول الجاري الذي شهد على إطلاق حركة “حماس” عملية “طوفان الأقصى” ضد إسرائيل، يواصل الجيش الإسرائيلي إستخدام “قنابل فوسفورية” خلال هجماته على غزة من جهة وعلى حدود لبنان من جهة أخرى.. فما هي هذه القنابل وماذا نعرف عنها؟
ويسلط ذلك الضوء على الحاجة إلى إعادة النظر في حالة وملاءمة البروتوكول الثالث لاتفاقية الأسلحة التقليدية، وهو القانون الدولي الوحيد المخصص حاليا لتنظيم الأسلحة الحارقة.
ما هو الفوسفور الأبيض؟
كيف يتم استخدام الفوسفور الأبيض؟
وعند الانفجار الجوي، يغطي الفوسفور الأبيض مساحة أكبر من التي يغطيها عند الانفجار الأرضي، ويكون مفيدا لإخفاء تحركات القوات الكبيرة. ومع ذلك، فإن ذلك يؤدي في الوقت نفسه إلى نشر التأثيرات الحارقة على مساحات أوسع، وفي المناطق ذات الكثافة السكانية العالية مثل قطاع غزة، فإن ذلك يزيد من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون.
عندما ينفجر السلاح أرضاً، تكون منطقة الخطر أكثر تركيزا، ويظل ستار الدخان لفترة أطول، فيما تعتمد سحابة الفوسفور الأبيض، عند الانفجار الجوي، على الظروف الجوية، لهذا لا يمكن تعميم المدة التي يبقى فيها ستار سحابة الفوسفور الأبيض في الهواء.
كذلك، يمكن كذلك استخدام الفوسفور الأبيض كسلاح حارق، حيث استخدمته القوات الأمريكية أثناء معركة الفالوجا الثانية في العراق عام 2004، “لإخراج” المقاتلين المختبئين، الذين تعرضوا بعد ذلك للهجوم.
ويسبب الفوسفور الأبيض حروقا شديدة، غالبا ما تصل إلى العظام، وتكون بطيئة في الشفاء، ومن المحتمل أن تتطور إلى التهابات، وإذا لم تتم إزالة جميع شظايا الفوسفور الأبيض، فإنها من الممكن أن تؤدي إلى تفاقم الجروح بعد العلاج، وتشتعل مجددا عند تعرضها للأكسجين. وحروق الفوسفور الأبيض التي لا تتجاوز 10% من جسم الإنسان غالبا ما تكون قاتلة، ويمكن أن تسبب كذلك تلفا في الجهاز التنفسي، وفشلا في الأعضاء.
وغالباً ما يعاني أولئك الذين ينجون من إصاباتهم الأولية من معاناة مدى الحياة، حيث يواجهون أعراضا مثل التقلصات والشد الدائم للعضلات والأنسجة الأخرى وإعاقة الحركة، في حين أن صدمة الهجوم الأولى والعلاجات المؤلمة والندوب متغيرة المظهر تؤدي إلى ضرر نفسي واستبعاد اجتماعي.
كذلك يمكن للحرائق الناجمة عن الفوسفور الأبيض أن تدمر المنشآت والممتلكات المدنية، وتلحق الضرر بالمحاصيل، وتقتل الماشية. علاوة على ذلك، فإن عدم كفاية الموارد المتاحة لمقدمي الخدمات الطبية في مناطق النزاع المسلح يؤدي إلى تفاقم العملية الصعبة بالفعل المتمثلة في علاج الحروق الخطيرة.
ما هو وضع الفوسفور الأبيض بموجب القانون الدولي؟
إضافة إلى ذلك، تخضع الأسلحة الحارقة للبروتوكول الثالث لاتفاقية الأسلحة التقليدية. وقد انضمت فلسطين ولبنان إلى البروتوكول الثالث، في حين لم تصدق إسرائيل على هذا البروتوكول الذي يحظر استخدام الأسلحة الحارقة الملقاة جوا على “تجمعات المدنيين”، إلا أن هذا القانون يتضمن ثغرتين كبيرتين.
أولا: هو يقيد بعض وليس كل الأسلحة الحارقة التي يتم إطلاقها من الأرض حيث توجد تجمعات المدنيين، وهو ما قد يشمل الضربات المدفعية بالفوسفور الأبيض في غزة.
ثانيا: يغطي تعريف البروتوكول للأسلحة الحارقة “المصممة أساسا” لإشعال النيران وحرق الأشخاص، وبالتالي يمكن القول إنه يستبعد الذخائر متعددة الأغراض، مثل تلك التي تحتوي على الفوسفور الأبيض، إذا تم استخدامها كستار من الدخان، حتى لو تسببت نفس المواد الحارقة في تأثيرات على البشر.
وأوصت “هيومان رايتس ووتش” وعدد من الدول الأطراف في اتفاقية الأسلحة التقليدية بسد هذه الثغرة وتعزيز القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الحارقة المطلقة من الأرض.
وتؤيد “هيومان رايتس ووتش” الدعوة المدعومة على نطاق واسع للدول الأطراف في اتفاقية الأسلحة التقليدية للاتفاق في اجتماعها، نوفمبر 2023، على تخصيص وقت لإجراء مناقشات مخصصة حول حالة وملاءمة البروتوكول الثالث. (روسيا اليوم)
مصدر الخبر
للمزيد Facebook