آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – الاباتي بورعد ترأس قداسا في ذكرى تغييب الأبوين شرفان وأبي خليل:نئن منتظرين راحة البال فيما المسؤولون صموا آذانهم عن مطالباتنا المتكررة

وطنية – المتن- احتفل الرئيس العام للرهبانية الانطونية الأباتي جوزف بو رعد بالذبيحة الإلهية في ذكرى تغييب الأبوين الأنطونيين ألبير شرفان وسليمان أبي خليل في دير مار يوحنا القلعة – بيت مري، على نية الأبوين المذكورين وكل الذين اختطفوا وغيبوا معهما وخصوصا فيكتوريا الدكاش التي كانت تخدم بمحبة رهبان الدير.

عاون بو رعد الآباء المدبرون، بمشاركة عدد من الرهبان والكهنة والراهبات وعائلتي الأبوين المغيبين وحشد من الأصدقاء والمؤمنين.

بعد الانجيل القى الأباتي بو رعد عظة قال فيها:” إن أوجه الشبه بين إنجيل اليوم والمناسبة التي نحتفل بها كثيرة وبليغة، فالرب يتكلم عن الخروف الضال في وقت نجتمع فيه لنستذكر بألم وبقهر وبحزن تغييب أخوينا الأب ألبير شرفان والأب سليمان أبي خليل، أما الفارق الكبير بين كلمة الله التي نتأمل بها والواقع الذي نعيشه، هو أن قصة الخروف الضال تنتهي بفرح وقصتنا ما زالت جرحا مفتوحا ينزف”.

اضاف:”يركز الإنجيل لا على قصة الخروف الضال وإنما على الراعي الذي أضل خروفه. فقد ترك ال99 خروفا في البرية ليفتش عنه. هو ليس (كمالة عدد)، إنه فريد في عينيه، يعرفه بإسمه، فقدانه يشكل خسارة كبيرة وليس نقصا في العدد وحسب. همه ليس في تحديد ما خسر هو أو ممكن أن يخسر، وإنما همه عند الخروف الضال، كيف يعيش في تيهه؟ ما الذي يشعر به في وحدته؟ معتبرا نفسه الضمانة الوحيدة لعودته. وقد تحول قلق وخوف الراعي إلى فرح كبير بعد أن وجد خروفه الضائع”.
 وتابع:”واقعنا اليوم مؤلم جدا، ونهايته لم تكتمل. لقد أضعنا راهبين لكليهما قيمة كبيرة في قلوبنا. نعرفهما باسميهما، لهما تاريخا وأصدقاء ومحبين. فضلهما كبير على الرهبانية وعلى أهلهما. ذاكراهما ما زالت محفورة في قلب الرهبانية الأنطونية رغم الحزن والقهر. ونحن مثل راحيل التي تبكي أولادها، نأبى أن نتعزى. في المرحلة الأولى من غيابهما، قامت الرهبانية بمبادرات عديدة للتفتيش عنهما دون أي جدوى. خارت قوانا مع مرور الزمن، ولم يبق لدينا اليوم سوى طلب وحيد يشبه طلب مريم المجدلية عندما زارت قبر يسوع الفارغ سائلة البستاني: أين وضعتموه؟. هذا هو جرحنا الأكبر الذي يمنعنا من البكاء ويحبس غصة عميقة في نفوسنا، هو أن نعرف أين هما أبوينا؟ أين وضعوهما؟ أين وضعوا الأب ألبير، الذي كان يتحلى برهافة الحس والذي عبر عنه وساعدنا لنعبر عنه من خلال مؤلفاته الموسيقية. أين هو ذاك الذي تميز بلطافته، وتهذيبه، بخفته وعدم أذيته لأي إنسان. أين وضعوا رفيق مصيره الأب سليمان أبي خليل، الذي ما زال ذكراه يرافقنا في جلساتنا الرهبانية، والحديث عنه ينتهي دائما بابتسامة وضحكة، لأنه عرف كيف يزرع الفرح والبهجة في حياته أينما وجد. هذا كله دون أن ننسى أتعابهما وفضلهما على الرهبانية وصلواتهما لها ولنا”.

وقال:” يا رب أصغ إلينا! إليه وحده أرفع معكم صرختنا ووجعنا. فالمسؤولون والمعنيون قد صموا آذانهم عن أصواتنا ومطالباتنا المتكررة. ولكن الرب هو الوحيد الذي يصغي كما أصغى لبكاء راحيل في الرامة وطمأنها بأن أولادها سيرجعون وأعطاها رجاء لآخرتها. على هذا الرجاء ما زلنا نعيش منذ 33 عاما، ونئن منتظرين راحة البال والفؤاد، وها هو الرب يدعونا اليوم من خلال سفر الرؤيا الذي تلي على مسامعنا، الى ان نستلهم يوحنا الرائي الذي رأى مدينة الله، حيث سنرجع كلنا، حيث نحلم أن نسكن، وهي مدينة لا هيكل فيها ولا موطئ قدم لله فيها لأنها سكنى الله حيث ثبت عرشه. فيها سنلتقي به وجها لوجه، وفيها تنبت شجرة الحياة التي حرمت على بني آدم والتي تحيي الآن الجميع دون استثناء. عزاؤنا الوحيد، أننا سنلتقي مجددا بأبوينا في تلك المدينة، أينما وجدا أو وضعا على هذه الأرض”.

وختم داعيا الى” الصلاة اليوم من أجل راحتهما، وإلى جانب رغباتنا الحثيثة والمستمرة أن نجدهما ونكشف مصيرهما مع جميع من غيبوا في هذا اليوم، أن نرفع أنظارنا وأهدافنا إلى ما هو أرقى وأجمل، إلى مدينة الله ومسكنه السماوي حيث سنجتمع كلنا في الآخرة معهما صحبة الأبرار والصديقين أمثالهما في لقاء كامل بحضور الرب له المجد إلى الأبد”.

ايليا

ثم تحدث رئيس الدير الأب المدبر بشارة إيليا وقا: “ثلاثة وثلاثون عاما لم تبعدهما عنا سانحة، غيابهما حضور دائم، كالليتورجية المقدسة حضور فعلي وفاعل، ليست ذكرى بل احتفالا مقدسا”.

وتوجه الى الأباتي بو رعد ومجلس المدبرين قائلا:”أبيتم أن تكون زيارتكم الأولى إلى هذا الدير المقدس، إلا احتفالا بالذبيحة الإلهية، ومطالبة بالحقيقة الكاملة، عن الأبوين الذخيرتين المغيبين ألبير شرفان وسليمان أبي خليل، ومعهما عشية الدير السيدة فيكتوريا الدكاش. شهدت تلة الأسياد بيت مري على عظمة هيكل أجدادنا الفينيقيين (بعل مرقد)، كما على الحضارات العظيمة في تاريخ، مرورا بالاحتلالات والانكسارات والانتصارات، ليبقى دير القلعة وكنيسته ومذبحه شهادا، على مثال شفيعه مار يوحنا المعمدان، الذي ضحي به من أجل رقصة، وبالحقيقة هو من ضحى بنفسه شاهدا وشهيدا من أجل الكلمة والحقيقة، صوتا صارخا”.

وختم:” المسامحة تتطلب معرفة، والمعرفة تتطلب حقيقة، والحقيقة تتطلب شجاعة، والشجاعة تتطلب قرارا وإيمانا. كانت وما زالت الحياة الرهبانية موتا وشهادة في العالم، ومن أجل العالم. تعمل، ونتاجها تحرير الإنسان، مقاومة بالصوم والتقشف والصلاة ليبقى لبنان بتنوعه شهادة ورسالة. هذا ما علمنا إياه السيد المسيح بتجسده على أرضنا مسيرة ثلاث وثلاثين سنة، فمهما طالت جلجثتنا، فنحن سائرون نحو القيامة”.

=======ج.ع


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى