أوساط دبلوماسيّة: لم يحن وقت طوفان الغاز.. ولهذا توقف توتال عملها وتنسحب!
Advertisement
وتساءلت: ألا يطرح اختيار كونسورتيوم الشركات نفسه للبلوكين 8 و10 تساؤلات حول أنّ الهدف منه هو وضع اليدّ أو السيطرة على جميع البلوكات الحدودية مع “إسرائيل” لإصدار النتائج التي تتناسب مع الظروف، ولتأجيل العمل فيها لسنوات إضافية مقبلة، إذ لم يحن بعد اتخاذ القرار الدولي باستعادة لبنان لعافيته؟ علماً بأنّ اكتشاف الغاز والنفط في أي من البلوكات اللبنانية في الوقت الراهن، يعني قدرة لبنان على النهوض سريعاً من أزمته المالية والإقتصادية، كما على استغنائه عن مساعدات صندوق النقد الدولي، وعن دعم المجتمع الدولي له بقروض وهبات في المرحلة اللاحقة.
وأوضحت الأوساط نفسها أنّه صحيح أن ليس من شركة نفطية عالمية تتكبّد مشاق عملية الاستكشاف والتنقيب، وتدفع كلفة الحفر في كلّ بئر واحدة أكثر من مئة مليون دولار، لكي تخرج بنتيجة سلبية تقول “لا غاز في المكمن المحفور”، غير أنّه يمكن حصول ذلك، إذا ما مورست ضغوطات سياسية كبيرة عليها. فتتخذ عندئذ قرار تأجيل عملية استخراج الغاز والنفط الى وقت لاحق، مثلما قرّرت “توتال” في البلوكات اللبنانية، سيما أنّ السياسة الدولية ترى أنّه لم يحن وقت طوفان الغاز من البلوكات اللبنانية، الحدودية وغير الحدودية مع “إسرائيل” لكي يبقى يتخبّط في أزماته، ويناشد المجتمع الدولي لمساعدته، والرضوخ بالتالي الى مطالبه ومقترحاته.
والجميع يعلم، على ما أضافت، أنّ عدم وجود غاز أو نفط في بئر معيّنة في مكمن محتمل، لا يعني عدم وجود ثروة نفطية فيه، إنّما تحتاج الشركات الى الحفر في موقع آخر ضمن الحقل نفسه، وعلى العمق المناسب. فثمّة حقول عديدة في العالم لم يُكتشف فيها غاز ونفط بعد عمليات حفر من قبل شركات عديدة، ليتبيّن لاحقاً أنّها تضمّ مخزونا ضخما من الغاز، مثل حقل “ظهر” للغاز الطبيعي في مصر، الذي حفرته 3 شركات ولم تجد شيئاً، الى أن أتت شركة رابعة هي “إيني” الإيطالية وقامت باكتشافه في دلتا النيل، في العام 2015. ووصل إنتاج الغاز فيه في العام 2019 الى 2.1 مليار قدم مكعب يومياً، وهو يُعتبر اليوم من أكبر حقول الغاز في منطقة الشرق الأوسط.
أمّا شركة “توتال” الفرنسية لتي أبلغت وزارة الطاقة وهيئة إدارة قطاع البترول انتهاء الحفر في البئر الاستكشافية الأولى في البلوك 9، بعدما وصلت الى عمق 3900 متر تحت قعر البحر، ولم تجد سوى الماء، وفق المعلومات، وقبل أن تصل الى عمق 4200 على ما يجب أن تحفر، فذكّر أداؤها، بحسب الأوساط الديبلوماسية ذاتها، بما حصل معها عندما حفرت البلوك 4 في العام 2020، وخرجت لتُعلن عن عدم اكتشافها للغاز بكميات تجارية، وحملت عدّتها وذهبت قبل أن تُقدّم دراسة مفصّلة عن نتائج عملية الاستكشاف والتنقيب. واليوم، ويا لهول الصدفة، بينما كانت تتوقّع أن يطفو الغاز بكميات ضخمة على سطح الماء اللبنانية، لم تجد سوى الماء، لأنّ قراراً سياسياً تقوده أميركا وفرنسا والدول الأخرى المعنية أرغمها على وقف العمل في حقل “قانا” قبل إنهائه بنحو 20 يوماً، واكتفت بما جرى التوصّل اليه، لا سيما بعد أن اتخذت “إسرائيل” أخيراً قرار وقف العمل في حقل “تمار” المحاذي للحدود اللبنانية الجنوبية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook