آخر الأخبارأخبار محلية

بعد طوفان الأقصى… التسويات أصبحت لزوم ما لا يلزم

في الوقت الذي تشتعل فيه جبهات الجنوب وتستمرّ عمليات القصف العنيف والمعارك المشتعلة في غزّة يبدو أن المبادرات السياسية في لبنان قد توقفت بشكل كامل والاتصالات التي كانت جارية في المرحلة الماضية لم يعُد لها مكان في المشهد الحالي. وعليه فإن أي حراك مرتبط بالملف الرئاسي سوف يتوقف حتى انقشاع الغبار الناتج عن التصعيد الحاصل في المنطقة. 

مصادر مطّلعة أكّدت بأن حالة المراوحة التي أطلّت برأسها مع بداية معركة “طوفان الأقصى” ستستمرّ حتى انتهائها أو أقلّه حتى دخولها في ستاتيكو يُحسم بعده عدم دخول “حزب الله” في أي مواجهة عسكرية مع قوات الاحتلال، على اعتبار أن القوى السياسية غير مستعدة اليوم لمناقشة أي موضوع سياسي في ظلّ هواجس جديّة من التدهور الأمني الذي قد يعيشه لبنان خلال الأيام المُقبلة والتي قد تكون مصيرية جداً وتشكّل نقطة تحوّل كبرى.

 وترى المصادر أن توقّف الحديث عن الملفات اللبنانية ليس مرتبطاً بحصول المعركة وتوجّه الانظار إليها وحسب إنما أيضاً لأسباب سياسية خصوصاً أن الذهاب الى تسوية في لبنان كان مقترناً بمسار تسووي يسير في المنطقة ما بين الدول المختلفة، سواء بين المملكة العربية السعودية وإيران ودول الخليج مع سوريا الأمر الذي من المتوقع أن يتبدّل في الأيام المقبلة بسبب الأزمة الحاصلة، حتى أن معركة غزّة قد تفرض توازنات جديدة في المنطقة وتؤدي الى تقدّم محور على آخر، ما سيعني أن الأطراف اللبنانية وحتى الإقليمية لن تبدو متحمّسة  اليوم لاستمرار مناقشة الملف اللبناني بل تترقّب ما ستذهب إليه التوازنات العسكرية والميدانية ليقوم التفاوض على أساس التوازنات وليس وفقاً لما هو سائد اليوم.

وتضيف المصادر أن معركة غزّة وإن توسعت الى معركة مع لبنان أو معركة اقليمية ستدمّر وتُنهي كل مسار التسوية الذي كان سائداً في المنطقة وهذا يعني أيضاً أن البناء على الايجابيات والتقارب  بين دول المنطقة سيكون من الماضي. وعليه فإن التسويات والمبادرات تصبح لزوم ما يلزم ولن تستمر حتى لو انتهت المعركة العسكرية الحاصلة اليوم.  


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى