شد الحبال بدأ على هامش المعركة في فلسطين: هل تندلع الحرب الكبرى؟
من الواضح أن “حزب الله” قرر القيام بخطوة ميدانية سريعة بالتزامن مع المعارك في غزة لايصال عدة رسائل، أولها الى الفصائل الفلسطينية التي يتحالف معها للقول انه جاهز لدعمها في اللحظة المناسبة، والثانية لاسرائيل لردعها ومنعها من الذهاب نحو النهاية في ردها على القطاع، والثالثة وهي الأهم الى الاميركيين، وهذا ما يحرص الحزب على تظهيره من خلال اعلامه وتصريحات مسؤوليه الكبار.
حاولت واشنطن قبل يومين وضع خطوط حمراء تمنع حلفاء حماس من التدخل في المعركة في ايحاء لامكان حصول تدخل اميركي مباشر، في حال قررت جبهات اخرى الدخول على خط المواجهة المباشرة مع تل ابيب، ومن هنا يمكن قراءة هجوم “حزب الله” الصاروخي في مزارع شبعا، اذ اراد الحزب حسم إمكانية دخوله المعركة حتى لو أدت الى حرب إقليمية كبرى تشارك فيها اكثر من دولة وعدة فصائل مسلحة.
رمزية “حزب الله” الذي يتحدث عادة بإسم المحور بكامله، جعلت من قصفه للمواقع الاسرائيلية حدثاً فوق العادة، الأمر الذي استتبع بقرار اميركي بتحريك حاملة طائرات واسلحة اخرى لدعم اسرائيل معنويا، وهذا يعني أن واشنطن ارادت إرسال اشارة تضع حداً لزيادة التصعيد في الجبهات الاخرى المحيطة بإسرائيل، ما سيفتح المجال أمام كباش متعدد الأدوات بين حلفاء تل ابيب وحلفاء حماس.
لذلك فإن استمرار المواجهات في الداخل الفلسطيني سيعني حكما حصول تطورات مماثلة للتطور الامني والعسكري الذي حصل اليوم في مزارع شبعا، اذ ان الحزب سيحرص على إبقاء الجبهة الجنوبية متحركة لاستنزاف قدرات الجيش الاسرائيلي او إشغاله على أقل تقدير من دون الإنزلاق الى معركة كبرى معه في المرحلة الحالية، بإنتظار فهم الموقف الاميركي وسقف قدرة واشنطن على تحمل إنفلات السيطرة الاسرائيلية..
في المقابل سيستمر الدعم الاميركي العسكري والسياسي المباشر لاسرائيل، وهذا ما بدأ امس عبر نقل مساعدات عسكرية اميركية، والاهم هو الغطاء السياسي واعطاء تل ابيب حرية التحرك في قطاع غزة، لذلك يعتبر البعض ان المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد، وهي تنتظر الكثير من التطورات الميدانية التي قد تشتعل بعدها حرب كبرى او نذهب بثبات بإتجاه تسوية شاملة وطويلة الأمد.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook