آخر الأخبارأخبار محلية

النازحون والصيغة وفرنجية.. التسوية مؤجلة

تعمل “قوى الثامن من اذار” على مراجعة ادائها السياسي في المرحلة الماضية، وهي تتجه لتكون أكثر تشدداً في موقفها الرئاسي بعكس كل ما يحكى من تحليلات، اذ إن رفض الحوار الذي دعا اليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري سيكون له أثمان سياسية أهمها طي صفحة التنازلات التي كان “حزب الله” وحلفاؤه يؤكدون استعدادهم لتقديمها على طاولة بري. من هنا بات الحديث عن موت المبادرات تجاه لبنان امراً سائداً ومتداولاً.

ينظر “الثنائي الشيعي”، بحسب الخطاب العلني والضمني، الى رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية بإعتباره يشكل ضمانة سياسية في المرحلة المقبلة، وخصوصا في ظل التباعد السياسي الكبير بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” اذ بات الوصول الى الثلث المعطل داخل مجلس الوزراء أمراً صعباً، ما يعني أن حاجة “الثنائي” للاستفادة من توقيع الرئيس باتت كبيرة ولا يمكن الاستغناء عنها.

وتحت عنوان الضمانات يناقش “حزب الله” الموفدين العرب والأجانب، وانطلاقاً من هذا التوجه اقنع الفرنسيين بمقايضة فرنجية – نواف سلام، لكن هذا الامر يبدو متعثراً بعد أن اسقطت الخماسية المبادرة الفرنسية ودفعت بالدوحة لتكون هي الواجهة السياسية الحقيقة للدول الخمس، لذلك فإن “الثنائي” بات يجد ان ايصال فرنجية لم يعد بالسهولة التي كان يتوقعها لحظة اعلان انطلاق المعركة الرئاسية.

البديل الأسهل لدى “حزب الله” هو التلويح بالصيغة، اي ان يستبدل فرنجية بضمانات داخل النظام، بمعزل عن شكل هذه الضمانات، وكيف سيكون الحزب راضياً عنها، لكن البحث عن ضمانة تتيح لحارة حريك التخلي عن دعم “رئيس المردة” سيوصل حتما الى نقاش الصيغة اللبنانية، وان لم يكن تحت  عنوان المؤتمر التأسيسي او تعديل الطائف، علماً ان الحزب نفسه، يفضل ايصال فرنجية وعدم المس بالصيغة.

وترى المصادر ان التلويح غير المباشر بالضمانات السياسية، سيكون بمثابة السلاح الذي يضعه “الثنائي” على الطاولة ويحصل من خلاله على مطالبه المرتبطة برئاسة الجمهورية، حتى فكرة التوصل الى تسوية يتخلى فيها الحزب عن فرنجية في مقابل تعويم الوضع الاقتصادي، ليست امراً مغرياً بالنسبة لحارة حريك، التي ترى ان سلاح الضغوط الاقتصادية قد تم استنزافه بشكل كامل ولم يعد يجدي نفعاً بل بات يشكل عبئا علي خصوم الحزب.

حتى ملف النازحين الذي لوّح من خلاله نصرالله بفتح البحر المتوسط لكي تبدأ موجات الهجرة تطرق أبواب القارة الاوروبية، سيشكل احد اهم عناوين الكسب السياسي للحزب، لانه بات الطرف الاكثر على تحمل أعباء النزوح الامنية والسياسية والاقتصادية، وعليه فإن حل ازمة النزوح سيمر بالذهاب نحو استقرار سياسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية والحصول على دعم مالي للحكومة الجديدة، وكل ذلك لن يحصل قبل ان توصل حارة حريك مرشحها الى قصر بعبدا.
اذا التسوية التي يأمل “حزب الله” الوصول اليها هي تسوية بعيدة نسبيا، لكنه بدأ فتح اوراقه ليحسن شروطه التفاوضية حتى ذلك الوقت.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى