آخر الأخبارأخبار محلية

إقفال مفوضية اللاجئين بين الواقع والسياسة: أوساط حكومية: المعالجة بالحوار

الإجراءات الحكومية المقرّة في مجلس الوزراء في شأن النزوح السوري قد بدأت تتكثف، ادارياً وامنياً عبر البلديات والأجهزة الأمنية والعسكرية.

وفي هذا الاطار كتبت سابين عويس في”النهار”: تختلف المقاربة الرسمية عن المقاربة الأممية في نقطتين أساسيتين تستوجبان المعالجة الفورية، كون كل تأخير يفاقم حدّة النزوح والسيطرة عليه.

النقطة الأولى تكمن في قرار المفوضية وقف المساعدة المالية لكل عائلة تعود الى سوريا، مشترطة تلك المساعدة ببقائها في لبنان، وهذا ما يؤدي الى زيادة الصعوبات في دفع العائلات الى العودة، ويحضّهم على البقاء في لبنان.

اما النقطة الثانية فتكمن في امتناع أو تلكؤ المفوضية عن تسليم “داتا” النازحين الى الحكومة اللبنانية، على نحو يساعدها في تقويم أعباء النزوح على المجتمعات المضيفة وعلى الاقتصاد والبنى التحتية. وللمفوضية أسبابها الرامية الى عدم اظهار العدد الحقيقي للنازحين بسبب تراجع حجم المساعدات الدولية المقدمة للبنان واقتصارها على دعم النازحين. فالمفوضية توقفت عن العدّ عند مجموع لا يتجاوز 800 ألف نازح، فيما تجاوزت تقديرات الامن العام اللبناني المليوني نازح، او ما يوازي 40 في المئة من سكان لبنان.

هذا التباين دفع عدداً من القوى السياسية تتقدمها “القوات اللبنانية” الى المطالبة بإعادة النظر بعمل المفوضية ومدى خدمته للمصالح اللبنانية، وذلك من خلال العزم على تقديم عريضة تطالب بإقفال مكتبها في بيروت.

وفي استيضاح “النهار” لمدى إمكان توجه الحكومة الى طلب كهذا وانعكاساته على لبنان، اعتبرت مصادر حكومية ان حرف الملف عن مساره عبر إدخاله في المناكفات السياسية القائمة لا يساعد على إيجاد الحلول، مشيرة الى ان السبيل الوحيد للمعالجة لا يتم إلا بالحوار.

ولا تغفل المصادر التعبير عن ان لبنان ضعيف، وطالما هو عاجز عن معالجة الوضع جذرياً بامكاناته الذاتية، فهو ملزم بسلوك المسار الدولي. لذلك تسعى الحكومة عبر وزارة الخارجية والمديرية العامة للأمن العام الى التعامل مع المنظمات الدولية، مادامت محكومة بهذا التواصل.

أما في مسألة تسليم “الداتا” التي تشكل نقطة خلاف أساسية، فتكشف المصادر ان المفوضية وعدت بتسليمها فور انجاز البرمجيات (software ) الذي سيساعد على ملء الاستمارات، ويُنتظر ان يحصل ذلك في وقت بات قريباً جداً.

وتذكّر المصادر بان كل الإجراءات المنفذة راهناً هي نتيجة ما اقرته الحكومة في مجلس الوزراء، لافتة الى انه تقرر بدء كل جلسة حكومية مقبلة بتخصيص وقت لاستعراض تقدم العمل بهذه الإجراءات، علماً ان لا موعد لجلسة قريبة قبل ان يكتمل الإعداد لجدول اعمال، الامر الذي تعتبره مصادر سياسية تهرباً من مواجهة ازمة النزوح والخطوات المقبلة المتعلقة بفتح قنوات التواصل مع سوريا.

عن هذه المسألة، تؤكد المصادر الحكومية ان وزير الخارجية يستعد للقيام بهكذا زيارة بعدما توافق عليها مع نظيره السوري في وقت سابق.

ثمة مفارقة لفتت في هذا الصدد وتجلت في زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري الى السرايا قبل أيام قليلة ولقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وقد وُضعت الزيارة في اطار التحضير ووضع الاطار الزمني واللوجستي للزيارة.

أما الدعوة الى إقفال مكتب المفوضية، فرأت المصادر انها تصب في اطار شعبوي. ذلك ان الحل لا يكمن في اخراج المفوضية من لبنان، بل في معالجة الخلل والثغرات، والتصعيد السياسي في هذا المجال لا يخدم.

في الخلاصة، لا قدرة للبنان على مقاطعة المنظمات الدولية والمجتمع الدولي أو على معاداتها، ولا قدرة له على ان يعزل نفسه عن الاسرة الدولية في ظل إمكاناته الضعيفة، والتجاذبات السياسية الداخلية التي تتحكم به، وتجعله رهينة للأجندات الخارجية.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى